كل ما يجري من حولك

خامنئي يلقي خطبة هامة باللغة العربية، تحدّث عن خطوات إيرانية قادمة.. وهذا ما عرضه على العرب (تفاصيل)

871

متابعات..|

أكّـد قائدُ الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، أن الردَّ الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد كسر شوكة أمريكا، وأن دك القاعدة الأمريكية كان من أَيَّـام الله.

كما أشاد قائدُ الثورة الإسلامية خلال صلاة الجمعة، بالشعب الإيراني ووصفهم بأنهم أهل استقامة وصبر وأنهم يعرفون النعمة ويقدرون أبعادها وهم يثمنون النعمةَ ويحسون بالمسؤولية تجاه النعمة التي أغدقها عليهم ربُّ العزة.

كما اعتبر نزولَ تلك الحشود إلى الشوارع في إيران والعراق لتشييع جثامين شهداء الجريمة الأمريكية بأنها من أَيَّـام الله.

وتساءل السيد الخامنئي: ما هي هذه القوة التي جاءت بكل تلك الحشود في مراسم التشييع؟، معتبراً أن القوة الإلهية تقف وراء البُعد المعنوي في تلك الأحداث.

وشدّد السيد الخامنئي على أن الأيّام تنتهي لكن آثارها تبقى في حياة الشعوب، واصفاً جريمةَ إراقة دم الشهيد سليماني بأنه هو أَيْـضاً أحد أَيَّـام الله.

وفي كلمة قرأها باللغة العربية قال سماحته، أودُّ في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ هذه المنطقة أَنْ يكونَ لي معكم أيها الإخوة العرب مختصَرٌ من الحديث.

وَأَضَــافَ: في هذه الأيّام استشهد قائدٌ إيراني كبيرٌ وَشُجَاعٌ وَمجاهدٌ عراقي طافحٌ بروح التضحية وَالإخلاص بأذرعٍ عسكريّة أمريكية وَبأمر الرّئيس الإرهابي الأمريكي، هذه الجريمة لم تُرتكب في ميدان المواجهة، بل جرت بصورة جبانة لئيمة.

وَأَضَــافَ، أن القائد سليماني كان ذلك الرّجل الذّي يقتحم الخطوط الأمامية ويقاتل بشجاعة نادرة في أخطرِ المواقع، وَكان العاملَ الفاعل في دحر عناصر داعش الإرهابية وَنظائرها في سورية وَالعراق.

وتابع: الأمريكيون لم يجرأوا أن يواجهوه في ساحات القتال فعمدوا إلى الهجوم عليه بنذالة من الجوّ حين كان بدعوة من حكومة العراق في مطار بغداد وَأراقوا دَمَه الطاهر هو وَرفاقه، وَبذلك امتزج دم أبناء إيران وَالعراق مرةَ أُخرى في سبيل الله سبحانه وَتعالى.

وقال: إن الحرس الثوري الإيراني دَكّ بضربة مقابلة أوّلية صاروخية القاعدة الأمريكية وَسحق هيبةَ وَغطرسةَ تلك الدولة الظالمة المتكبرة وَيبقى جزاؤها الأَسَاسي وَهو خروجُها من المنطقة.

وأكّـد أن الشعب الإيراني في مسيرات بعشرات الملايين شيّعوا الشهداء في مختلف المدن بتوديع منقطع النظير، والشعب العراقي في مدن عديدة شيّعوهم بفائق التكريم وَالاحترام، كما أعربت شعوبٌ في بلدان متعددة عن مواساتها في اجتماعات صاخبة.

وَأَضَـافَ: إنّ مساعيَ مغرضةً هائلة بُذلت لخلق نظرةٍ سلبية بين الشعبين الإيراني وَالعراقي. لقد أُنفقت أموالٌ ضخمة وَجُنّدَ أفرادٌ لا يشعرون بالمسؤولية في إيران ضدّ الشعب العراقي، والساحة العراقيةٌ شهِدَت ضخّاً إعلاميا شيطانياً ضدّ الشعب الإيراني، غير أنّ هذه الشهادة الكبرى قد أحبَطَت كُـلّ هذه المساعي الشيطانية والوساوس الخبيثة.

وقال: ما أريد أن أقولَه لكم هو أنّ القدرة الإسلامية، قدرتنا وَقدرتَكم تستطيع أن تتغلّب على ما تحيط القوى المادية نفسها به من هيبةٍ ظاهرية خادعة. القوى الغربية بالاعتماد على العلم والتقانة، وبالسلاح العسكريّ، والإعلام الكاذب والأساليب السياسيّة الماكرة استطاعت أن تهيمنَ على بلدان المنطقة، وَمتى ما اضطرّت إلى الجلاء من بلد على إثر نهضة شعبيّة، فإنّها لا تكفّ قدر ما تستطيع عن التآمر وَالاختراق التجسّسي والسيطرة السياسيّة والاقتصادية، وَزرعت الغدة السرطانية الصهيونية في قلب بلدان غرب آسيا وَعَمَدَت إلى وضع بلدان المنطقة في تهديدٍ مستمر.

وأشَارَ إلى أنه بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران نزلت بالكيان الصهيوني ضرباتٌ شديدة سياسيّة وَعسكريّة، وَأعقب ذلك سلسلة من الهزائم للاستكبار وَعلى رأسه أمريكا من العراق وَسوريا وَمروراً بغزّة وَلبنان وَحتّى اليمن وَأفغانستان.

وَأَضَــافَ: إعلام العدوّ يتّهم إيران بإثارة حروبٍ بالنيابة، وَهذه فريةٌ كبرى، فشعوب المنطقة قد استيقظت، وَقدرةُ إيران في مقاومتها الطّويلة أمام خُبثِ أمريكا قد تركت أثرها في الجوّ العام للمنطقة وَفي معنويات الشعوب. مصير المنطقة يتوقّف على التّحرّر من الهيمنة الاستكبارية الأمريكية وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينةِ الأجانب.

واعتبر أن كُـلّ الشعوب تتحمّل مسؤولية الوصولِ إلى تحقيق هذا الهدف، وعلى العالم الإسلامي أن يزيل عوامل التفرقة. وحدة علماء الدّين قادرة على أن تكتشف أسلوبَ الحياة الإسلامية الجديدة وَتعاون جامعاتنا من شأنه أن يرتقيَ بالعلم وَالتقانة، وَبذلك تستطيع أن تضع أَسَاس الحضارة الجديدة.

وقال: التّنسيقُ بين وسائل إعلامنا بإمْكَانه أن يصلح جذورَ الثقافة العامّة. والتلاحم بين قُوانا العسكريّة سيبعدُ المنطقة كلّها من الحروب والعدوان. والارتباطُ بين أسواقنا سيحرّر اقتصاد بلداننا من سيطرة الشركات الناهبة وتبادل الزِيارات بين شعوبنا سيقرّبُ القلوبَ وَالأفكار، وَيخلقُ روحَ الوحدة وَالمودّة بينها. أعداؤنا وَأعداؤكم يريدون أن يحقّقوا تقدمَهم الاقتصادي على حساب ثرواتِ بلدانِنا، وأن يبنوا عِزَّتَهم على حساب ذُلِّ شعوبنا، وَيسجّلوا تفوُّقَهم بثمنِ تفرّقنا. يريدون إبادَتَنا على أيدينا. أمريكا تستهدفُ أن تجعلَ فلسطين دونما قدرةِ على الدفاع أمام الصهاينةِ الظالمين المجرمين، وَأن تجعل سوريا وَلبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها وَالعميلة، وَتريدُ العراقَ وَثرواتهِ النفطيةَ بأجمعها مِلكاً لها. وَلتحقيق هذا الهدفِ المشؤومِ لا تتوانى عن ارتكاب الظلمِ وَالعدوان. الامتحانُ العسير الذين مرّت به سوريا والفِتنُ المتواليةُ في لبنان، والأعمالُ الاستفزازيةُ والتخريبيةُ المستمرةَ في العراق نماذجُ لذلك.

واعتبر أن الاغتيالَ الغادر لأبي مهدي القائدِ الشجاع للحشدِ الشعبي وَقائد الحرس الكبير سليماني نماذجُ نادرةٌ لهذه الفتن في العراق. هؤلاء يريدون أن يحقّقوا أهدافهم الخبيثة في العراق عن طريق إثارة الفتن والحروب الداخلية وَبالتالي تقسيم العراق وَحذف القوى المؤمنة والمناضلة والمجاهدة الوطنية.

وأضاف: كنموذج لوقاحتهم فإنهم إذ يلوّحون بأنهم حماة الديمقراطية يصرّحون بكل وقاحة وصلافة، بعد أن صادق برلمان العراق على إخراجهم، أنّهم جاءوا إلى العراق ليبقوا فيه وَلن يغادروه.

وأكّـد أن العالم الإسلامي لا بدّ أن يفتح صفحة جديدة. الضمائر اليقظة والقلوب المؤمنة يجب أن تُحيي الثقة بالنفس في الشعوب، وَعلى الجميع أن يعلموا أن طريق نجاة الشعوب هو في التدبير والثبات وَعدم الرهبة من العدو.

وكان السيد علي الخامنئي قد ألقى خطبة الجمعة، في مصلى الإمام الخميني، وهذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها خطبةَ الجمعة، بطهران منذ 8 سنوات.

وكان مصلى الإمَام الخميني والشوارع المحيطة به قد اكتظت بجموع المصلين منذ ساعات الصباح الباكر هي ترفعُ شعاراتٍ مناهضةً لأمريكا والكيان الصهيوني وتطالبُ بالانتقام للشهيد الفريق قاسم سليماني.

You might also like