كل ما يجري من حولك

إسرائيل ولا إيران!

647

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن إيران قد أذنبت بحق العرب ذنباً لا يغتفر الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يرون فيها اليوم العدوّ رقم (1) للعرب وليس إسرائيل!

وماذا فعلت إسرائيل أصلاً بالعرب حتى يصنفونها ويضعونها في خانة الأعداء؟!

وبالتالي إذَا سمعتم أحداً اليوم يقول هذه العبارة مبرّراً طبعاً عملية التطبيع مع إسرائيل: (إسرائيل ولا إيران)، فالتمسوا له العذر حتى تعرفون حقيقة ما اقترفته إيران بحق جيرانها العرب!

فما الذي اقترفته إيران بحق جيرانها يا ترى؟

الذنب الوحيد بصراحة الذي اقترفته إيران هو أنها قرّرت يوماً التعملق، ليس على حساب العرب طبعاً، وإنما في جوارٍ عربيٍ يعج بالأقزام، جوارٍ عربيٍ اختار لنفسه أن يكون منبطحاً وخانعاً ومستسلماً؛ جوارٍ افتقر ولا يزال لأي مشروعٍ امبراطوريٍ أَو حضاريٍ عربي جامع وشامل!

هذه في الحقيقة هي الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها إيران بحق العرب! فهل رأى التاريخ جريمةً أشد جرماً وبشاعةً من هذه الجريمة؟

مع أن إيران في محاولةٍ منها للتقليل من آثار هذه الجريمة ووقعها على العرب قد اقترحت على لسان رئيسها الأسبق أحمدي نجاد ذات يوم وكحلٍ وسط أن تقاسم العرب حصاد ومكاسب هذه الجريمة لعلهم – من يدري – يغفرون لها جريمتها تلك أَو حتى يتكيفون معها قليلًا؛ اقترحت مشروعاً نووياً إيرانياً عربياً مشتركاً على انقاض المشروع الإيراني، وخليجاً يكون (إسلامياً) لا فارسياً ولا عربياً، لكن العرب وكما تعلمون يأبون الضيم ولا يقبلون الظلم على أمريكا وإسرائيل أن تتجرأ عليهما إيران وتقرّر (عيني عينك) التعملق!

اما إسرائيل، ماذا فعلت بنا؟

لا شيء يمكن أن نقارنه بجرم إيران!

كل ما فعلته هو انها فقط اغتصبت فلسطين وهجرت أبناءها قسراً وارتكبت بحقهم أبشع الجرائم والمجازر على مدى أكثر من سبعين عاماً ليس إلا!

فهل نسمي هذا جرماً؟

ما فعلته هو أنها قامت وفي خمسة أَيَّـام فقط باجتياح أراضٍ شاسعة من مصر وسوريا والأردن في حربٍ خاطفة ومفاجئة قتلت خلالها عشرات الآلاف من أبناءنا الجنود التائهين في الصحراء غيلةً وغدرا!

فهل نعتبر هذا عدواناً؟

أما اجتياحها للبنان ووصولها إلى بيروت وتدميرها وكذلك احتلالها وتدميرها لجنوب لبنان في المرة الأولى والثانية فيستحي الإنسان منا بصراحة أن يذكر مثل هذا الكلام أَو يورده حتى من باب العتاب!

طبعاً هذا جزء بسيط من (جمائل) إسرائيل بحق العرب بكل شفافية وصراحةٍ ووضوح!

فلماذا كُـلّ هذا التحامل عليها كما لو أنها هي من جهزت للعرب وأعدت أكثر من مائتي رأسٍ نووي؟!

لماذا كُـلّ هذا التحامل على من يُطبّعون علاقاتهم معها إذَا كانت أصلاً لا تريد منهم شيئاً سوى منحهم تذاكر عبورٍ للوصول إلى خيبر والمدينة لزيارة أضرحة أولياءهم هناك؛ حيي بن أخطب وسلام بن مشكم ومرحب بن الحارث ووو.. وغيرهم من أولياء وأحبار يهود في مقابل ما سيعود على العرب من منافع وامتيَازاتٍ تسمح لهم بزيارة إسرائيل زرافاتٍ وزرفات لا لشيءٍ سوى للتباكي على نخوةٍ أضاعوها هناك عند حائط المبكى؟!

وعليه أيها المطبعون المنبطحون:

إن عاب عليكم أحد ارتمائكم في أحضان إسرائيل فلا تبتأسوا.. أرفعوا (مؤخراتكم) عاليًا وقولوا له بكل فخرٍ: إسرائيل ولا إيران!

عاد شيء معَكم خبر يا حثالة الكون!

قلك إسرائيل ولا إيران!

You might also like