كل ما يجري من حولك

لليمنيين فقط.. هذه هي المعادلة

1٬030

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

ما الذي تريده السعودية لليمن أن يكون دائماً:

قوياً أم ضعيفاً، موحداً أم مفككاً، مستقراً أم مضطرباً؟

أعتقد أنه لو سأل كُـلُّ يمنيٍّ نفسَه هذا السؤال لوفّر في الإجَابَة عليه على نفسه عناءَ الوقوع في الكثير من هذا اللَّغَطِ الدائر حول طبيعة وحقيقة الوجود السعودي والدور الذي يمارسونه في اليمن قديماً وحديثاً، ولأدرَكَ تماماً الدوافعَ الحقيقيةَ من وراء هذا الحضور والتدخل العسكري فيه اليوم!

إذا كنت من الذين يعتقدون أن السعودية يمكن لها أن تقبَلَ يمناً موحداً وقوياً في الجوار، فأنت مع احترامي واهمٌ وغيرُ مدركٍ لطبيعة الصراع!

هذه حقيقةٌ طبعاً ليست وليدةَ اللحظة وإنما تعودُ إلى بداية نشأة هذه المملكة في بداية العقد الثالث من القرن العشرين إلا أنها لم تخرج إلى العلَنِ أول مرة إلا في بداية سبعينيات القرن الماضي حين فاجأت السعوديةُ الجميعَ يومَها وأصرت على ضرورة تعهد اليمن بالبقاء بلا جيشٍ وبلا تسليحٍ نوعي كشرط أَسَاسيٍّ لإنهاءِ حالة الحرب بين الإخوة الفُرَقاء وإتمام عملية المصالحة، وذلك في إطار مباحثات ما عُرف آنذاك باتّفاقية جرس السلام.

يعني مشروعُ السعودية واضحٌ في اليمن وجلي ويعلمُه الصغيرُ منا قبل الكبير، فهي تقاتلُ جاهدةً ومنذُ أمدٍ بعيد؛ مِن أجلِ إبقاء اليمن ضعيفاً ومفككاً وإن اختلفت الأساليبُ أَو الوسائلُ، وهذا ما يفسّر طبعاً وقوفَها المستميتَ الممانعَ والرافضَ في وجه الوَحدة اليمنية ذات يوم، وكذلك سعيها الحثيث لإفشالها والتآمر والقضاء عليها لاحقاً، وُصُـولاً إلى تدخذُلها العسكري المباشر وشنها هذا العدوانَ الغاشمَ الذي دخل عامه السابع على التوالي!

ولماذا تريد السعودية أصلاً لليمن أن يكونَ ضعيفاً وممزقاً وغيرَ مستقر؟! قد يقول قائل!

بصراحة لا أعتقد أن يمنياً واحداً لا يعرفُ لماذا تريد السعودية لليمن أن يكون كذلك، حتى أُولئك الدائرون في أفلاك السعودية يعرفون لماذا!

هنا ونحنُ أمامَ هذا الموقف والمشروع السعودي المتآمر والحاقد على اليمن.

أنت بدورِك كمواطنٍ يمني ماذا تريد لوطنك اليمن أن يكون دائماً قوياً أم ضعيفاً، موحداً أم مفككاً، مستقراً أم غير مستقر؟!

أعتقد أنه لا يوجد أحدٌ في الدنيا كلها يتمنى لوطنه أن يكونَ ضعيفاً أَو ممزقاً أَو غير مستقرٍّ إلا إذَا كان يعاني من اختلال عقلي ونفسي ظاهر أَو أن يكون خائناً باع نفسَه للشيطان أَو عميلاً أَو مأجوراً!

فما بالُك باليمنيين الذين جُبلوا على حُبِّ تراب هذه الأرض، وترعرعوا على عشقها وعشق سمائها ومائها، فلم يبخلوا يوماً في تقديم أرواحهم وأموالهم فداءً وقرباناً لها؟!

هل كانوا ليتمنوا لوطنهم – اليمن إلا أن يكون قوياً وموحداً ومستقراً ومستقلاً وآمناً؟!

إذاً نحن الآن أمام معادلة واضحة ومثبتة تقول:

السعوديةُ تريد يمناً ضعيفاً ممزقاً وغيرَ مستقر في الجوار، واليمنيون يريدون يمناً قوياً موحداً ومستقراً.

وبالتالي فكل من تسوّل له نفسُه من اليمنيين أن يتماشى أَو يتماهى مع المشروع السعودي التآمري هذا في اليمن تحتَ أي مبرّر كان فَـإنَّه يضعُ نفسَه بالضرورة من حَيثُ يدري أَو لا يدري في خانة القوى التي تسعى إلى إضعاف اليمن وتمزيقه وزعزعة أمنه واستقراره!

وأما مَن استشعر مسئوليتَه الأخلاقية والوطنية ووقف صامداً في مواجهة هذا المشروع السعودي التآمري على اليمن، فَـإنَّه قد نذر نفسَه ووضعها في خانة القوى الوطنية الطامحة التي تسعى إلى تعزيز قوة اليمن والحفاظ على سيادته ووحدته وكذلك صون أمنه واستقراره!

هكذا تقولُ معطياتُ هذه المعادلة باختصار!

فليخترْ كُـلُّ واحدٍ منا اليومَ الهيئةَ التي يحبُّ أن يرى وطنَه عليها وليتحسس نفسَه وموقعَه أين يكون من طرفَي هذه المعادلة.

You might also like