كل ما يجري من حولك

لسنا نحن من يقف مع إيران اليوم!

638

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

دعكم الآن من ما يسمى بمحور (المقاومة) وأخبروني يا محور (الاعتدال)، ما الذي يغريني اليوم أنا كمواطن عربي في التخندق معكم والوقوف في صفكم؛ عداؤكم لإيران مثلاً؟! أم ولاؤكم وانبطاحكم لأمريكا؟! أم ماذا يا تُرى؟!

إذا كنتم تعتقدون اليوم أن مواجهة إيران هي قضيتكم المركزية الأولى فهذا شأنكم، لكنها لم ولن تكون يوماً قضية العرب المركزية الأولى! قضية العرب المركزية الأولى كما تعلمنا وكما أوصانا آباءنا وأجدادنا وأوصاكم آباؤكم وأجدادكم وناضلوا جميعاً؛ مِن أجلِها هي فلسطين!

فلماذا تريدون مني اليوم أنا كمواطن عربي أن أحرف الأنظار عن فلسطين وما تقوم به إسرائيل هنالك من احتلال واعتقالاتٍ واغتيالاتٍ وتصفيات ومجازر وجرائم و… وأتوجّـه بها صوب إيران؟!

يعني خنتم وخذلتم وتخليتم عن فلسطين ولم تتردّدوا في تجريم حماس والجهاد وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية واعتقال قاداتها ورموزها وطبعتم مع الصهاينة ثم بعد ذلك تريدون مني أنا كمواطن فلسطيني أَو عربي أن أعادي إيران التي ملأت الفراغ عنكم وتولت مهمة إيواء وتدريب ودعم ومد حركات المقاومة الفلسطينية بالعتاد والسلاح، ما لم فأنا عميلٌ لإيران وخائنٌ للعروبة والإسلام!

انقلبتم فجأةً على حزب الله حين أسر جنديين صهيونيين وجرمتم فعلته هذه وتركتم لبنان لمصيره يستباح ويقصف ويدمّـر بأعتى وأقوى وأشد أنوع الأسلحة الإسرائيلية الفتاكة ثم بعد ذلك تريدون مني أنا كمواطن لبناني أَو عربي أن أعادي إيران التي سدت الفراغ عنكم وتولت عملية دعمه ومهمة إمدَاده بالسلاح والعتاد لمقاومة ذلك العدوان الصهيوني الغاشم ومنعه من اجتياح لبنان، ما لم فأنا عميلٌ لإيران وخائنٌ للعروبة والإسلام!

تآمرتم على خط المواجهة العربي الأول -سوريا- وقمتم بتمويل ودعم عملية تدميرها وتفكيكها ثم بعد ذلك تطالبونني أنا كمواطن سوري أَو عربي أن اتخذ موقفاً معادياً من إيران التي وقفت مع سوريا ودعمتها وامدتها بالسلاح والعتاد لمواجهة مؤامرة تدميرها وتفكيكها وتقديمها لقمة سائغةً لإسرائيل، ما لم فأنا عميلٌ لإيران وخائنٌ للعروبة والإسلام!

تعتدون اليوم على اليمن وتدمّـرونه وتسعون إلى تفكيكه وتقسيمه واستقطاع أرضه وجزره والاستيلاء على مقدراته ثم بعد ذلك تريدون مني أنا كمواطن يمني أَو عربي أن أحرف نظري عن جرائمكم هذه وألقي بوزرها على إيران التي لم أجد سواها تناصره ولو بالموقف والكلمة وتتعرض لمظلوميته، ما لم فأنا عميلٌ لإيران وخائنٌ للعروبة والإسلام!

ما لكم كيف تحكمون؟!

أخبروني يا أشباهَ العرب أين تكمن مصلحة العرب في ضياع فلسطين وتدمير سوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا و… حتى حملتم على عاتقكم مهمةَ القيام بذلك كله؟!

أما إيران فاطمئنوا،

لسنا اليوم من يقف معها أَو يرتمي في أحضانها لولا أنها ببساطة شديدة هي من تقف معنا وتساعدنا على مواجهة مشروعكم الصهيو-أمريكي التآمري هذا!

أفلا تعقلون؟!

 

You might also like