كل ما يجري من حولك

مليونية العراق ..ثورة شعبية لطرد الإحتلال الأميركي وأتباعه في المنطقة

مليونية العراق ..ثورة شعبية لطرد الإحتلال الأميركي وأتباعه في المنطقة

474

متابعات:

غطى العراقيون ساحات بغداد، ورسموا مشهدا جديدا من ثورة العشرين الثانية، معلنين وحدة صفهم من أجل طرد المحتل ومحاربة الفاسدين، وبمشاركة فاقت توقعات المنظمين، وقدرت أعداد المتظاهرين بين مليون ومليون ونصف مليون مواطن، وسط إجراءات وخدمات قدّمها أبناء بغداد للحشود، ليبدو أن العاصمة العراقية احتضنت أكبر مهرجان استفتاء شعبي لرفض بقاء قوات الاحتلال الأميركي.

التظاهرة الشعبي التي سجلت تاريخ 24يناير 2020، يوما شعبيا وطنيا في العراق، امتازت برفع علم العراق فقط، وتوحدت الهتافات لدعم العراق والمقاومة، وكان الحاضر الأكبر هتاف المرجع الأعلى السيد محمد محمد صادق الصدر المعروف بالشهيد الصدر الثاني، صاحب الشعارات “كلا كلا امريكا / كلا كلا اسرائيل..كلا كلا للباطل / كلا كلا يا شيطان”، وهو الشعار الذي رفعه سماحته في خطب الجمعة التي أقامها في مسجد الكوفة متحدياً منع الرئيس صدام حسين له آنذاك من إقامتها، لابساً كفنه الأبيض، وبدأ أول الخطب في ١٩ ذو الحجة ١٤١٨ كانت الخطبة الأولى، أما الخطبة الأخيرة فكانت الجمعة بتاريخ ٤ ذو القعدة ١٤١٩، الموافق ل ١٩ شباط ١٩٩٩ وهو يوم اغتيال السيد الشهيد وأولاده الثلاثة، السادة مصطفى ومرتضى ومؤمل الصدر، في السيارة بعد عودتهم من صلاتي العشاء في الصحن الشريف لمقام الامام علي.

جمعة بغداد، عادت بشعارات الشهيد الصدر، بعد حوالي 23 سنة، للتأكيد أن أمريكا واسرائيل وصدام حسين وأتباعهم لن يتمكنوا من مواجهة العراق ومقاومته وشعبه مهما بلغت المحاولات والتدخلات والحيل المتبعة من واشنطن وأذيالها وفي المنطقة، ولعل ما قاله العراقيون من انتقاد للنظام السعودي لأمر كفيل بفضح محاولات الرياض ودورها في تخريب بلاد الرافدين عبر الإرهاب تنظيم “داعش” والدعم السياسي والمالي والعسكري للجماعات الإرهابية. أحد المتظاهرين يوم الجمعة، أكد مشاركته لرفض بقاء الاحتلال على أرض بلاده، وندد بالآخر السعودي، وقال “شكرا للسعودية على إرسالها ارهابيين إلى بلادنا”؛ في حين اختار مشاركون تعليق مشانق رمزية لدمى على شكل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعه عدد من الجنود الأميركيين، في دلالة على مآل ومصير هؤلاء في حال بقائهم ورفضهم للخروج من العراق.

التظاهرة المليونية شاركت فيها مختلف القوى والتيارات السياسية وأنصار فصائل المقاومة والعشائر العراقية، وارتدى المتظاهرين الأكفان البيضاء، وأرسلت هذه الحشود الكبيرة رسالة بأن فصائل المقاومة لها قاعدة شعبية ضخمة وستضغط لتنفيذ قرار إخراج الأميركيين، وقد ردد هتاف “أخرجوا من أرضنا قبل أن نخرجكم”، وهذا ما يؤكد أن المليونية تأخذ ركنها في الوعي الوطني العراقي، وتؤسّس لخطاب مستقبلي ضدّ الاحتلال الأميركي.

تظاهرة الجمعة،سميت أيضا “ثورة العشرين الثانية”، في استعادة تاريخية لثورة 1920 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الهندي، وهي الثورة التي دفعت بريطانيا الى إعادة حساباتها، ولا شك أن العراقيين يرون فيها أساس وعمد لخطاب سيادي ضدّ الاحتلال الأميركي، وضدّ المشاريع الأميركية التي تُحاك منذ عام 2003 لتقسيم العراق إلى كانتونات طائفية وعرقية.

مواقف سياسية وشعبية وتعد التظاهرة أول خطوة للرد على جريمة اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ورفاقهما، وقد وفرت التظاهرة الحاشدة الغطاء الشعبي والمزيد من الشرعية لتوصية البرلمان العراقي بإخراج القوات الأجنبية، بعدما شهدت الأيام الماضية محاولات لوسمه بأنه “قرارٌ شيعي، وغير وطني”.

إلى ذلك، طالب زعيم التيار الصدري في العراق السيد مقتدى الصدر بغلق كافة القواعد العسكرية الأميركية في العراق وإغلاق مقرات الشركات الأمنية الأميركية وإنهاء عملها وغلق الأجواء العراقية أمام الطيران الحربي والاستخباراتي للمحتل الأميركي.

كما طالب بإنهاء جميع الاتفاقات الأمنية مع واشنطن. من جهته، زعيم تحالف الفتح هادي العامري، أكد أن الشعب العراقي حدد موقفه بخروج القوات الأميركية، وعلى واشنطن احترام إرادة الشعب. في وقت شدد الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي على أن العراقيين نزلوا لتأكيد رفضهم تواجد القوات الأجنبية على أرض العراق.

واعتبر الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، أن أبناء العراق المقاوم والعشائر الغيورة أحفاد ثورة العشرين الأولى سطروا بأولى فعاليات ثورة العشرين الثانية أروع البطولات والتي ستستمر بالتصاعد بكافة الوسائل حتى خروج الإحتلال. وأوضح رئيس جماعةِ علماء العراق الشيخ خالد الملا أن الشعب أحبط مخططات أعداء الوطن. العراقيون قالوا كلمتهم الأخيرة للأميركيين.

You might also like