كل ما يجري من حولك

أسرى وجثث مقاتلي الشرعية.. معايير مناطقية ومذهبية تصدم أهاليهم!

أسرى وجثث مقاتلي الشرعية.. معايير مناطقية ومذهبية تصدم أهاليهم!

810

متابعات// إبراهيم القانص

تعمق الشرعية جراحات الأسر والعائلات التي دفعت بأبنائها للقتال في صفوفها تحت راية التحالف، بالتعاطي مع مسألة الأسرى وجثث القتلى وعلاج الجرحى، إذ أن تلك العمليات لا تتم كما ينبغي وكما تتوقع أُسر وأهالي الأسرى والقتلى والجرحى، بل يتم التعامل من وجهة نظر خاصة يتّبعها القادة العسكريون والسياسيون التابعون للشرعية، حيث يخضعونها لمعايير فئوية ومناطقية وعائلية، ويقسمونها إلى أولويات حسب ألقاب الضحايا ومكانتهم وانتمائهم.

لا وجود في أدبيات وأخلاقيات قادة الشرعية قواعد تلزمهم بالنظر إلى أسراهم بعين واحدة، بحيث يتساوى الفرد العادي مع القائد العسكري أو من يكون من أقرباء أحد السياسيين، بل يجعلون الأولوية لأقربائهم حسب المناصب والألقاب ودرجة القرابة.

كان آخر ما ظهر من التمييز المقيت في مسألة إطلاق الأسرى ما فعله علي محسن الأحمر، نائب هادي، الذي عقد صفقة تم بموجبها إطلاق أبنائه من قبضة الحوثيين، ولم يخطر بباله أي أسير ممن كانوا يقاتلون في الخطوط الأمامية ضمن قوات الشرعية، ومثله هادي الذي استبعد عدداً كبيراً من أسماء الأسرى الذين تتم بشأنهم مفاوضات في العاصمة السويسرية جنيف في سبيل إطلاق أخيه الأسير لدى الحوثيين.

وحسب مراقبين، لا قيمة لمن يقعون في الأسر من قوات الشرعية لدى قياداتهم، وأحياناً لا قيمة لقيادات مأسورة مقابل أقرباء الصف الأول من قيادات الشرعية، الأمر الذي تسبب بفقدان عائلات الأسرى ثقتهم في الشرعية، كما أثارت تصرفات هادي ونائبه علي محسن استياء مجموعات من الناشطين المحسوبين على حزب الإصلاح، الذين اعتبروا تلك التصرفات تمييزاً مذهبياً ومناطقياً وعنصرياً.

ردود فعل الناشطين وأقرباء الأسرى من المنتمين لحزب الإصلاح الساخطة على خطوة علي محسن لإطلاق أبنائه متجاهلاً قيادات كبيرة من الحزب لا تزال مأسورة لدى الحوثيين وفي مُقدَّمِهم محمد قحطان، كشفت أن الإصلاح يعيش حالة من الانقسام الداخلي أنتجتها ممارسات تأخذ منحى مناطقياً ومذهبياً، الأمر الذي يفاقم حالة الضعف التي يعيشها الحزب نتيجة هزائمه المتوالية وتخلي التحالف عنه.

مصادر محلية في محافظة مارب، وتحديداً في منطقة الجوبة، أكدت أن التمييز الذي تمارسه الشرعية بحق الأسرى من قواتها لا يقف عند ذلك الحد؛ بل يتجاوز ذلك إلى التمييز والمناطقية والفئوية فيما يخص جثث القتلى من قوات الشرعية، مشيرةً إلى أن جثثاً من مقاتلي الشرعية في قبضة الحوثيين، يتواصل ذووها مع صنعاء بهدف تسليمهم جثث أبنائهم لدفنها، فيطلب الحوثيون في المقابل مقايضتها بجثث لمقاتليهم، كما هي العادة أثناء وبعد الحروب، منوهةً بأن ذوي القتلى من قوات الشرعية صُدِموا حين تلقوا الرد من قيادات الشرعية.

المصادر أكدت أن ذوي القتلى من قوات الشرعية أبلغوا القيادات أن الحوثيين أبدوا استعدادهم لتسليم جثث أقربائهم بشرط أن تسلِّم الشرعية في المقابل جثثاً من قتلى الحوثيين، إلا أن رد قيادات الشرعية كان مخيباً لآمالهم، حيث رفضوا تسليم أي جثة، ولا يزال ذوو القتلى يتجرعون الألم لخذلانهم ومنعهم من الحصول على جثث أبنائهم.

 

 

You might also like