كشف موقع «ميدل إيست آي» عن تعرّض الأمير السعودي متعب بن عبد الله، وزير «الحرس الوطني» السابق، والذي كان مرشحاً لخلافة والده الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، قبيل تعيين الملك الحالي ولياً للعهد في العام 2012، إلى جانب خمسة أمراء آخرين، للضرب والتعذيب بعد إلقاء القبض عليهم، واستجوابهم ضمن عملية «التطهير السياسي» التي خاضها ولي العهد محمد بن سلمان.

وأورد تقرير «ميدل إيست آي» أن ما لا يقل عن 17 معتقلاً في سياق الحملة المشار إليها، نقلوا إلى المستشفيات، موضحاً أن العدد الإجمالي لأولئك الذين تعرضوا للإساءة وسوء المعاملة فاق ذلك العدد بكثير.

وذكر التقرير الذي أعده ديفيد هيرست، أن الأمراء الستة قد جرى نقلهم إلى المستشفى بعد مرور 24 ساعة على اعتقالهم، وأن أحدهم كان في حالة حرجة على نحو تطلّب إدخاله إلى وحدة العناية المركّزة. كما أفاد التقرير بأن الأمير عبد العزيز بن فهد، الذي اعتقل مطلع سبتمبر الفائت، أدخل إلى المستشفى بعد فترة وجيزة من اعتقاله، وأن مصيره ما زال غير واضح.

وبحسب هيرست، فقد تم إخبار الطاقم الطبي العامل في المستشفى، بأن الإصابات والجراح في أجساد الأمراء تعود إلى«محاولتهم الانتحار»، إلا أن كل من هؤلاء الأمراء قد تعرّض للضرب المبرح، من دون أن يصاب أي منهم بكسور، بحيث كانت العلامات على أجسادهم تشي بتعرّضهم للضرب بأحذية عسكرية.

وأوضح هيرست أن السلطات السعودية عمدت إلى استقدام أطقم طبية إلى فندق «كارلتون ريتز»، وفنادق أخرى تابعة لسلسلة فنادق «ماريوت»، مثل «كورتيارد»، حيث تجري عمليات التعذيب بحق المعتقلين، وذلك تفادياً لنقلهم إلى مستشفيات، لافتاً إلى أن تلك الفنادق قد تم حجزها من قبل السلطات السعودية، بحيث توقفت عن استقبال النزلاء لشهر ديسمبر المقبل.

وفي سياق متصل، أفاد الناشط الحقوقي راندال كالينن، لـ«ميدل إيست آي» بأن الأشخاص المحتجزين يخضعون للقوانين السعودية حصراً.

ومع الإشارة إلى ما ذكرته صحف غربية بشأن نية بن سلمان عرض «صفقات» على المحتجزين في إطار «الحملة لمكافحة الفساد»، تتيح الإفراج عنهم لقاء 70 في المئة من ثرواتهم، نقل هيرست عن مصدر أمريكي قوله إن بن سلمان، يعتزم جمع ما يقرب من تريليون دولار من الأمراء ورجال الأعمال، ممن هم قيد الاعتقال.