أربعين يوما…
رئيس المجلس السياسي لأنصار الله – صالح الصماد:
أربعون يوماً من العدوان السعودي الأمريكي يقابلها أربعين يوماً من الصبر اللامحدود للشعب اليمني والمعاناة التي يقاسيها أبناء اليمن كشفت الكثير من الأمور وأسقطت الكثير من الأقنعة وكشفت للعالم أجمع بشاعة العدوان وإجرامه ودناءة أهدافه و قد تجلت الكثير من الأمور منها علی سبيل المثال لا الحصر:
1- كشف زيف الادعاءات والأباطيل التي روج لها النظام السعودي بأنه يواجه خطراً إيرانياً في اليمن وأن اليمنيين يشكلون -تهديدا لأمن آل سعود.
فلو كان هناك من نفوذ لإيران وسيطرة لها علی القرار اليمني لكانت أربعين يوماً فرصة تاريخية للانتقام من آل سعود، ولكن لا وجود لذلك النفوذ الإيراني المزعوم فالقرار اليمني قرار مستقل.
وكذلك لو كان اليمنيون يشكلون تهديداً لأمن السعودية والخليج لكان ذلك التهديد قد بدأت ملامحه خلال الأربعين يوماً الماضية من العدوان، مع أن العدوان أعطی لليمنيين مشروعية دينية وإنسانية وأخلاقية بل وفطرية للدفاع عن أنفسهم، لكن لم يكن هناك أي تهديد للسعودية ولا غيرها من قبل اليمنيين، والعدوان السعودي هو من سيدفع اليمنيين لاتخاذ مواقف قوية وحازمة ضد النظام السعودي الذي سيتحمل آثار ما جنته عدوانيتهم وهمجيتهم.
2- كما فضح المخططات الأمريكية والسعودية التي كانت تستخدم تنظيم القاعدة كشماعة لإحتلال الشعوب والهيمنة عليها والتدخل في شئونها وانتهاك سيادتها، وعندما تهاوت أوكار قاعدة أمريكا وآل سعود علی أيدي الجيش والأمن واللجان الشعبية وسحب البساط من تحت أقدام الأمريكيين وآل سعود في استخدام هذه الورقة سارع الأمريكان بالزج بآل سعود بالتدخل لإنقاذ من تبقی من فلول قاعدتهم ودواعشهم خاصة وان أغلب عناصر القاعدة من جنسيات سعودية، وأي استقرار في اليمن سيدفع بهذه العناصر للعودة إلی السعودية، وهو ما يخشاه النظام السعودي من انقلاب السحر علی الساحر، لذلك قاموا باستهداف المؤسسة الأمنية والعسكرية لتدميرها وإدخال اليمن في فوضی أمنية بالتزامن مع دعم سخي للقاعدة لجعل اليمن بيئة خصبة وأرضية مهيأة لتصدير قذارة آل سعود إلی اليمن ليتخلصوا من تهديد قد يلاحقهم يوماً ما، وعن طريق هذه العناصر يدمروا اليمن ويقضوا علی مشروعه التحرري الرافض للهيمنة الأمريكية والسعودية.
3- كشف أن النظام السعودي يعتبر اليمن إقطاعية تابعة لآل سعود، ويظهر ذلك من حقدهم وحقد عناصرهم التي لا تمت إلی اليمن بصلة، واظهروا أنهم امتداد لآل سعود من خلال خدمتهم لمشاريعهم ورفعهم لأعلام النظام السعودي علی ظهور آلياتهم وعلی صدور أتباعهم دونما خجل، بينما رأيناهم وأتباعهم يدوسون علم الجمهورية اليمنية بأقدامهم، وأن شعاراتهم التي كانوا يتشدقون بها وبوطنيتهم ليست إلا لتهيئة اليمن ليستبيحها آل سعود ومن يقف وراءهم من الأمريكان والصهاينة.
4- كما أن العدوان الهمجي الظالم والتواطؤ الدولي المثير للدهشة أوصل صوت اليمنيين إلی كل أصقاع العالم، وأصبح أحرار العالم يتساءلون عن حقيقة ما يدور في اليمن وعن مشروعهم الحضاري التحرري القرآني الذي أثار وأقلق شذاذ الآفاق فسارعوا إلی قمع الشعب اليمني بهذه الوحشية والتآمر الذي قل أن نجد له نظيراَ منذ عقود من الزمن، وهذا سيدفع كل أحرار العالم إلی جعل اليمن قبلة للحرية مستقبلاً للتحرر من الهيمنة والإذلال التي فتكت بشعوب العالم منذ عقود، وكم من الأمور تكشفت من خلال هذا العدوان الذي سيكشف الكثير والكثير لا يسع المجال لذكرها.
إلا أنني أوجه رسالة للعالم أجمع، وللشعب السعودي علی وجه الخصوص أن أربعين يوماً من العدوان الهمجي الظالم والتواطؤ الدولی والمواقف المخزية لكثير من القوی الداخلية والخارجية قد قابلها صبر للشعب اليمني بلا حدود، وأن هذا الصبر لن يطول، وستأتي اللحظة التاريخية التي انتظرها اليمنيون ليردوا الاعتبار للشعب اليمني العزيز ويوجهوا صفعتهم القاضية إلی وجوه آل سعود، والتي ستفقدهم صوابهم وتشرد بهم من خلفهم، وتخاطب الشعب السعودي بأن سفهاء نظام آل سعود هم من جنوا علی شعبكم بتماديهم في طغيانهم وإجرامهم واغترارهم بحلم الشعب اليمني.
وأن المخطط الأمريكي لضرب المملكة قادم لا محالة بعد أن يكونوا قد افقدوا المملكة عوامل قوتها المتمثلة في تعاطف محيطها معها وبالذات الشعب اليمني العظيم الذي يمثل أكبر عامل قوة للجزيرة العربية والأمة العربية والإسلامية، وقد نجح الأمريكان بالزج بالنظام السعودي في خصومة مع أكرم وأعظم الشعوب وهو الشعب اليمني، لا يمكن معالجة آثارها في عشرات السنين، وهنا سيسهل علی الأمريكان الانقضاض علی المملكة والفتك بأهلها وهذا ما ستثبته الأيام القادمة.
وفي الأخير أحيي أبناء شعبنا اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية وكل من وقف معه في هذه المحنة من أحرار العالم، وأترحم علی الشهداء، وأدعو للجرحى بالشفاء، والمنقوصين بالصبر والعون، وأقول لكم إنكم ستكونون سادة العالم، وسيهلك الله الظالمين علی أيديكم لأنكم في طريق الأنبياء والصالحين، وأعداءكم في خندق الكفر والنفاق والأمريكان، ووعد الله لكم آت لا محالة بتمكينكم وإهلاك الظالمين علی أيديكم مهما كان حجم المآسي والتآمر والتحديات، قال تعالی : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) صدق الله العظيم.