كل ما يجري من حولك

ما بين مناورة “الفجر الجديد” ومعرض الشهيد القائد

649

 

منصور البكالي

لا تزالُ مناورةُ “الفجر الجديد” التي أجراها الجيشُ اليمني واللجانُ الشعبيّة في وادي أبو جُبارة المحاذي للحدود السعودية قبل العدوان على شعبنا اليمني بأسبوعين، أي في يوم 11 مارس 2015م، تؤكّـدُ للعالم أن الإرادَةَ اليمنيةَ تغيَّرت ولم يعد بمقدورِ أيةِ قوة على وجه الأرض التحكُّمُ بها.

لم تكُن مناورةُ الفجر الجديد استفزازاً للعدو السعودي كما يسوّق البعضُ من المنضوين بعمالتهم تحت العباءة السعودية الأمريكية، بل كانت رداً صادقاً على الضغوطات والتهديدات السعودية والأمريكية لممثلي أنصار الله للرضوخ أَو التلويح بشن الحرب عليهم، خلال الجلسات الختامية على طاولة المفاوضات والحوارات التي كانت برعاية وإشراف مبعوث الأمم المتحدة الأسبق جمال بن عمر في فندق موفمبيك بصنعاء.

تلك المناورة البسيطة في نظر العدوّ الأمريكي والسعودي ومرتزِقتهم في الداخل حينئذ، أثبتت على مدى 6 أعوام أن الإشارات العسكرية لثورة 21 سبتمبر ليست إلا رموز تعبيرية عن مقدار وطنية الثورة، وولاء الثائرين لله، وثقتهم المطلقة بنصره وتأييده، فوصلوا إلى ما هم عليه اليوم من قوة وبأس وقدرات غيّرت كُـلّ الموازين والنواميس العسكرية على الأرض، وفاجأت العالم بسر الصمود والثبات ومقدار التحولات في سير المعارك من عام لآخر.

من ثمار تلك المناورة التي لا مجال لحصرها هنا ويمكن الإشارة إليها بنموذج ما تم عرضه في معرض الشهد القائد الذي بدوره يحمل للعدوان ومرتزِقتهم مناورة أُخرى، ورسائلَ أكثرَ سخونة حال استمر التدخل الأمريكي السعودي في الشؤون اليمنية.

إذا كانت مناورةُ الفجر الجديد حملت خلفها صمودَ 6 اعوم أمام أكثر من 17 دولة من أقوى دول العالم عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا وإعلامياً، وباتت اليومَ تتجرعُ الهزيمةَ وخيباتِ الآمل التي يعبِّرُ عنها ارتفاعَ الصُّراخ الأمريكي والأُورُوبي والأمم، فماذا سيفهمُ العدوُّ من رسائلِ معرض الشهيد القائد؟ وهل سيعون ما يجبُ عليهم فعلُه لتدارك المصير المحتوم لهم؟

من يدقق في عقلية العدوّ الأمريكي ومقدار الخوف والرعب الذي حَـلَّ به وبأحذيته في المنطقة، يدرك جيِّدًا أن العدوَّ يعيشُ أسوأ مراحلِ التخبُّط والفشل أمام تنامي القدرات اليمنية، وأن السياسةَ الأمريكية في المنطقة تعيشُ آخر أيامها، وأن مصير الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم محتومٌ بالهزيمة والخُسران.

إذَا تأمل العدوّ الأمريكي في أنواع الأسلحة التي احتواها المعرض، ومدى فاعليتها في ميدان المواجهة، وقارنها بتلك المناورة المحدودة، وهَــمَّ بمصير قواته وثكناته ومدمّـراته وقواعده العسكرية في المنطقة أمام القدرات الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسيّر، وكذا مصير القصور الخَاصَّة والمنشآت الحيوية والاقتصادية للأنظمة المشاركة في العدوان، ومصير دفاعاته ومنظوماته الفاشلة، بما فيها “القُبة الحديدة” الصهيونية، فستجبرُه الاستنتاجاتُ التي توصل إليها إلى ضرورةِ الإيقاف الفوري لعدوانه وحصاره على الشعب اليمني، ورفع يد الوصاية عنه وعن قراره إلى الأبد، وتنفيذ على كُـلّ ما تطرحُه صنعاء على الطاولة.

You might also like