كل ما يجري من حولك

هل عرفتم اليوم من هم (المجوس) الحقيقيون؟!

5٬406

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السُّنبلي

 

المجوس الحقيقيون هم من طعنوكم اليوم من الخلف كما طعن أبو لؤلؤة المجوسي سيدنا عمر من بعد أن أوهموكم أنهم موالوكم ومعزّروكم ورادوكم جميعاً إلى (معاد).

أما الروافض الحقيقيون فهم من رفضوكم اليوم، ورفضوا توجّـهكم والتعامل معكم من بعد أن قضوا منكم وطراً وبلغوا فيكم أمراً.

وأما الانقلابيون فهم من انقلبوا عليكم وعلى شرعيتكم اليوم من بعد أن عاهدوكم وبايعوكم على النصرة في المنشط والمكره والعسر واليسر.

أما سيد الكهف فهو طبعاً ذلك الذي بالكاد يستطيع أن ينطق جملةً عربيةً صحيحة وإن تطاول في البنيان وسكن القصور ودرس في جامعات أُورُوبا وأمريكا، لا ذلك الذي ما أن تكلم خُيَّل لك أن العربية لم تنزل إلا عليه وإن كان قد جاء من رحم المعاناة وسكن الكهوف والجروف فعلاً.

أنا بصراحة لست هنا بصدد الدفاع عن الحوثي، فالحوثي يستطيع أن يدافع عن نفسه، ولكني هنا أدافع عن النسيج الاجتماعي اليمني الذي كدتم أن تصيبوه في مقتل، يوم أن صدقتم أعداءنا جميعاً وذهبتم تلهثون خلفهم وصدقتموهم حين قالوا لكم إنهم حماة السنة وحراس العقيدة من (الروافض) و(المجوس) – إخوانكم الحوثيين.

كيف صدقتم ذلك وانسقتم خلف دعاوى وأراجيف أُولئك المتاجرين بالإسلام، وتجرأتم على ضرب واستهداف نسيجنا الاجتماعي.. كيف؟

ومن هم الحوثيون أصلاً؟

أليسوا مكوناً أصيلاً من مكونات هذا المجتمع اليمني العربي المسلم، مثلهم مثل أي مكونٍ سياسيٍّ واجتماعيٍّ آخر في هذا البلد الأصيل، أم أنهم جاءوا من موزمبيق أَو نيكا راغوا يا تُرى؟

أليسوا يتألفون من إخواننا وأبنائنا وأعمامنا وأخوالنا وقبائلنا وحاضرنا وبادينا وو.. أم أنهم ليسوا سوى خليط من لاجئي أفريقيا ومهجري آسيا واحنا مش عارفين؟

أليس فيهم العماد وفيكم العماد، وفيهم المؤيد وفيكم المؤيد، وفيهم الديلمي وفيكم الديلمي، وفيهم الأحمر وفيكم الأحمر، وفيهم المقدشي وفيكم المقدشي، وفيهم البخيتي وفيكم البخيتي، وفيهم الميسري وفيكم الميسري، وفيهم الجفري وفيكم الجفري، وفيهم الخولاني وفيكم الخولاني، وفيهم المطري وفيكم المطري، وفيهم السقطري وفيكم السقطري، وفيهم الزيدي وفيكم الزيدي، وفيهم الشافعي وفيكم الشافعي، وفيهم الجنوبي وفيكم الجنوبي، وفيهم الشمالي وفيكم الشمالي وو..؟

يعني أنتم وهم من ذات البيت اليمني الواحد وتنتمون إليه جميعاً، وما غريب إلا الشيطان والأجنبي كما يقولون.

فلماذا إذَن كُـلّ هذا العداء تجاههم وبهذه الطريقة المقيتة التي لا تستهدفهم بقدر ما تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني؟ ولأجل من؟ ومن المستفيد من وراء هذه المهزلة الغير محسوبة العواقب؟

أليسوا يمنيين مثلما أنكم يمنيون أَيْـضاً؟

أليسوا وأليسوا..؟

أليس فيكم رجلٌ رشيد؟

نعم قد يكونوا أخطأوا كَثيراً مثلما أنتم أخطأتم أَيْـضاً لولا أنهم لم يستدعوا الأجنبي لقصف وقتل الشعب اليمني واستباحة أراضيه وشواطئه وجزره وبحاره، لكنهم ومع ذلك يظلون الأوفر حظاً والأكثر قبولاً في أوساط الناس ما داموا يواجهون من جئتم بهم من خارج الحدود ليقتلوهم ويقتلوكم ويقتلوا الشعب اليمني ويدمّـروا ويفككوا اليمن.

فهل أدركتم اليوم من هم المجوس والروافض والانقلابيون الحقيقيون، ومن هم سادة الكهوف أَيْـضاً، أم أنكم لا تزالون تنتظرون إلى ما سيفضي إليه رهانكم الأخير والذي حتماً ستخسرونه كما خسرتم سابقيه، فما فعلته بكم الإمارات حتماً ستفعله السعودية أَيْـضاً ولو بعد حين، ومن يدري فقد تصبحون في لحظةٍ أنتم المجوس في نظرهم والروافض والانقلابيين وو… وهكذا هي المفاهيم والمبادئ تتقلب عندهم دائماً وأبداً، فالسياسة كما يقولون لا ثوابت لها، عندها فقط ستدركون كم كنتم أغبياء..

 

You might also like