كل ما يجري من حولك

بعد الصفعة الإيرانية: هل تفكر أمريكا في تقسيم العراق؟

بعد الصفعة الإيرانية: هل تفكر أمريكا في تقسيم العراق؟

502

متابعات:

يعود الحديث في هذه الاثناء عن مخططات تقسيم العراق، ولا سيما بعد المواجهة الاخيرة بين المقاومة العراقية وامريكا، وبعد الصفعة الايرانية بضرب القواعد الامريكية، والتعهد بانهاء الوجود العسكري الامريكي بالمنطقة.

ولأن امريكا تعلم جدية ايران ومحور المقاومة فإن الخطط الامريكية البديلة والخيارات المؤجلة قد تطرح مجددا وتخرج من أدراجها. وهنا نناقش باختصار بعض الشواهد والتي قد تشي بخروج مخطط التقسيم على الأقل للطرح، وذلك للفت الانتباه واتخاذ المحاذير اللازمة.

مبدئيا فإن مخاوف امريكا السابقة منذ عدة سنوات من التقسيم وفقا لتقارير امريكية رصينة تلخصت فيما يلي:

ـ تورط تركيا في شمال العراق سيؤدي إلى أعمال عدائية مكثفة بين المسلحين الأكراد والجيش التركي. سيضيف هذا النوع من الصراع المفتوح عدم استقرار إمدادات النفط في شمال العراق طالما ظل المسلحون الأكراد رافضين الحكم التركي.

ـ إن الوحدة الإيرانية مع جنوب العراق ستعمل على عكس المصالح الأمريكية وستزيد من قدرة طهران على المساومة مع جيرانها والولايات المتحدة. (يحتوي جنوب العراق على حقول نفط كبيرة ؛ إذا ما سقطت هذه الحقول في أيدي الإيرانيين، فسوف يحسن هذا الأمر إلى حد كبير قوة السياسة الخارجية لطهران وقوة المساومة)، وفقا للتقدير الامريكي.

الوضع الراهن:

بعد المواجهة الاخيرة ورفض ايران التفاوض على الثوابت ويقين امريكا بيد ايران الطولى وتهديدها الحقيقي للقواعد دون خشية من تداعيات المواجهات، فإن الخطة (ب) فيما يبدو تشمل الى جانب زعزعة استقرار العراق وخلق بيئة معادية لايران، تشمل ايضا احياء فكرة التقسيم بمنطق (ما لا يدرك كله لا يترك كله) وخاصة وان هناك استقراراً نسبياً بين كردستان العراق وتركيا وان المناطق (الآمنة) تشهد سكونا بين اكراد سوريا وتركيا في شرق الفرات.

ومع محاولات امريكا للتقسيم السياسي على قاعدة الوجود العسكري بين مؤيد ورافض، فهناك شواهد سياسية وميدانية اخرى يمكن رصد ما يلي منها:

1ـ القوات الأمريكية قامت بنقل عدد من قادة داعش يحملون جنسيات أجنبية إلى وادي حوران وصحراء الأنبار الغربية لإحياء داعش تحت اسم جديد لإثارة انعدام الأمن في العراق.
وفي تصريحات ذات صلة في فبراير / شباط  الماضي، كشف خبراء أمنيون عراقيون أن الجيش الأمريكي يدرب إرهابيي  (داعش) في محافظة الأنبار بعد نقلهم من سوريا إلى العراق لإعدادهم لخلق حالة من عدم الأمن في البلاد.

2ـ التخطيط المسبق للتقسيم وارجاؤه للوقت الملائم، وفي تقرير فيبي مار (خبيرة أميركية كبيرة في شــؤون العراق، وصاحبة كتاب “التاريخ الحديث  للعراق” ومستشارة للســلطات الحكومية وغير الحكومية)، المنشور بمعهد السلام الامريكي في مارس 2006 هناك فقرة تقول:

على المدى القصير، يجب أن تبطىء الولايات  المتحدة من العملية السياســية لتتيح للساســة اســتيعاب التغييرات التي حدثت والاتفاق على حلول توفيقية. وعلى سبيل المثال:  الإبطاء من عملية إرساء أقاليم، وعلى الأخص إنشاء إقليم اتحادي في الجنوب يتكون من تسع محافظات. وهذا من شأنه أن يتيح الوقت أمام القادة السياسيين السنة الجدد للتكيف مع فكرة النظام الفيدرالي وتكوين أفكار خاصة بهم عن اللامركزية.

3ـ يدور في الأوساط السياسية العراقية الحديث عن اجتماع عقده عدد من الشخصيات البرلمانية ورجال الأعمال (السنة) في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، للتباحث في موضوع إقامة إقليم سُني.

وعلى الرغم من نفي اتحاد القوى (أكبر ممثل للسنة في البرلمان) للموضوع جملة وتفصيلا، إلا أن قوى سياسية سنية أخرى، وسياسيين عراقيين أكدوا عقد مثل هذا الاجتماع برعاية إماراتية في يومي 9 و10 كانون الثاني/ يناير الجاري.

في تفاصيل المشروع، قال المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي عبر تدوينة على حسابه في “فيسبوك” إنه “في الأسابيع والأيام الماضية؛ حدثت نقاشات معمقة لتنفيذ أحد الحلول القابلة للتسويات والتي تتوافق عليها أمريكا والغرب لتفعيل العراق كدولة فدرالية”، موضحا أن “العراق بذلك يتحول إلى أقاليم عدة على أساس عدد السكان والثروات والتقارب الثقافي وعلى غرار تجربة إقليم كردستان العراق الناجحة، فمثلا؛ تسمية إقليم غرب العراق ويشمل: الأنبار، وإقليم صلاح الدين ويشمل: محافظات تستحدث وهي (سامراء والدجيل) و(الحضر والبعاج)، وإقليم نينوى ويشمل أربع محافظات تستحدث وهي: الموصل وسنجار وتلعفر وسهل نينوى”.

4ـ تداول مشروع اقليم الانبار داخل الاوساط الشعبية، ومنذ شهور قال د.خالد القرة غولي في مقال له:

اقليم الانبار او اقليم الغربية اصبح اكثر تداولا بين سكان محافظة الانبار ممن ذاقوا مرارة العيش تحت اللارحمة من قبل الحكومات السابقة، وايضاً ممن يرون ان الوضع في الانبار يتجه نحو الاسوأ ولا بد من التغيير وقد يكون اختيار الاقليم هو الحل كما هو الحال باقليم كردستان!

مضيفا ان الدعوات والزيارت المكوكية للمسؤولين الانباريين في امريكا ودول الخليج والمكوث ايام عدة في المانيا ليس بالأمر الهين والسهل!

4ـ مؤتمر دافوس الحالي ودعوته اللافتة لرئيس اقليم كردستان هو دعوة لضرب المثال بنموذج تقسيمي (ناجح) يمكنه الاندماج والفوز بتأييد وترحيب دولي، وقد زفت الاخبار ان نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كُردستان يشارك في المنتدى الذي يصادف هذا العام ذكرى انطلاقه الخمسين، ومن المقرر أن يعقد بارزاني عدة لقاءات مع قادة الدول المشاركين، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

اذاً الامور تتخذ منحى جديا ينبغي الالتفات له ومواجهته وخاصة من قبل السياسيين العراقيين والشباب المشاركين بتظاهرات دون حذر من كيفية استغلالها وتوظيفها.

(يهاب شوقي – كاتب مصري)

You might also like