كل ما يجري من حولك

من قلب جزيرة سقطرى: “مرحباً بكم في دولة الإمارات”      

1٬863
من قلب جزيرة سقطرى: “مرحباً بكم في دولة الإمارات”        من قلب جزيرة سقطرى: “مرحباً بكم في دولة الإمارات”
من قلب جزيرة سقطرى: “مرحباً بكم في دولة الإمارات”        من قلب جزيرة سقطرى: “مرحباً بكم في دولة الإمارات”

 

مرحباً بك في الإمارات العربية المتحدة.. هذه العبارة تقرأها على هاتفك الجوال حين تدخل أجواء الإمارات أو حدودها من أي اتجاه، وهذا ليس جديداً ولا مستغرباً فشركات الاتصالات الرسمية في غالبية الدول ترسل هذه العبارة إلى أي هاتف نقال يدخل صاحبه حدودها.

لكن المستغرب والمستهجن أن تُرسل عبارة “مرحبا بكم في دولة الإمارات” إلى هاتفك الجوال حين تدخل أجواء جزيرة أرخبيل سقطرى اليمنية، وتكتمل الصدمة حين تحاول الاتصال بهاتف أي مواطن داخل سقطرى فمفتاح الاتصال لم يعد يمنياً، وإذا أردت التواصل مع أحد داخل الجزيرة عليك أن تضع مفتاح دولة الإمارات للاتصال بأي هاتف داخل سقطرى.

 

مراقبون رأوا أن هذه الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها الإمارات في سقطرى تُعدّ إحدى اللمسات الأخيرة لاحتلال الجزيرة وطمس كل مظهر يدل على يمنيتها أو هويتها اليمنية، بما في ذلك رمز وراية السيادة الوطنية على الجزيرة وهو العلم اليمني، الذي لم يعد يرفرف فوق أي ساحة أو مبنى حكومي أو مؤسسة، ولم يعد يرتفع هناك سوى علم الإمارات، حسب المراقبين.

 

حكومة هادي أعجز من أن تدافع عن السيادة اليمنية، سواء في جزيرة سقطرى أو غيرها من المحافظات التي تزعم أنها تسيطر عليها أو تديرها، إذ أن الواقع يقول إن الأمر والنهي والإدارة في تلك المحافظات هو للتحالف وتحديداً لقطبيه الرئيسيين، الإمارات والسعودية، بل إن الشواهد تثبت مباركة حكومة هادي لاحتلال الجزر والموانئ اليمنية والمدن التي يضع التحالف يده عليها فعلياً.

 

لم تحرك حكومة هادي ساكناً إزاء احتلال الإمارات جزيرة سقطرى، وبدئها فعلياً تغيير ملامح هويتها اليمنية، فقد أقدمت الإمارات أولاً على تدشين حملة واسعة لمنح جنسيتها لمواطني سقطرى وإقناعهم بأخذ الجنسية الإماراتية بعدد من المغريات؛ منها منح مالية استغل بها الإماراتيون حاجة وفقر مواطني الجزيرة، ومنها وعود بمناصب وتعيينات عسكرية ومدنية لمجاميع من الشباب يتم أخذهم إلى أبو ظبي بزعم التأهيل والتدريب، إضافة إلى شراء الولاءات القبلية لضمان اكتمال عملية الاحتلال والسيطرة التامة على سقطرى.

 

مصادر محلية في جزيرة سقطرى أفادت أن الإماراتيين الذين يحكمون الجزيرة أقدموا على خطوة استعمارية جديدة خلال عيد الأضحى المبارك، حيث ألغوا الألعاب الشعبية التقليدية الموروثة واستبدلوها بألعاب شعبية إماراتية دربوا أطفال الجزيرة على أدائها تمهيداً لطمس الموروث الشعبي الفلكلوري لسقطرى، ضمن خطوات القضاء على هوية الجزيرة اليمنية.

 

تستكمل الإمارات عملية احتلال سقطرى وهي مطمئنة أن أحداً لن يقف أمامها أو يوقف مشروعها لمصادرة الجزيرة هويةً وجغرافيا، فحكومة هادي لا تملك من أمرها شيئاً ولا تستطيع حتى الاعتراض، والتحالف انكشف أمره وظهرت أهدافه الحقيقية من التدخل عسكرياً في اليمن، فاستعادة الشرعية ومحاربة الحوثيين لم تكن سوى طُعمٍ استغفل به التحالف أتباعه واستدرجهم للقتال في صفه، تمكن من تحقيق أهدافه الحقيقية، وأوضح دليل على ذلك أن جزيرة سقطرى ومحافظة المهرة لم يكن للحوثيين فيهما أي وجود ومع ذلك كانتا في رأس قائمة التحالف للانتشار فيهما واحتلالهما تحت العناوين والمسميات نفسها التي ليست سوى استغفال واستخفاف باليمنيين خصوصاً المؤيدين للتحالف.

YNP – إبراهيم القانص

من داخل جزيرة سقطرى: "مرحباً بكم في دولة الإمارات"

You might also like