كل ما يجري من حولك

“التايمز”: محمد بن سلمان خسر حرب النفط كما حصل معه في حرب اليمن

“التايمز”: محمد بن سلمان خسر حرب النفط كما حصل معه في حرب اليمن

767

متابعات:

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريراً حول حرب النفط التي اشتعلت مؤخراً بين روسيا و”السعودية”، مؤكدةً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يحقق أي فائدة منها بل على العكس تماماً خسرها كما خسر حرب اليمن.

وذكرت الصحيفة أن حرب النفط بدأت في مارس عندما تحركت “السعودية” أكبر مصدر للنفط في العالم لتعليم روسيا الدولة الثانية في العالم درساً مريراً مشيرةً إلى أن البلدين كانوا لمدة ثلاث سنوات يقومون بفرض قيود على صادرات النفط الخاصة بهم لضمان أنه في حال زادت الولايات المتحدة ملايين البراميل من الإنتاج اليومي في السنوات الأخيرة تظل الأسعار مرتفعة بما يكفي لضمان تحيق عائدات مناسبة لحكوماتهم. لكن منذ خمس أسابيع رفض الروس طلباً سعودياً بتقييد الصادرات أكثر.

ورداً على ذلك تقول الصحيفة، توعّد السعوديون بإغراق السوق في النفط الخام وخفض السعر الذي يدفعه الأوروبيون مقابل النفط السعودي. وأضافت أن الروس، الذين يأملون أن يؤدي انخفاض الأسعار إلى الإضرار بمنتجي النفط الصخري الأمريكي رفضوا أن يخضعوا للسياسة السعودية.

وتابعت، سرعان ما خرجت المعركة عن السيطرة. بعد إغراق السوق بالنفط الخام في وقت كان فيه الفيروس التاجي الجديد قد انخفض بالفعل من الطلب العالمي على النفط بنحو 25٪. ذلك أنه لم يتسبب بإفلاس بعض شركات النفط المملوكة للقطاع الخاص فحسب، بل دفع أيضاً بعض الحكومات المعتمدة على تصدير النفط إلى أزمة مالية. بالإضافة إلى ذلك، زادت المخاوف من سيناريو الإنخفاض الحاد في الطلب العالمي على النفط ما يجعل النفط الخام الزائد عديم القيمة بشكل أساسي.

بعد أسبوع، يورد التقرير من المحادثات غير الرسمية ولف الذراع من قبل الرئيس دونالد ترامب وافقت مجموعة أكبر من الدول على تنسيق التخفيضات مع السعوديين والروس لدفع الأسعار إلى أعلى وإنهاء الأزمة. وتعهدت “السعودية” بخفض حوالي 4 ملايين برميل يومياً إلى أدنى مستوى للإنتاج منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وفقاً لبحث مجموعة أوراسيا. وتعهدت روسيا بتخفيض 2.5 مليون برميل يومياً. كما انضمت الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والمكسيك والنرويج إلى دول أوبك للتعهد بالمزيد من التخفيضات. أضف إلى عمليات الحفر والإفلاس التي فرضتها حرب الأسعار.

مع ذلك لن تساعد هذه الصفقة الكبرى منتجي النفط بقدر ما يريدون. وقد أدى إغلاق نظام COVID-19 إلى خفض الطلب على النفط بنحو 25 مليون برميل يومياً من مستوى ما قبل الأزمة بنحو 100 مليون برميل يومياً ومع تعافي الدول، سيرتفع طلبها على النفط الخام مرة أخرى، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت. وسوف تغش بعض الدول في هذه الصفقة. لا تقدم صفقات النفط كل ما تعد به أبدًا لأنه من السهل على البعض بيع أكثر مما يعدون. وينطبق ذلك بشكل خاص على دول مثل روسيا التي تنقل كميات كبيرة من النفط الخام عبر خط الأنابيب، بحسب الصحيفة.

ختاماً، تخلص التايمز للقول أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي المتهور بحسب وصفها، لم يربح الحرب ولم يجني أي فائدة لنفسه. كما هو الحال مع تورط “السعودية” في الحرب اليمنية، وقتل الصحفي جمال خاشقجي ومسائل أخرى سبب ابن سلمان بها دمار كبير.

ورأت أنه إذا كان هناك فائز ، فهو ترامب. ففي التوسط في هذه الصفقة، أثبت أن الرئيس الأمريكي لا يزال بإمكانه جمع دول قوية حول طاولة لإبرام صفقة. كما أنها المرة الأولى منذ عقود التي يدفع فيها رئيس أمريكي إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو تذكير بأن الولايات المتحدة هي الآن أكبر منتج للنفط في العالم.

You might also like