كل ما يجري من حولك

تصنيف عديم القيمة لأنصار الله.. حتميةُ النتائج العكسية للقرار الأمريكي على السعودية والإمارات

637

 

حمزة الحسن*

‏لسببٍ ما، أَو لأسبابٍ عديدة، قد يكونُ وضعُ أنصار الله في خانة “الإرهاب” الأمريكي، فيه خيرٌ من حَيثُ أرادَ الشياطين الشرَّ منه.

هذا تحليلٌ لبعضِ عناصر القرار الأمريكي، ومدى فائدته للسعودية والإمارات، أكتبها في تغريدات، لا أعلمُ أنها ستطولُ أم تقصر.

‏هل التصنيفُ سيؤدي مثلاً إلى تعديلِ موازين التفاوُضِ لصالح آل سعود، كما هو روحُ بيان الخارجية الأمريكية؟ وكما هو أملُ وزيرَي الإسهال (الإعلام والخارجية الدنبوعيين)؟

أشكَّ في ذلك كَثيراً.

فالموازينُ على طاولةِ المفاوضات لا تغيِّرُها إلَّا معادلاتٌ عسكريةٌ على الأرض، ولا أظُنُّ أن صنعاءَ تتنازَلُ بسهولةٍ!

‏أولاً: قرار تصنيف أنصار الله كحركة إرهابية، يعني أن الرياضَ لن تتفاوَضَ مع إرهابيين! والسؤال: إذَا قُطع خط التفاوض، وتوقف غريفيث عن عمله خلافاً لقرار تعيينه من الأمم المتحدة، فهل لدى الرياض خطةٌ عسكرية تُنهي الحربَ، بحيث تنتصر فيها؟!

لا طبعاً.. هذا ما يقولُه أصدقاءُ وأعداءُ بغل العاصفة!.

‏أترى أن ديمومةَ الحرب تخدُمُ ابن سلمان مثلاً، بحيث لا تفاوض ولا تسوية مع الإرهابيين (المفترضة)، وبحيث لا إمْكَانية لنصر؟

هل هذا هدفٌ منطقي عقلاني يُقْدِمُ عليه حمارٌ أَو بغل؟!

التصنيف يعني ديمومة الحرب ليس إلا، فما هي الفائدة (بتحفّظ؛ لأَنَّ هناك عواملَ أُخرى قد لا تديمها).

‏كيف تريد من إرهابي بزعمك، أن يلتزم بقوانينَ دوليةٍ ظالمةٍ يضعُها المعتدي نفسُه؟!

كيف تريدُ منه -وأنت تسعى لتعليقِه على المشنقة حالَ دخولك صنعاء- أن يسلّم لك البلادَ؛ خشيةً على نفسه؟!

كيف تريدُ منه وأنت مطلق اليد (باسم مكافحة الإرهاب) تقتل وتفجر وتجوّع.. كيف تريد منه أن لا يضربَك بكامل قدراته؟!

‏ثانياً:ـ حتى الآن، يدركُ كُـلُّ مراقبٍ حصيفٍ لأداء السلطة في صنعاء، أنها تقومُ بأداء مهني كدولةٍ، وتحاسب حركة أنصار الله في قراراتها وتصريحاتها أنها تحكم دولة. فما عسى لو تصرّفت الحركة (كجماعة إرهابية بتعبيرهم)؟

كُلُّ القيود والتحفظات والخطوط الحمراء تسقط.

أليس كذلك؟

‏تخيّل أيها البغل المُسَعْوَد، أن مئات الألوف من المقاتلين (الإرهابيين بنظرك) تم توجيهُهم عليك بلا رادعٍ سياسي، وعاملك بالمثل؟!

وتخيّل أنت أيها المغرورُ الإماراتي، كيف ستكونُ مُدُنُك الزجاجية، إنْ قرّر اليمنيون فتح المعركة بلا ضوابط وبلا خطوطٍ حمراءَ وبلا حسابات سياسية؟

‏تصنيفُ أنصار الله سيضعف هامش المناورةِ السياسية لآل سعود، وسيأتون رغماً عنهم للتفاوُضِ مع من يسمونهم بالإرهابيين!

هذا حتمي، وليس فيه ذرّة شك!

صنعاءُ لا تريدُ إطالةَ الحرب؛ رغبةً في رفع المعاناة عن اليمنيين، ولكن: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ)!

‏باختصار..

قرارُ تصنيف أنصار الله ضعيفُ القيمة وضعيفُ الفاعلية ويضرُّ بغل العاصفة وواشنطن، ولا يقدم لها نفعاً البتةَ.

وإذا كان هنالك من عقل تبقّى لدى البغلِ ونخبتِه، فننصحُهم لوجه الله: أوقفوا عدوانكم، وتراجعوا، فاليمن مقبرةُ الغزاة، ومصيرُكم لن يكون سوى الهزيمة، الآن أَو غداً أَو بعدَ غدٍ.

‏سؤالٌ للبغلين (مبس ومبز): ماذا إذَا قرّر بايدن شطبَ أنصار الله من قائمة الإرهاب، ماذا ستصنعون؟ كيف ستتفاوضون مع صنعاء؟

ماذا إذَا واصلت الأممُ المتحدةُ وأُورُوبا وبقيةُ أعضاء مجلس الأمن التفاوُضَ مع أنصار الله. هل سترفُضون أنتم ودنبوعكم؟

ماذا إذَا تفاقمت المشكلةُ الإنسانية؟ ألستم المتهمين؟

* كاتب سعودي

You might also like