كل ما يجري من حولك

السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة     

787
السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة  

 

التطورات الاخيرة والمتلاحقة في العلاقات الدولية الشرق اوسطية تنبئ بانزلاق السعودية وتركيا نحو مواجهة حتمية مباشرة بعيدا عن قطر هذه المرة في اليمن.

لمواجهة هذا الكابوس الذي يقترب من تحققه مع انتصار تركيا في حرب أذربيجان وأرمينيا أجرى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالا غريبا بالرئيس التركي أردوغان عشيّة انعِقاد قمّة مجموعة الدول العشرين يوم السبت تمّ خلاله الاتّفاق على حلّ الخِلافات العالقة بين البلدين بالحِوار.

الاتصال وفق مراقبون كان محاولة من الملك السعودي لتقليص أخطار الدّور التركي المُتنامي والذي ربِما يُؤثّر سلبًا على مصالح المملكة خاصّةً في ظِل هزيمة الحليف الأوثق للبَلدين ترامب علاوةً على الانتِصار الكبير لتركيا في الأزمة الأذربيجانيّة الأرمنيّة الأخيرة.

أكثر ما يُقلِق السعوديّة، وبعد الانتِصار التركيّ في أذربيجان تدخّل رئيس تركيا في مِلف الحرب في اليمن وزعامة المملكة للعالم الإسلامي باعتِبارها راعيةً للأماكن المُقدّسة في مكّة والمدينة والمِلفّان مُترابِطان على أيّ حال.

قبل أيّام نشر ياسين أقطاي مُستشار الرئيس أردوغان مقالًا في صحيفة “يني شفق” الناطقة باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، تحت عُنوان “كما أنقذت ليبيا وأذربيجان.. هل تتدخّل تركيا لإنقاذ الشّعب اليمني من “عاصفة الحزم”؟

وجرى تعميمه على جميع مواقع وأجهزة الإعلام المُوالية لتركيا هذا المقال الذي جرى تعميمه في كل المواقع رسالة تهديد مُزدوجة للسعوديّة والإمارات على درجةٍ كبيرةٍ من الخُطورة لانه خريطة طريق تركية للقادم.

فتركيا بثقلها في الحرب اليمنيّة قد تُغيّر كُل المُعادلات السياسيّة والعسكريّة بعد أن اكتسبت تركيا خُبرات كبيرة من جرّاء تدخّلاتها العسكريّة في ليبيا وسورية والصّومال وأخيرًا أذربيجان.

الدكتور أقطاي، وبعد أن امتدح إنجازات تدخّل بلاده في الدّول المذكورة آنِفًا، قال “إنّ التدخّل السّعودي الإماراتي في اليمن مُنذ أكثر من 5 سنوات أدّى إلى تعقيد الأزَمة، وإيصالها إلى نقطة غير قابلة للحَل”.

وأضاف “عاصفة الحزم في اليمن بقِيادة السعوديّة والإمارات جاءت بهدف الدّفاع عن الحُكومة الشرعيّة ضدّ الحوثيين الذين انقلبوا عليها، ولكنّهم أثبتوا، وبعد كُل هذه السّنوات، أنّهم عاجِزون عن هزيمة الحوثيين.

كما انهم أضعفوا في الوقتِ نفسه القوّة الأُخرى، والسّبيل الوحيد لتحقيق الاستِقرار في اليمن هو الاعتِراف بالأطراف الأُخرى كافّةً، وفتح الطّريق أمام الحِوار الذي من شأنه أن يجلب السّلام للجميع”.

وختم مقاله بالقول “لو كان هُناك نيّة حقيقيّة في تحقيق حل واستِقرار في اليمن فإنّ اتّباع تجربة تركيا وسورية في ليبيا والصّومال وأذربيجان سيكون مُفيدًا جدًّا، هذا إذا كان هُناك نيّة حقيقيّة لتَأسيس حلٍّ وسلام”.

ما كتبه أقطاي، أحد أبرز مُنظّري مشروع العُثمانيّة الجديدة، والذي حلّ محل نظيره الدكتور أحمد داوود أوغلو، الذي انشقّ عن الحِزب الحاكم وأسّس حزبه الخاص (المُستقبل)، لا يُمكن النّظر إليه إلا أنّه رَسمٌ للدّور التركيّ المُقبل في الجزيرة العربيّة، ومُحاصرة المملكة في حاضِنتها الجنوبيّة الرّخوة، والخطيرة، أيّ اليمن.

حيث لا تستطيع حسم هذه الحرب سِلميًّا أو عَسكريًّا، وربّما تُواجه على هذه الجبهة في المُستقبل المنظور عدوّين إقليميّين شَرِسَين هُما تركيا وإيران معًا. هل القيادة السعوديّة الحاليّة على وَعيٍ بمِثل هذه التطوّرات، ومُستعدّةٌ لها بالأحرى؟

وما هي السّياسات والمواقف التي ستتّخذها لمُواجهتها؟ خاصّةً بعد غُروب شمس حليفها ترامب، وتدهور عُلاقاتها مع مُعظم القِوى الإقليميّة والإسلاميّة الفاعِلَة، وخسارة الرّأي العام بشقّيه العربيّ والإسلاميّ؟

أمام السعوديّة ثلاث خِيارات لا رابع لهم: الحِوار مع تركيا وتسوية الأزَمات، الانفِتاح على سورية ومحور المُقاومة على وجه الخُصوص، التّطبيع والتّحالف مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي على نَهجِ حليفتها الإمارات، وتحمّل تَبِعات مخاطر هذه الخطوة، فأيّ من الخِيارات ستَختار؟

السعودية تتوجس من تدخل تركي باليمن يقلب الطاولة

You might also like