إرهاصات بلحاف تستدعي “الحوثيين” إلى شبوة

تحولت  محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، خلال الايام الماضية إلى ساحة معركة  مفتوحة  بين تيار الاصلاح في “الشرعية” والامارات مسنودة  بفصائل محلية، لكن رغم أن  المحافظة بجميع حقولها  النفطية تخضع  لإدارة واشراف سلطة هادي  و حماية ونقل علي محسن  الإ أن الخلاف حاليا يدور حول منشأة بلحاف للغاز المسال  والذي  يتبع اصلا شركات عابرة للقارات وقد لا يعود على الاهالي بالفائدة  نظرا لارتباطها باتفاقيات سابقة ، فمالذي يجرى؟

المواجهات بين طرفي الصراع على اشدها رغم المحاولات السعودية خفض حدتها  بوساطة  لم تحقق اية نجاح حتى الان، ولم تقتصر على الاشتباكات التي وقعت  قبل ايام عند بوابة بلحاف بل تعدت إلى استهداف ناقلات النفط التي تدر على سلطة هادي ملايين الدولارات  في محاولة لإعاقة التصدير ومنع دخول البواخر لدوافع امنية بعد استهداف الناقلة “اس واي ار أي” قبل يومين، وهو ما اعطى سلطة هادي دافعا اخر  للتصعيد ضد ابرز قواعد الامارات في المحافظة   بإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية وصولا إلى  اعتقال المجندين في صفوف القوات الاماراتية اثناء خروجهم من منشاة بلحاف المنتجة للغاز المسال  في ظل حصار غير  مسبوق تتعرض له القوات الاماراتية واتباعها هناك.

الاصلاح حشد حتى الأن كافة فصائله  من القوات الخاصة – الذراع العسكري الابرز في شبوة، وحتى فصائل هاشم الاحمر التي قدمت من العبر واعادة التموضع في الهضاب الداخلية وصولا إلى المكلا، ناهيك عن استدعائه للكتائب المؤدلجة في جامعة الايمان،  ناهيك عن استمرار استقطابه لوزراء حكومة هادي إلى عتق المركز الاداري ، وعينه على بلحاف  التي تشمل بنية تحتية كبيرة  قد تسهل الكثير  على حكومته في حال قررت الفرار من ضغوط الرياض  لتنفيذ اتفاق طي صفحتها مع الانتقالي  إلى المحافظة.

تريد حكومة وتحديدا تيار الاصلاح  بلحاف بقوة مهما كلف الأمر بما فيه استدعاء الحوثيون للمشاركة في ذلك كما جاء ذلك في منشور لمستشار هادي علي البجيري الذي دعا كافة اليمنيين من صعده حتى المهرة وهو بذلك يشير للحوثين للاستعداد  لطرد الإماراتيين من بلحاف والتدخل  في حال انفجرت الحرب، وهي بذلك تسعى لتحقيق الكثير من المكاسب على الصعيد المحلي والاقليمي.

محليا يعني تسليم بلحاف تدفق ملايين الدولارات يوميا من عائدات الغاز المسال الذي تنتجه المنشأة  ويقدر بملايين المكعبات، ناهيك عن نية حكومة هادي اتخاذ المنشأة المؤهلة بكافة التجهيزات  مقر مؤقت لها، كما يشير بذلك مستشار  في سفارة هادي بالرياض انيس منصور،  فإلى جانب الحماية التي تتمتع بها المنشأة يوجد بداخلها بنية تحتية منقطعة النظير  منها مطارات ومهبط مروحيات  ومولدات كهرباء على مدار الساعة .. وفوق كل هذا سيمنح خرج الامارات من شبوة سلطة  هادي وبالتحديد “الاخوان” استقرار نسيبا في ظل المؤامرات التي تحيكها ابوظبي وتقظ مضاجعهم يوميا بمعارك مع القبائل في شتى بقاع المحافظة مما ينذر بسقوطهم.

على المستوى الاقليمي، سيشكل سقوط منشأة بلحاف من يد الاماراتيين ضربة لأبوظبي التي تطمح لتعويض حصتها من الغاز المسال الذي كانت تبيعه قطر وتضرر بفعل  الازمة الخليجية  وهو ما سيعزز الدعم القطري لـ”الاخوان” ويدفعهم للتوسع نحو معاقل اخرى.

لا الاخوان قادرين على حسم ملف بلحاف مع انه سيحقق لهم الكثير من المكاسب ولا الاماراتيين سيتوقفون عن عبثهم بسلطته وقد تتطور الاوضاع إلى  اسقاط من الداخل نظرا للتغلغل الاماراتي داخل القبائل وحتى قوات هادي نفسها والتي شهدت  مؤخرا انقسامات  بفعل الصراع على تعين قائد لمعسكر اللواء الثاني مشاة بحري، لكن الطرفان مستفيدان من وضع “حافة الهاوية” الحالي  على الاقل لعرقلة مساعي السعودية  لتنفيذ اتفاق الرياض  الذي يقلص  نفوذ الاخوان في “الشرعية” ويشرعن وجود خصومهم  في الانتقالي، في حين لم تحدد السعودية موقف واضح من مستقبل الوجود الاماراتي في بلحاف على اعتبار أنها مستفيدة من خروج الاماراتيين من شبوة نظراً لتدفق عائدات النفط والغاز على حسابات في البنك الاهلي السعودي..