كل ما يجري من حولك

حتى (ميسي) أصَابتهُ لعنة كورونا !

935

 

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السُّنبلي

دخل عليَّ ذات يوم وهو يصرخ قائلاً :

والله إنني مهما عملت لن أستطيع أن أجزيَه حقه !

ظننته في البداية بصراحة سيقول أباه أَو أمه أَو أخاه أَو أي شخصٍ له فضلٌ عليه، لكنه فأجاني حين سألته وقال بلهجة المنتشي الفخور : (ميسي) !

عندها لم أتمالك نفسي من الحسرة إلا أن أقول : خيرة الله، يحشر المرء مع من يحب !

على أية حال،

ها هو (ميسي) الذي لطالما تسمَّر لمتابعته الكثيرُ والكثير من شبابنا وأطفالنا وحتى كهولنا أمام الشاشات في البيوت والمقاهي والمنتديات بصورة تفوق أضعافاً مضاعفة كُـلّ أولئك الذين يحضرون حلقات الدرس في المدارس والجامعات والمساجد مجتمعين، ها هو اليوم ينال حظه من كورونا !

بصراحة لم يفاجئني مشهد شوارع بعض مدننا العربية وقد خلت من المارة بفعل فرض حظر التجوال الكامل فيها في إطار إجراءات مواجهة كورونا، فقد ألفته كثيراً منذ زمن وأنا أرى كُـلّ مدننا العربية تخلو من المارة أَيْـضاً وبصورة أعَم وأشمل في كُـلّ مرةٍ يلعب بها (ميسي) !

الفرق الوحيد بين الحالتين ربما هو أن إخلاء الناس للشوارع بفعل حظر التجوال هذا إنما يفعلونه اضطرارياً وعلى غير رغبةٍ منهم بينما إخلاءهم لها لمتابعة (ميسي) ورفاقه فإنما يفعلونه عن كامل اختيارٍ منهم ورغبة .

ما علينا ..

ها هو الذي لو سألت أحداً من شبابنا عنه يوماً لأخبرك بلسان العالم الخبير عن كُـلّ تفاصيله وتفاصيل حياته !

حتى نوعية حذاءه التي يلبسها ولونها ومقاسها وكيفية لبسه لها لن يتلعثم بصراحة في سردها وسرد حكاياها !

ها هو من استحوذ على تفكير واهتمام الجماهير لسنوات يقف اليوم وحيداً كما لو كان مشلولاً أمام سطوة وجبروت كورونا !

وما عساه يفعل أصلاً وقد أغلقت الملاعب وعُلِّقت البطولات إلى أجل غير مسمى ؟!

عموماً أُصيب (ميسي) بكورونا بصورة مباشرة أَو لم يُصَب، فقد أتى كورونا على ما يبدو على حياته الكروية خَاصَّة وقد أصبح على وشك اعتزاله اللعب نهائياً .

الدور والباقي على صاحبنا طبعاً الذي لم يجد ما يجزي به (ميسي) حقه وكذلك على كُـلّ من نذر حياته لمتابعة (ميسي) خَاصَّة من شبابنا العربي كيف سيقع بهم بعد أن حال بينهم وبين ميسي كورونا !

ملحوظة :

أنا هنا لست ضد ممارسة الرياضة أَو متابعتها، كذلك لست ضد (ميسي) أَو غيره ولكنني في الحقيقة ضد الإسهاب في التفرغ لمتابعتها أَو متابعة (ميسي) أَو غيره حد الهوس والجنون على حساب طبعاً قضايانا وقضايا أمتنا المصيرية .

هارد لك عشاق البارشا والريال ووو ..

هارد لك عشاق ميسي .

 

You might also like