كل ما يجري من حولك

الحجري يتوعّد باللجوء للخيار الثوري إذا لم يتم تنفيذ النقاط الـ12 التي طرحها السيد الحوثي وكشف من يمنع صرف المرتبات

553

الأحزابُ التقليدية عملت لعقودٍ عبرَ قياداتها التأريخية على إفراغ العملية السياسية من مضمونها

 

القياداتُ السياسية والعسكرية الخائنةُ أصبحت عبئاً على دول العدوان وحالياً تتبادل التهمَ بالفشل والفساد فيما بينها

 

للأسف قياداتُ الصف الأول للإصلاح مع العدوان والوسَطية غير جادة في القيام بدورها

 

متابعات | صحيفة المسيرة:

 

أكَّدَ عبدُالملك الحجري، رئيس حزب الكرامة ورئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان، على أهميّة تنفيذ النقاط الـ12 التي ذكرها قائد الثورة السيد عبدالملك وذلك لتحقيق أَهْدَاف ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة خاصة أنها جاءت لتعزيز صمود الشعب اليمني الأسطوري في وجه أعتى عدوان عرفه التأريخ.

وأشار إلى ضرورة تفعيل مُؤَسّسات الدولة ومكافحة الفساد وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وإيجاد جهاز أمني نزيه من الشرفاء يقوم بتطبيق القانون بكل حزم وصرامة على الجميع.

 

حول كُلّ ذلك كان اللقاءُ التالي:

 

– بداية إلى أي تيار أَوْ فكر ينتمي حزب الكرامة؟

 

حزبُنا حزبَ الكرامة اليمني حزبٌ سياسي وطني ثوري تقدمي ذو نزعة يسارية وينتمى فكرياً إلى اليسار التقدمي، ويعتبر الحزب نفسه أَيْضاً جزءً من محور الممانعة والمقاومة للمشروع الأَمريكي الصهيوني الغربي في المنطقة.

 

 

ما أَهْدَاف ومبادئ الحزب؟ ومن أين جاءت فكرة إنشائه؟

أهمُّ أَهْدَاف ومبادئ الحزب هِي النضال من أجل بناء الدولة اليمنية المدنية الديمقراطية العادلة دولة العيش الكريم والحرية والمواطَنة المتساوية والسيادة الوطنية وإعادة صياغة العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكومين وإعادة الاعتبار للعمل السياسي باعتباره مهمة نضالية بالدرجة الأساسية، وإصلاح المنظومة السياسية الحاكمة القائمة وتحقيق استقلالية السلطة القضائية وتحرير القرار السيادي الوطني من الوصاية الخارجية، تلك أهم المبادئ والأَهْدَاف التي نشأ الحزب على أساسها، وبعد فجر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والتي كان لحزبنا شرف المشاركة فيها منذ الارهاصات الأولى لها عبر مشاركته في عضويه اللجنة التحضيرية العليا لحملة 11 فبراير.. ثورة ضد الفساد، أضيف لاحقاً إلى أَهْدَاف الحزب هدف ترجمة لأَهْدَاف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة بقيادة السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة‪.

 

أما بالنسبة لفكرة إنشاء الحزب، فقد جاءت فكرة إنشائه مع المخاض الثوري لـ11 فبراير 2011، حينما استشعرنا مسؤولياتنا الوطنية كشباب ثائر أن يكون لنا دور في العملية السياسية من خلال تشكيل حزب سياسي يعبر عن رؤيتنا الفكرية والسياسية التي نحمّلها، وتم التقدم إلى لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في يوليو/ تموز 2012 وحصل الحزب على الاعتراف الرسمي في إبريل/ نيسان 2013، وعقد الحزب مؤتمرَه العام التأسيسي في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وقد انتخب المؤتمر العام الأول للحزب بطريقة ديمقراطية وعبر الانتخاب الديمقراطي الحر المباشر، أمينا عاما للحزب وقيادةً للحزب وهيئة رقابية قانونية للحزب ومجلسا وطنيا استشاريا للحزب.

 

كيف تنظرون إلى دور الأحزاب التقليدية تجاه قياداتها المؤيّدة للعدوان؟

للأسف الأحزاب السياسية التقليدية وعبر قياداتها التأريخية عملت لعقود طويلة على إفراغ العملية السياسية في البلاد من مضمونها الوطني؛ باعتبار العمل السياسي مهمة وطنية نضالية بالدرجة الأولى، وعملت خلال السنوات الماضية على السيطرة على القرار السياسي لتلك الأحزاب؛ بما يخدم أجندتها ومصالحها الشخصية، وعملت أَيْضاً على إقصاء الشباب من الصفوف القيادية الأولى لتلك الأحزاب وتماهت كَثيراً مع رغبة سفارات العدو الأَمريكي الغربي، وآخرها لقاءاتها العلنية مع سفير نظام العدو الأَمريكي بصنعاء وتبنّيها لمواقف الأَمريكان تجاه مختلف القضايا المحلية والدولية، ولم يكن غريباً عليها مؤخراً مواقفُها المؤيدة للعدوان التي تأتي في سياق قناعتها وأجندتها التي تتعارَضُ مع كُلّ ما هو وطني.

 

كيف هي علاقاتكم مع قيادة الإصلاح المناهِضة للعدوان؟ هل لكم لقاءات معها؟

للأسف الشديد لم نجدْ قياداتٍ إصلاحيةً مناهضة للعدوان من الصف القيادي الأول، (مثلاً أعضاء في الهيئة العليا والأمانة العامة للحزب)، بشكل جدي، إلا أن هناك بعضَ القيادات الوسطية الإصلاحية التي حاولنا مرراً وتكرراً أن يكون لها دورٌ بارز، على غرار مواقف بعض القيادات من الأحزاب الأُخْرَى التي جُزء من قيادتها في الداخل مع الوطن وضد العدوان، وجزء في الخارج مع العدوان ضد الوطن، كالأحزاب السلفية التي برز دورُها في مواجهة العدوان وتم تبنيها وَاحتضانها مع زملائهم في تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان الذي نتشرف برئاسته، إلا أنها حتى الآن أقصُدُ القيادات الوسطية في حزب الإصلاح غير جادة في القيام بدورها الوطني المطلوب للأسف.

 

بعد مرور عامين ونصف عام من العدوان على اليمن يلاحظ تفكك القيادات الحزبية وَالعسكرية المؤيدة للعدوان وتبادل تهم الفساد فيما بينها.. ما سبب ذلك من وجهة نظركم؟

اسمحوا لي أولاً أن أحييَ صمود رجال الرجال بواسل الجيش واللجان الشعبية في كُلّ الجبهات وصمود الشعب اليمني الأسطوري في وجهِ هذا العدوان الغاشم هذه المدة التي تعتبر طويلةً والحسابات العسكرية وما نتج من هذا الصمود من انتصارات وتحول سير المعارك في كُلّ الجبهات وتطوير للصناعات العسكرية.

 

أما عن تفكك القيادات الحزبية وَالعسكرية المؤيِّدة للعدوان، فهي من وجهة نظري طبيعية؛ لأن هذه القيادات خانت الوطن وباعت ترابه وكل مقدراته وشعبه للعدو التأريخي لهذا الوطن العزيز، وذلك مقابل مصالح مادية في الدرجة الأولى ومن أجل مناصبَ زائلةٍ وزائفة في المقام الثاني، فهي بالكلام تحمل مشروعا حقيقيا وصادقا من أجل هذا الوطن ومع صمود الشعب اليمني العظيم بكل فئاته وطول أمَد العدوان ومقاطع المصالح، وكذلك مع مرور الوقت قَلَّ الدعم المادي لهذه القيادات وَالمرتزقة وَأصبحت عبئاً على دول العدوان وَخصوصاً النظام السعودي والإماراتي، مما أدى إلى قلة مواردها الخسيسة التي هي ثمن لدماء اليمنيين ولتدمير الوطن، وكذلك لتوالي الهزائم عليهم، مما أربك العلاقة بين قيادات دول العدوان وبين القيادات اليمنية الخائنة للوطن، وكذلك لفشل هذه القيادات سوى مدنية أَوْ عسكرية في إدارة المناطق التي تحت سيطرتها، بل زاد في هذا المناطق الفساد وَالنهب والاختلافات الأمنية التي توحي بأن هذه القيادات فاشلة وفاسدة، وقد ظهرت هذه القيادات الخائنة أمام أبناء اليمن في المناطق المسيطرة عليها بمساعدة العدو الخارجي ضعيفةً مهزوزةً، وفي كُلّ أحوالها تبحث عن مصالحَ شخصية، وذلك من خلال سلوكها في إدارة الوطن تارةً من فنادق الرياض وتارة من فنادق مصر وأوروبا، وكُلّ هَمّها الاعتمادات الرخيصة التي ترميها لهم دول العدوان بشكل مخزٍ، كُلّ هذا لا شك أدى إلى ظهور حالة صراع بين هذه القيادات على هذه الفتات التي ترميه لهم دول العدوان أدى هذا الصراع إلى تفكك هذه القيادات وظهور الاتهامات فيما بينهم بالفساد كما نلاحظ مؤخراً.

 

ما سببُ تبنيكم للنقاط الـ12 التي ذكرها السيد عبدالملك؟ وفي حال عدم تنفيذ النقاط ما هو خياركم؟

السيد عبدالملك بدر الدين حفظه الله هو قائد الثورة الشعبية ثورة 21 من سبتمبر المجيدة التي ما زالت مستمرة حتى تحقيق كامل أَهْدَافها ونحن شركاء أساسيون في هذه الثورة، ونثق بشكل كامل بهذه القيادة وحكمتها.. وكذلك النقاط الـ12 جاءت كلها في خدمة الوطن والشعب اليمني العظيم وفي سبيل تحقيق أَهْدَاف ثورة 21 سبتمبر وجاءت لتعزيز صمود الشعب اليمني الأسطوري في وجه العدوان؛ لذلك فنحن في حزب الكرامة اليمني تبنّينا هذه النقاط، وخيارنا إذا لم تنفذ هذه النقاط وتفعّل مُؤَسّسات الدولة وأجهزة الرقابة، هو الخيار الثوري من خلال الفعل الثوري الذي ينسجم مع خيارات قيادة الثورة، وهو تطبيق وتنفيذ النقاط الـ 12 وتفعيل مُؤَسّسات الدولة بواسطة الفعل الثوري إذا لم تُطبَّق بالفعل السياسي.

 

كيف يمكنُ مكافحة الفساد في مُؤَسّسات الدولة؟

لقد أصبح الفسادُ في فترة النظام السابق وخصوصاً من بعد استشهاد الرئيس الزعيم الحمدي إلى وقتنا الحالي ظاهرةً مجتمعيةً، ولم يعد تصرفات فردية تجرم، بحيث أصبح الشخص الفاسد حسب المثل الشعبي “أحمر عين” وشاطراً والموظف النزيه اهبل وبليداً، وقد ساهم العدوان من انتشار الفساد؛ ولذلك فإن مكافحة هذا الوباء يحتاجُ إلى جهودٍ جبارة وإلى تظافُر جهود كُلّ الشرفاء، وذلك من خلال ما يلي:

 

– تفعيل دور الأجهزة الرقابية والقضائية بتعيين الشرفاء فيها.

– تنفيذ توجيهات السيد قائد الثورة بأن يمارس حكماء اليمن دورا رقابيا على سير عمل الحكومة.

– نشر ورفع الوعي في أوساط المجتمع بخطورة الفساد والمفسدين.

– وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والاعتماد على الكفاءات الوطنية المخلصة والصداقة.

– تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.

– إيجاد جهاز أمني نزيه من الشرفاء يقوم بتطبيق القانون بكل حزم وصرامة.

 

كما يجب الاعتماد على ذوي الخبرة من الكفاءات الوطنية النزيهة في وضع الحلول ورسم الخطط التي يتم انتهاجها في سبيل تحقيق هذه الأَهْدَاف.

 

أيضا يلاحظ أن دورَ مُؤَسّسات الدولة في خدمة المجتمع ما زال ضعيفاً.. ما سبب ذلك من وجهة نظركم؟

نحن نرى ونجزم أن سببَ ضعف دور مُؤَسّسات الدولة في خدمة المجتمع نتيجةٌ طبيعية للحالة السائدة في العقود الماضية السابقة، أي في الحقبة الزمنية التي كانت قبل ثورة 21 سبتمبر المباركة التي ساد فيها الفساد والمحسوبية وخصوصاً في الفترة التي جاءت بعد فترة الرئيس الشهيد الحمدي رحمه الله إلى بيان ثورة 21 سبتمبر بحيث كان همُّ كُلّ مسئول في الدولة للأسف الشديد هو كيف يؤمّن مستقبله وحياته وكيف يُرضي الحاكم الذي كان باسم الجمهورية يمارس نظامَ حكم فرديا أسريا في إدارته للدولة بصورة لا تختلف عن الملكية الاستبدادية، وكانت الدولة تُحكَمُ بعقلية العصابة التي يرأسها شخص ويديرها لتحقيق مصالحه ومصالح هذه العصابة، ضارباً عرض الحائط بمصالح الشعب اليمني، مما أدى إلى ضعف إداء هذه المُؤَسّسات في خدمة المجتمع، ومنذ قيام ثورة 21 سبتمبر رغم العدوان الغاشم الذي شتّت جُهد الثوار وأربك المشهد الثوري الناصع، حاولت قيادة الثورة تصحيح المسار، بحيث تمارس هذه المُؤَسّسات مهمتها الرئيسية التي وُجدت من أجلها، وفي مقدمتها خدمة المجتمع، إلا أن هذه القوى الثورية الصادقة انصدمت بما يسمى بالدولة العميقة التي وقفت حجر عثرة، بل عملت بكل جهد وخصوصاً بعد الاتفاق السياسي بين أَنْصَار الله وشركائه والمؤتمر وحلفائه والذي أعاد الدولة العميقة بما تحمله من فسادٍ بقوة إلى الواجهة وشكّل غطاء سياسيا للفاسدين القدماء الجدد وعرقل كُلّ التوجهات الثورية في تصحيح عمل هذه المُؤَسّسات لتخدم المجتمع بدل من خدمة أشخاص (خدمة عصابة).

 

ما سببُ عدم صرف المرتبات من وجهة نظركم؟ وكيف تتم معالجة هذه القضية الجوهرية؟

هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى عدم صرف المرتبات، ولعل أهمها هو العدوان وما قام به من تصعيد اقتصادي منذُ اليوم الأول للعدوان، وذلك بالحصار الاقتصادي الجائر، وكذلك قرار نقل البنك المركزي، وأيضاً تواطؤ العالم مع العدوان وَالمرتزقة بحيث طُبعت مبالغ مالية كبيرة في روسيا تم تسليمها للمرتزقة (عصابة الفار هادي)، الذين لم يَفوا بتعهداتهم بصرف الراتب، وكذلك ضعف الموارد وشُحتها؛ نتيجة سيطرة دول العدوان وعملائهم على منابع النفط والغاز الداعم الرئيسي للموازنة، وأيضاً سيطرتهم على معظم المنافذ البرية والبحرية، وفي المرحلة الأَخيرة وهي مرحلة حكومة الإنقاذ الوطني، فإن سبب عدم صرف ولو جزء من الرواتب هو الأداء السلبي لبعض وزراء الحكومة ومنهم وزيرا النفط والاتصالات، وعودة الدولة العميقة الفاسدة ممثلة بالشراكة السياسية والمنظومة الحاكمة القائمة، ويمكن أن تتم معالجة هذه القضية بإصلاح كُلّ الاختلالات وتوريد كُلّ ما هو متاح من موارد إلى البنك المركَزي دون نهب أَوْ سرق، وقَدْ لمسنا من الثورية العليا على مدى عام ونصف عام التزاما كاملا في تسليم رواتب جميع الموظفين؛ وذلك لأنها هي من كانت صاحبة القرار بمفردها وأيضاً لأن توجهاتها ثورية وكل العاملين معها وطنيون شرفاء وعملهم موحّد يصب في إناء واحد، أما الآن ظهرت هذه الاختلالات، ويجب أن يتم توريد كُلّ موارد الدولة المتاحة للبنك المركزي حتى يتسنى له صرف ولو نصف راتب بانتظام شهرياً.

 

هناك مشكلة من يحاول وبكل قوة تحميل أَنْصَار الله مسؤولية عدم صرف المرتبات.. ما تعليقكم وكيف يمكن معالجة هذه القضية من وجهة نظركم؟

للأسف الشديد، الشريكُ الذي يمتلكُ أكثرَ من نصف الحكومة عبر أشخاص ووسائل إعلامية وكذلك الخونة الذين يعملون مع العدوان، هم مَن يقومون بذلك؛ ظناً منهم بأنهم سوف ينالون من ثورة 21 سبتمبر الذي جاءت بالمشروع الوطني الحقيقي ومنه مكافحة الفساد والتي كان مكون أَنْصَار الله هو المكون الأكبر والأبرز في هذه الثورة، في محاولة لإفشال الثورة وعودة النظام السابق، غير مدركين أن عجلة التأريخ لن تعود إلى الوراء، وأن اللعب بمثلِ هذه الورقة الحساسة التي تمُسُّ قوت المواطنين سوف تنقلب عليهم سلباً، بحيث يضعون أنفسهم في خندق العدوان ضد هذا الشعب.. لمعالجة هذه القضية نرى أن تفعل الأجهزة الرقابية وَالقضائية، وَأَيْضاً ندعو إلى سرعة محاكمة الخونة الذين وقفوا في صف العدوان حتى يكونوا عبرةً لغيرهم ولكي لا تسوّل نفس أحد بالغدر والخيانة للوطن، ويصبح ذلك الفعل رادعاً لكل من تسول له نفسه بالخيانة، وَأَيْضاً نطالب حكومة الإنقاذ بالشفافية المطلقة ومكاشفة أبناء الشعب، وأن تجرد كُلّ فاسد وتشير عليه بأصابع الاتهام حتى يعلمَ الشعبُ مَن يعمل على عدم صرف مرتباته وعلى عرقلة مسيرة الثورة وعرقلة كُلّ عمل فيه إصلاح للوطن، نريد أن نرى الخونة والفاسدين يحاكَمون ويعاقَبون على فعلهم لردع كُلّ من في نفسه ذرة من فساد وخيانة، كما ندعو من هنا لإيجاد انسجام حقيقي لعمل حكومة الإنقاذ وأن يتحلى كُلّ طاقمنا بالمسئولية تجاه الوطن وأن يعملوا للوطن لا لأحزابهم، وإلا لن نسكت وسيكون لنا الحق في اللجوء إلى الفعل الثوري الشعبي والنزول إلى الشارع وتصحيح المسار.

 

ما سبب غياب حزبكم عن السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ؟

سبب غياب حزبنا عن المشاركة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني يعود لمواقف الحزب الثورية المتشددة ومواقفه السياسة الثابتة تجاه الشراكة مع فصيل سياسي معين أثبت خلال عقود طويلة فشلَه في إدارة العديد من الملفات الوطنية وعُرف بارتهانِ قرارِه السياسي للخارج على مدى أكثر من ثلاثة عقود، إضَافَةً إلى ما ذكرنا فإننا آثرنا العملَ الوطني السياسي والميداني والجماهيري والإعلامي المناهض للعدوان والقُرب من عامة الشعب اليمني بَعيداً عن المناصب، وحرصاً منا على أن تسيرَ العملية السياسية في هذِه المرحلة بنا أَوْ بغيرنا ما دُمنا نتبنّى جَميعاً مناهضة العدوان، كما أن تمثيلَ الإخوة في مكون أَنْصَار الله في المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة قائمة في البلاد حالياً) هوَ تمثيلٌ لنا؛ باعتبار تحالفنا السياسي القائم مع أَنْصَار الله تحالفا سياسيا استراتيجيا لا يخضع للتكتيكات السياسية المرحلية المتعارَف عليها في العمل السياسي سابقا.

 

كيف تنظرون إلى صمود الشعب اليمني للعام الثالث على التوالي في وجه أعتى عدوان عرفه التأريخ؟ وما سبب هذا الصمود الأسطوري؟

إننا في حزب الكرامة اليمني وكل أبناء الشعب اليمني العظيم ينظرون إلى هذا الصمود الأسطوري بكل فخر واعتزاز وإجلال ويثمّنون عالياً جهد كُلّ من ساهم في هذا الصمود وعلى رأسهم قيادة الثورة وبواسل الجيش وَاللجان الشعبية وكل الشرفاء من أبناء القبائل الكريمة والشعب اليمني العزيز.. هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى الصمود الأسطوري لهذا الشعب وعلى رأسها حكمة قائد الثورة وصدق توجّهه والمشروع الوطني لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة وَوعي الشعب اليمني العظيم بسبب هذا العدوان ومَن يقوده ويقوم به ومن خلفه وما يحمله من عداء تأريخي لهذا الوطن، وكذلك عامل الانتصارات التي حقّقها بواسلُ الجيش واللجان الشعبية في كُلّ جبهات العزة والشرف في الداخل أَوْ على امتداد الشريط الحدودي مع العدو السعودي ونقل المعركة إلى داخل الأراضي اليمنية المحتلة من قبَل العدو السعودي وتطوّر القوة الصاروخية والصناعات العسكرية الأُخْرَى، وَأيضاً من عوامل الصمود التحامُ قيادة الثورة مع الشعب في وجه العدوان، هذه القيادة التي جاءت من أوساط هذا الشعب ولم تتلوَّث بأي فعل مشين في حق هذا الشعب، بل مارس عليها النظامَ السابقَ ظلماً شديداً خلال الحروب الست على صعدة، وبإذن الله إن النصر على العدوان السعودي الإماراتي الأَمريكي مسألة وقت لا أقل ولا أكثر.

You might also like