كل ما يجري من حولك

إدانة حزب الله وتجاهل حرب اليمن… الجامعة العربية تكيل بمكاييل

526

موقع متابعات | تقارير | صحيفة البديل المصرية:

قبل أيام، اجتمع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية، المفترض أنها تمثل الجميع ولا تنحاز لطرف ضد آخر، ليصفوا حركة المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائيلي بالإرهاب، لمجرد اتهامات سعودية لحزب الله، بأنه وراء إطلاق صارويخ بالسيتي من اليمن باتجاه مطار الملك خالد الدولي بالرياض في 5 نوفمبر الماضي.

من جانبه، كذّب حزب الله الاتهامات السعودية، ونفى إرسال أي سلاح إلى اليمن أو غيرها باستثناء سوريا وفلسطين المحتلة، والأهم، أن الجامعة العربية، لم تتخذ موقفا من المجازر التي يرتكبها العدوان السعودي بحق اليمن من قتل أطفاله ونسائه ومدنييه، حتى الولايات المتحدة، التي تدعم العدوان السعودي على اليمن، أصدرت مؤخرًا تصريحات تدعو فيها السعودية لفك حصارها عن اليمن.

الدعوات الأمريكية بطبيعة الحال ليست انتصارًا لحقوق الشعب اليمني المظلوم، لكن رائحة الصفقات العسكرية التي أبرمتها مع الرياض بدأت رائحتها تفوح؛ من خلال جثث الأطفال والمدنيين المتشظية إلى أشلاء في مختلف البلد المنكوب، لكنها تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعتها التي باتت ملخطة بالدماء جراء دعمها لدكتاتوريات القبيلة في منطقة الشرق الأوسط، وتسترها على الأفعال الإجرامية للعدو الإسرائيلي.

وكان تحالف العدوان العربي الذي تقوده السعودية، أعلن مطلع الأسبوع الماضي، إغلاق جميع المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية مؤقتا بذريعة عدم تهريب الأسلحة إلى جماعة أنصار الله اليمنية، وأوضحت تقارير أن ما يجعل الحصار السعودي شديد الخطورة على اليمن ويمثل كارثة، أن نحو 90% من أراضيه قاحلة أو صحراء، وتندر فيه المياه.

وحذّر خبراء في الأمم المتحدة من أن 3.2 مليون شخص يهددهم خطر المجاعة، وهناك 150 ألف طفل يعانون سوء التغذية يمكن أن يموتوا الشهر المقبل، وبحسب منظمة أنقذوا الأطفال، يموت 130 طفلا يوميا في اليمن، كما أن هناك ما لا يقل عن 17 مليون شخص آخرين، من بينهم 11 مليون طفل، بحاجة ماسة للإمدادات الإنسانية، كما أدى نقص الأدوية والمياه النقية إلى انتشار الأمراض، وأصبحت البلاد الآن في خضم وباء الكوليرا الذي يسجل أسرع انتشار على الإطلاق، وتأثر به حوالى 900 ألف شخص وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.

وتبدو السعودية كمن ذبح الثور وكسر الجّرة؛ فالرياض قالت منذ ثلاث سنوات بأن الحرب اليمنية لن تستغرق أكثر من أسابيع، لكنها لم تنته حتى اليوم، وبدأت تدور رحاها في الداخل السعودي، كما أن الصواريخ بدأت تطال العاصمة الرياض، كما أن المملكة لا تدفع ثمن الحرب من رصيدها الأخلاقي والإنساني بقتلها الأطفال والمدنيين فحسب، بل من رصيدها الاقتصادي؛ فالحروب التي تخوضها أثقلت كاهل الاقتصاد السعودي المتراجع بالأصل، جراء انخفاض أسعار النفط.

المملكة رفعت إنفاقها العسكري عام 2015 إلى أكثر من 87 مليار دولار، بعدما كان 60 مليار في عام 2013، لينخفض في 2016 إلى نحو 63 مليار دولار، وفي مقابل زيادة النفقات العسكرية واستيراد السلاح، تراجع احتياطي النقد الأجنبي لدى المملكة بشكل غير مسبوق، فبعد أن كان 737 مليار دولار في 2014، انخفض إلى 487 مليار في يوليو 2017، وأوضح تقرير لمجلة فوربيس الأمريكية بعد 6 أشهر فقط من العدوان السعودي على اليمن، أن التكلفة بلغت نحو 725 مليون دولار، أي بمعدل شهري يقدر بنحو 120 مليون دولار.

وقدر وزير الاقتصاد السعودي، عادل فقيه، التكلفة التي تكبدتها بلاده بسبب الحرب في اليمن بـ5.3 مليار دولار في عام 2015، وبحسب خبراء اقتصاديون، تبدو التكلفة الحقيقة أكبر من ذلك، فمعظم تكلفة الحرب في الحالة اليمنية يستهلكها سلاح الجو السعودي، وأكد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أن السعودية التي تشارك وحدها بـ100 طائرة مقاتلة، تتكبد نحو 175 مليون دولار شهريًا.

وفي مارس الماضي، أعلن المتحدث الرسمي السابق باسم قوات تحالف العدوان العربي، اللواء أحمد عسيري، أن أكثر من 90 ألف طلعة جوية نفذتها طائرات التحالف في سماء اليمن، واعتمادًا على هذا الرقم، وقياسًا لتكلفة الطلعة الجوية الواحدة للطائرة الأمريكية المشاركة في الحرب ضد داعش، فإن العدوان العربي على اليمن أنفق خلال عامين على الضربات الجوية في اليمن ما بين 7.5 مليار دولار إلى 9.4 مليار دولار.

وتكلفة الحرب لا تتوقف على النفقات العسكرية فقط؛ فيقول مسؤولون سعوديون إن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الحرب وحتى منتصف العام الجاري، مساعدات تتجاوز 8 مليار دولار، وبحسب التقديرات اليمنية الرسمية الأولية، من المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار اليمن قرابة 100 مليار دولار، تساهم دول الخليج بنحو 70 مليار دولار، ما يوضح أن الحرب على اليمن ستكلف دول العدوان العربي ما يقارب 87 مليار دولار.

You might also like