كل ما يجري من حولك

المبعوث ومهمةُ إنقاذ مشروع التقسيم والاحتلال

824

منصور البكالي

لماذا زار المبعوثُ الأممي مأرب في هذا التوقيت؟ وما هو الهدفُ الحقيقي غير المعلِن من هذه الزيارة؟ وكيف ستتعاطى القيادةُ السياسية في صنعاء معه؟ وماذا لو فقد العدوانُ استمرارَ مرتزِقة حزب الإصلاح للقتال في صفه؟

بالعودةِ إلى قراءة المشهد السياسي والعسكري والاجتماعي، الواضح من خلال إنجازات الجيش واللجان الشعبيّة، ومناقشة حكومة الإنقاذ الوطني بالعاصمة صنعاء للمشروع الوطني في مقاومة الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية، ودور لجنة المصالحة الوطنية وثمارها، يدرك المتابعُ أن مشروعَ قوى العدوان لتقسيم واحتلال شعبنا اليمني في طريقِه إلى الزوال، وأن القيادةَ السياسيةَ والعسكرية بصنعاء تمشي بخطوات ثابتة ومتوازية وتتحَرّك وفق خطط مدروسة وإمْكَانيات مقتدرة في سبيلِ تحرير كُـلِّ المحافظات اليمنية من دنس الغزاة والمحتلّين ومرتزِقتهم، واستعادة السيادة الوطنية على كامل ترابها، وحفظ ثرواتها ومقدراتها.

وهذا ما يتعارَضُ مع مخطّطاتِ دول الاستكبار العالمي وأدواتها المحلية والإقليمية والدولية على حدٍّ سواء، وما الأممُ المتحدة ومجلسُ الأمن إلا جزءٌ من هذه المنظومة المستخدمة لتحقيق وتنفيذ مصالح الدول الاستعمارية دون أيِّ اعتبارٍ لمصالح الشعوب ووحدتها وحقوق الإنسان التي طال ما تغنَّت وتتغنى بها عبر السيشل ميديا، ولغة العاطفة الخداعة لتحريضِ الشعوب غير الواعية للإسهام في تنفيذِ بعض الأجندة ذات العلاقة.

إضافةً إلى ما شكّلته لجنةُ المصالحة الوطنية من خطرٍ على استمرار مختلف الأطراف اليمنية بالتعامل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أَو الركون إليهما، والمتمثّل بقدرتها على سحبِ البساط من تحت أقدام المجتمع الدولي، وإمْكَانية عودة الحكمة اليمانية القائمة على مبدأ الشورى.

ومن خلالِ المشهد العسكري على الميدان وتغيير موازين القوى لصالح القوى الوطنية، يدرك شعبُنا اليمنيُّ وقيادتنا السياسية خطورةَ الأهداف التي قدم بها المبعوث الأممي غريفيث خلال هذه الزيارة، التي تهدفُ لكبحِ جماح الجيش واللجان الشعبيّة عن الاستمرار في خوض معركة التحرير لمحافظة مأرب، وما سيلحق بها من المحافظات الأُخرى، ويعيق معها تطلعات وآمال شعبنا اليمني المستمر في رفدِ الجبهات بالرجال والمال في سبيل الحرية والاستقلال.

ومما يوضح مدى الوعي لدى القيادة السياسية في هذا الصدد، تغريدةُ رئيس الوفد الوطني المفاوض الأُستاذ محمد عَبدالسلام، التي مثّلت ردًّا سريعاً فضح وكشف مساعي المبعوث الأممي وكلمته الملقاة بمحافظةِ مأرب المحتلّة.

وماذا لو تحقّق لجيشنا ولجاننا الشعبيّة ولجنة المصالحة الوطنية، تحريرُ محافظة مأرب وإخراج مرتزِقة حزب الإصلاح من حلبة الصراع للدفاع عن الغزاة والمحتلين سوى بالحرب أَو بالسلم؟ وما مدى القوة التي ستستمرُّ في القتال داخل صفوف العدوان؟ وماذا سيكون مصير عاصفة الحزم وأهدافها ومن يقف خلفها؟

كلُّ هذه التساؤلات تُعبّر عن مخاوفِ دول العدوان التي دفعت بغريفيث إلى مأرب في هذا التوقيت.

You might also like