كل ما يجري من حولك

فصل الخطاب ،ومن مثل سيّدي ينطق بمنطق القرآن

487

متابعات | كتابات | شفاء عبدالله

لم يسبق ان سمعت رئيساً أو حاكماً يتحدث في خطابات موجهه لأمته أو شعبه بذات الشمولية والثقة التي تجعل كل من يسمعها ينقاد على ثقة بوضوح النتائج المستوحاة من وعود قرآنية يلفتنا إليها ويذكرنا بها السيد في كل جملة ينطق بها ليرتكز خطابه هذا على قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ومن اصدق من الله حديثاً، ويبقى من اهتدى بهدي الله هو الناجي الوحيد خصوصاً في هذه المرحلة المتسارعة في الأحداث والنتائج.

في حديثه شمولية لقضية الأمة، واليمن بأكملها من أقصاها إلى أقصاها، فالسيد لا يتحدث عن مدينته أو مقر إقامة أقاربه، أو أماكن وكراسٍ ومواقع ومناصب ،ولكنه لطالما تحدث باسم الأمة ،ودائماً يدعونا الى نسيان همومنا في مقابل هموم الدين وما يتعرض له من اعتداء شرس وواضح ، ليردنا بسلاسة تعابيره وجمال أسلوبه المليء بالإشارات القرآنية الى ان نتفكّر في خطورة الأحداث من حولنا، وفي كثرة الأعداء المتربصين بنا ، تفكٌراً يجعلنا نزداد وعياً وبصيرة فلا نعرف خوفاً أو ضعفاً بل يزيدنا عزماً على التمسك بوحدتنا والحفاظ عليها.

أسلوبه القرآني في الحديث يحمل معنى يد الله مع الجماعة وكذلك ان في الوحدة قوة ولطالما جعلنا نتلذذ حين نسامح بعد ان تعلمنا منه اننا لا نسامح لنضعف فلابد ان تكون في مواقفنا مواقف قوة من قوة الله القوي العزيز،واننا نسامح ونحن في مواضع القدرة، لنصنع مواقف الشرف والحرية التي تترجم الإحساس بالمسؤولية والهم الذي نشترك فيه جميعاً ، لنجتمع في ذات الخندق وباتجاه ذات العدو الذي جاء ليقتل أطفالنا بدون ان يستثني من تعاون معه ممن وقف في وجهه رافضاً ان يبيع كرامته ودينه.

اسلوبه المليء بالنصح والإرشاد،هو كذلك يزيدنا تعلقاً بكلماته ويزيد من شوقنا إليها بعد كل خطاب يُطرح، إذ يشعرنا بمدى إدراكة لما نعيشه من هموم وأوجاع معززا إلينا بنصائحه التي تمثل البلسم الشاف لجروحنا وأوجاعنا، ولكي نتحرك بعدها بمزيد من القوة والاندفاع دفاعاً عن قضية الأمة التي تتجلى في استعبادها وسلب دينها ومقدراتها لتمتد الانتهاكات ضد هذه الأمة فتطال دماء أبنائها بدون أي ذنب أو مبرر، ومركزاً على ان المخرج والسبيل يتمثلً في الوحدة والاصطفاف صفاً واحداً في مواجهة أي عدو .

You might also like