كل ما يجري من حولك

أول رد من أنصار الله “الحوثيين” على إعلان المبادرة الأمريكية السعودية الجديدة لإيقاف إطلاق النار بين اليمن والمملكة

الضجيج الأمريكي عن السلام لم يترافق مرة واحدة مع مؤشر واحد على “الجدية” في الواقع، كوقف الغارات أَو وقف القرصنة على سفن الوقود والغذاء، لوم تبد صنعاء مرة واحدة أي رفض أَو تعنت إزاء السلام الفعلي

2٬576

متابعات| صنعاء:

جدّدت صنعاءُ التأكيدَ على مطالبها بإنهاء ما تصفُه بالعدوان ورفع الحصار من قبل التحالف كمطالبَ أَسَاسيةٍ لأية مفاوضات سلام.

ورداً على بيان اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفيان وولي العهد السعودي تضمّن دعوةً للأطراف اليمنية إلى الحوار بحسب وسائل إعلام سعودية، اكتفى رئيسُ وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام، بإعادة تغريد لتغريدة سابقة تؤكّـد على الاستمرار في الدفاع أمام استمرار ما وصفه بالعدوان والحصار.

وجاء في صحيفة “المسيرة” الرسمية لأنصار الله “الحوثيين” أنه “من المتوقع أن يتصاعدَ الضجيج الأمريكي أكثر خلال هذه الفترة بعد زيارة “سوليفان” إلى السعوديّة، حَيثُ تؤكّـد المؤشرات أن الولايات المتحدة مُصِرَّةٌ على دعم روايتها المزيَّفة عن “عرقلة السلام” أملاً في تصعيد الضغوط على صنعاء التي تحقّق انتصارات متلاحقة في الميدان، لكن تجربة أكثرَ من سبع سنوات ما زالت تؤكّـد أن استراتيجية التضليل والضغوط لا تستطيعُ أن تلغيَ مفاعيلَ الحقائق الثابتة المتعلقة بالسلام الفعلي، وأبرزها ضرورة إنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل”.

وقالت “المسيرة” في تقرير لها نُشر اليوم الأربعاء: إن “السلام” الذي تقدمه السعوديّة والولايات المتحدة على الطاولة يضع صنعاء بين خيارَين: إما الاستسلام التام، أَو مواصلة القتال، وحين ترفض صنعاء الاستسلام، تضج الولايات المتحدة وأصدقاءها بأن صنعاء “تعرقل الوصول إلى حل”، ولتغذية هذه المغالطة الواضحة يتم استخدام عدة أساليب أبرزها: محاولة تجميل “الابتزاز” وتقديمه كخيار طبيعي تتبناه الأطراف الدولية والأمم المتحدة (باعتبار أن الابتزاز إذَا أصبح دوليًّا لا يعود ابتزازاً)، وشحن المشهد العام بأكاذيب وإشاعات تضاعف الضغط الإعلامي والحقوقي على صنعاء، وتضاعف معه الضجيج الذي يفترض به ألا يترك مجالاً للحديث عن الحقائق الثابتة، حَيثُ تقوم الولايات المتحدة بشكل متكرّر بتلفيق “جرائم” وانتهاكات وهمية واتّهام صنعاء بارتكابها، إلى تكثيف الإدانات الدولية لكل ضربة صاروخية وجوية عابرة للحدود؛ لضمان استمرار الجلبة التي يراد بها تقديم صورة مغلوطة تبدو فيها صنعاء وكأنها الطرف الوحيد الذي يمارس أعمالاً عسكرية.

وَأَضَافَ تقريرُ “المسيرة”: وعلى الرغم من تجربتها المريرة مع تحالف العدوان والولايات المتحدة فيما يتعلق بالسلام والحل السياسي، لم تكف صنعاء عن تأكيد انفتاحها على سلام حقيقي ينهي الصراع بكله، وعلى عكس “المبادرات” والمقترحات الغامضة والضبابية والسطحية و”الابتزازية” التي ترفعها الولايات المتحدة والسعوديّة على أسنة الرماح كـ”خطط سلام”، قدمت القيادة الثورية والسياسية في صنعاء رؤية واضحة ومنطقية كفيلة بإنهاء كُـلّ أشكال النزاع، من خلال نقاط رئيسية هي: معالجة الملف الإنساني بدون شروط، وإيقاف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، وإخراج القوات الأجنبية من اليمن، ويقابل ذلك وقف كُـلّ العمليات العسكرية على الأرض ووقف الضربات الصاروخية والجوية على المملكة، والدخول في مفاوضات “الحل السياسي”.

وقالت وسائلُ إعلامية مقربة من حكومة صنعاء: إن “هذه الرؤية تأتي من موقف ثابت وغير جديد تلتزم به صنعاء منذ البداية، وقد برز بشكل واضح في عدة محطات، آخرها معركة مأرب التي قدمت بشأنها صنعاء مبادرة سلام عادلة تخدم أبناء المحافظة بشكل خاص، وأبناء البلد بشكل عام بدون تمييز أَو انتقاء، وبرغم من السلوك السلبي تماماً الذي أبداه تحالف العدوان ومرتزِقته تجاه هذه المبادرة، لا زال الرئيس المشاط يؤكّـد أنها مطروحةٌ على الطاولة وقابلة للمضي نحو مستويات أعلى”.

وأوضحت: برغم أن الضجيجَ الأمريكي عن السلام لم يترافق مرةً واحدةً مع مؤشر واحد على “الجدية” في الواقع، كوقف الغارات أَو وقف القرصنة على سفن الوقود والغذاء، لم تبد صنعاء مرة واحدة أي رفض أَو تعنت إزاء السلام الفعلي، وتعاطت بكل جدية مع المبعوث الأممي والوساطة العمانية وبقية الأطراف الدولية، ومن خلال ملاحظة مسار العمليات العسكرية وخَاصَّة الضربات الصاروخية الجوية العابرة للحدود، يمكن التأكيد على أن صنعاء كانت الطرف الوحيد الذي أبدى بالفعل مؤشرات إيجابية عملية بخصوص الوصول إلى حَـلّ ينهي الحرب تماماً.

واستطردت بالقول: بالمقابل كان التعنت والخداع هو السمة الأبرز لسلوك دول العدوان والولايات المتحدة، فإلى جانب محاولات استغلال تجاوب صنعاء لكسب الوقت والقيام بتصعيد عسكري مُعادٍ (مثل ما حدث في عملية ما يسمى “النجم الثاقب” التي رحبت بها الولايات المتحدة في وسط ضجيجها عن السلام!)، تتمسك هذه الأطراف بشكل معلن وصريح بربط الاحتياجات الإنسانية المشروعة بالمِلفات السياسية والعسكرية، في ابتزاز يحاول الأمريكيون بالذات فرضه كأمر واقع وتقديمه كـ”خطة سلام” طبيعية ومنصفة!

وقالت: إن استراتيجية إدارة بايدن لإدارة العدوان على اليمن باتت واضحة للغاية حتى بالنسبة للمشرعين والمحللين داخل الولايات المتحدة نفسها، فإعلان “إنهاء الدعم للسعوديّة” (لم يعرف الكونغرس حتى الآن ما هو هذا الدعم بالضبط الذي تم إنهاءه) لم يكن إلا بداية لسلسة من المغالطات الإعلامية التي تهدف لاستبدال الصورة الواقعية للتورط الأمريكي الإجرامي في اليمن، بصورة أُخرى مزيفة تكون صنعاء فيها هي المجرم الرئيسي، فتتخلص الولايات من الضغوط الحقوقية والسياسية، وتواصل إدارة العدوان من المقعد الخلفي.

You might also like