في موازاة المعركة الدائرة حالياً في محافظة مأرب، ثمّة معركة إعلامية وأخرى نفسية تُداران من قِبَل التحالف السعودي – الإماراتي ووكلائه المحلّيين، بالاعتماد بشكل أساسي على التحريض المذهبي واستحضار وقائع تاريخية بعينها من أجل شحن نفوس المقاتلين والحفاظ على معنوياتهم، خصوصاً في ظلّ الصعوبات الكبيرة التي تواجهها عملية التحشيد السعودية، من جهة، ومن جهة أخرى تعمُّد تضخيم الخسائر – ولا سيما البشرية – في صفوف قوات صنعاء. في خضمّ ذلك، جاءت تصريحات محافظ مأرب الموالي لـ»التحالف»، سلطان العرادة، أمس، والتي بدت أشبه بمناشدة لمنع سقوط مدينة مأرب في أيدي الجيش و»اللجان الشعبية»، لتُشكّل صدمة كبيرة على هذا الصعيد؛ إذ تحدّث العرادة، الموالي لحزب «الإصلاح»، عن أن الخسائر البشرية لقوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بلغت 18 ألف قتيل، و50 ألف جريح، خلال عام واحد فقط. حديثٌ جعل الأذرع الإعلامية التابعة لـ»التحالف»، والمتمثّلة في القنوات التلفزيونية وحسابات ناشطين ونواب ومسؤولين حكوميين على مواقع التواصل الاجتماعي، تبتلع ألسنتها، فيما بدا الإرباك واضحاً عليها، إذ إن العرادة، باعترافاته هذه، نسَف السردية القائمة على تضخيم حجم خسائر قوات صنعاء، بهدف التهويل على الرأي العام في المحافظات الخاضعة لسيطرة «أنصار الله» بالكلفة الباهظة التي سيتكبّدها من جرّاء العمليات العسكرية التي تقودها الحركة. وفي هذا الإطار، تمّ التركيز على نشر صُور مواكب تشييع الشهداء، بهدف ضرْب الروح المعنوية للجيش و»اللجان»، وصرف الأنظار عن الهزائم التي تتعرّض لها القوات الموالية لـ»التحالف».