كل ما يجري من حولك

إسرائيل تفك عُقدة السعودية في اليمن

880

بين مقصلة الهجمات الجوية لصنعاء وسندان المفاوضات في مسقط، تحاول السعودية البحث عن مخرج  يقيها شر الهجمات الجوية  ويعفيها ضريبة الحرب على اليمن مع ابقاء نيرانها مشتعلة بعد 7 سنوات من الاستنزاف المتواصل، لكن يبدو بان السعودية التي قادت العالم خلفها في العام 2015 تجد صعوبة  حاليا في استدراج دوله مرة اخرى وقد فهمت مغازي الحرب على اليمن ، فهل تنجو هذه المرة أم تقع في مأزق جديد ؟

صنعاء، التي توجت عامها السابع من الصمود بهجوم واسع على العمق السعودي، ما تزال يدها  على الزناد وتحاول ايصال رسائل للسعودية، اخرها ما تضمنته تصريحات وزير الدفاع،  بأن كل السنوات التي مرت من عمر الحرب  لم تكن بالنسبة لها سوى مجرد محطة عابرة وان الأقسى لم يدخل  ارض المعركة بعد، وهي بذلك تستند لقوة عسكرية تنامت واصبحت محطة تحليل وسائل اعلام دولية، وتحاول من خلالها الضغط نحو سلام مشرف عبر اقناع السعودية بان مالم تجنيه بالقوة لن تحصل عليه بالمفاوضات.

عموما لا يزال من المبكر الحديث عن انفراج سياسي في ظل المناورة السعودية في وجه الضغوط الدولية. صحيح هي قدمت مبادرة لكنها تحاول اعاقة اي مساعي  لإحداث اختراق فيها عبر تحريك  موميات “الشرعية ” أو فرض اشتراطات انسانية، وجميع المؤشرات على الارض تؤكد بان اليمن ذاهبة باتجاه تصعيد عسكري برزت ملامحه بالزحوفات الاخيرة لفصائل التحالف بتعز والضالع  والساحل الغربي، ولم يقتصر على الاطراف الداخلية التي استبعدتها السعودية من المفاوضات وتحاول المناورة للبحث عن موطئ قدم، بل تشير التطورات إلى أن السعودية تحاول دفع اليمن لتكون ساحة مواجهات دولية مفتوحة لم يخفي الخبير العسكري السعودي احمد ضيف الله القرني اهداف بلاده منها بالسيطرة على الجزء الاستراتيجي في الجنوب او ما وصفها بالبوابة الجنوبية للشرق الاوسط وهو يشير ب1ذلك للساحل اليمني الممتد من الحدود السعودية في الشمال مرور بالغربي المطل على اهم مضيق عالمي وصولا إلى الساحل الشرقي على المحيط الهندي وبحر العرب ..

هذه التحركات بدأت بالتقارب مع قطر والتي ما أن فتحت السعودية حضنها حتى سارعت  لتفعيل اتباعها بدعم تركي  للانتقام من خصمها اللدود، الامارات، التي سبقتها للسيطرة على اهم  مناطق الثروة والموقع الاستراتيجي، وهو ما دفع الأخيرة لاستدرار تدخل مصري  ما قد يجعل المواجهة في باب المندب مرتقبة وقد تدخل فيها اطراف دولية كالصين والولايات المتحدة كما يرى القرني.

وبغض النظر عن الحراك بين الفرقاء الخليجيين وداعميهم الدوليين والتي تحاول السعودية من خلاله  تحميل تلك الدول المتصارعة والمسكونة بالأطماع الاستعمارية جزء من فاتورة الحرب التي ستدفعها الرياض ، وكذا للانتقام منها على الهزيمة التي تجرعتها السعودية،  تشير التحركات السعودية إلى أن عينها الأن منصبة على الكيان المدلل امريكيا بعد أن خذلتها الادارة الجديدة، فهي من خلال تحريك اسرائيل في هذا التوقيت تحاول تخفيف الضغوط الدولية لإنهاء الحرب عبر تسليم تل ابيب دفة القيادة من ناحية ومن ناحية اخرى  اغراق اليمن بصراعات دولية حتى لا تتحمل مستقبل تكلفة الحرب وحيدة وينتهي المطاف بتوزيع دم اليمني بين الدول، ناهيك بان تسليم اسرائيل وخروج السعودية ظاهريا من اللعبة سيمنح الرياض فرصة لالتقاط انفاسها وسيجنبها مزيد من الهجمات الجوية  التي اصابت اقتصاد الرياض وعصبها في مقتل ، لكن  حتى تسلم اسرائيل لن يغير شيء من واقع الحرب بقدر ما يغرق السعودية في المستنقع   كون اي استمرار للحرب قد ينعكس سلبا عليها اكثر من غيرها ناهيك عن الطموح الاسرائيلي للتمدد  بالقرب من الحرم وتثير ذلك على اية خلافات سعودية – اسرائيلية مستقبلا ، وفي نهاية المطاف ستجد الرياض نفسها غارقة في مستنقع عصي عن الحل.

هل تفك اسرائيل عقدة السعودية في اليمن – تقرير

You might also like