كل ما يجري من حولك

تصنيف أنصار الله حركة إرهابية وتوقيته.. هذه هي الأبعاد

775

بضعةُ أَيَّـام تبعد الرئيسَ الأمريكي المنتخب، جون بايدن، عن الجلوس فوقَ كرسي الحكم داخل البيت الأبيض، لينفذ المخطّطَ الإداري والمهام والأولويات التي تحفظ للولايات المتحدة هيمنتها على العالم سياسيًّا وعسكريًّا واقتصادياً.

وأصدق ما يعبر عن هذا الهَمِّ الاستراتيجي، على المستوى الخارجي لهذه الإدارة هو تصريحاتُ وزير خارجيتها الحالي “بومبيو” الذي يؤسِّسُ لمرحلة قادمة تمكِّنُ الإدارةَ المرتقبةَ من استغلالها وتوظيفها على الصعيد السياسي كشماعة تمنحها إعادة تحقيق التوازن الذي أخلت به الإدارة السابقة، واستمرار الهيمنة وحفظ المصالح وتعزيز النفوذ وتأمين التواجد في المنطقة مع مواصلة الاستغلال والحلب للأنظمة المطبِّعة مع الكيان الصهيوني.

التصريحات المحسوبة على إدارة ترامب التي تعتزم إدراجَ أنصار الله كحركة إرهابية، ليست للحلب فقط بل هي عصا سياسيةٌ ضعيفة تضعُها الإدارة الحالية بيد الإدارة المرتقبة؛ كي تتحسسَ بها الطريق وورقة ضغط على القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء تحاول من خلالها إخراجَ دول العدوان على اليمن من الحرب العسكرية، وتجنيب الكيان الصهيوني الضربات اليمانية المرتقَبة حال استمرار العدوان والحصار، إضافةً إلى تحويل المعركة من الميدان العسكري، إلى الميدان السياسي والإعلامي.

مستوى التصريح في حَــدّ ذاته الذي جاء في لفظ “اعتزام” فيه إشارة للمستقبل يفتح البوابة السياسية على مصراعيها للوصول إلى اتّفاق جديد يطمح الرئيس بايدن التوصل إليه مع أنصار الله، والحصول من وراء عدم وضعه موضع التنفيذ أَو التصويت عليه من قبل الكونجرس، بعد انتهاء فترة إدارة الرئيس “ترامب” على تنازلات وضمانات سياسية وعسكرية من قبل صنعاء، تحفظ بها أمريكا مصالحها وتجنب حلفاءها وقواعدها العسكرية الضربات اليمنية المدرجة على قوائم القيادة العسكرية اليمنية.

وبين العصا والجزرة، تضع الإدارةُ الأمريكية الجديدة يدَها في المنتصف لتسوقَ الدول العربية وتسلِبَ ثرواتها ومقدراتها، ولتحسن بها شروطَ الهزيمة أمام محور المقاومة العازم على الاستمرار في خوض المعركة بقدرات عسكرية متطورة وبفنون ومهارات لم تتمكّن الإدارة الأمريكية ودول الاستكبار العالمي من احتوائها أَو التغلب عليها.

ومن هذا المنطلق ندرك تعاطي القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء مع تصريحات الخارجية الأمريكية، وَمستوى الرد الساخر منها، ما يعكس ثقتَها الكبيرة بما تحقّقه من انتصارات في الميدان، ومعرفتها العميقة بأبعاد السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية وأهدافها من ذلك، وكيف تجيد استغلالَ مثل تلك التصريحات ومختلف القرارات، كقرارات مجلس الأمن في العملية التفاوضية وممارسة الضغط للخروج من عنق الزجاجة اليمنية بأقرب وقت وبأقل الخسائر.

منصور البكالي
You might also like