كل ما يجري من حولك

سميرة ودناءة مرتزقة العدوان السعودي

314

 

سارة الهلاني

ما ظهرَ في صفحاتِ التاريخ عن طواغيت العصور على مرِّ الأزمان غالباً، إلّا كما قال اللهُ عن فرعون وجنودِه: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الأرض وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أبناءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْـمُفْسِدِينَ).

وكلُّ قوى الضلال والانحطاط ما أنهكت قواها وسارت بوقتها إلّا في استهداف (المرأة)، إما في وعيها وثقافتها لضرب نسيج مجتمعات الشعوب وخلخلة قوة الترابط الاجتماعي، أَو بالاستهداف المباشر قتلها وامتهان كرامتها بأساليبهم المنحطة والوحشية من بلدٍ لآخرَ.

في يمننا المُعتدى عليه والذي أكثرُ فئاتِه تضرّراً؛ بفعلِ بغي بني سعود، هن (النساء) اللواتي طالهن الإعدامُ بغاراته، وسلب مقومات الحياة بحصاره، وإبادة فلذات أكبادهن -آبائهن، أبنائهن، أزواجهن- إما قتلى أَو جرحى ومنهم الأسرى.

وأسوأهن حظاً مَن تربصت بهن دناءةُ حيوانات العدوان التي ارتزقت الخمرَ والمخدرات لتنهشَ في أعراض النساء، كما تزايدت الأخبارُ والوقائعُ في المحافظات الجنوبية، ها هي (سميرة مارش) ابنة حزم الجوف التي اختطفها حثالةُ العدوان السعودي من بين أطفالها الثلاثة التي ربتهم وعاهدتهم أن تكملَ معهم بعد وفاة والدهم، قد مضى على اختطافها عام ونصف عام، وهي مخفيةٌ في سجون مأرب.

عام ونصف عام وَالمرتزِقةُ الذين اختطفوها قد تغلغلت في أوردتهم دناءةُ السُّكر وثَمِلوا انعدامَ الرجولة ونصعت جباههم بالخِسة وانُتسف الشرفُ.

عام ونصف عام ومن تغنوا بقصة نصرة المستغيث بـ”وامعتصماه” على اليهودي، ها هم الآن اليهودي يستخدمهم لاستباحة نساء بلدهم ودينهم.

عام ونصف عام وعارُ الخزي يلعن شرعيةَ الانحطاط التي باعت حتى النساء، اللواتي يرفض الشرعُ الديني والعُرف القبلي والوطني أن يتم امتهانهن من قبل أي رجل، ناهيكم عن مُحتلّ وأدواته..

عام ونصف عام والقبائلُ التي هي مرآة الضمائر على وجه الخصوص (قبائل مأرب)، جامدة النخوة ومسلوبة الحمية امتطت بغل الجبن والتخاذل..

عام ونصف عام ومنظماتُ الزيف والحقوق الوهمية التي سلبت المرأةَ حقوقَها وحريتها بعكس لحنها الرنان، هي الآن بمعزلٍ عن قضية سميرة، فالمنظماتُ اللاإنسانية شحيحةُ الأخلاق والمبادئ أَسَاساً، فهل تُرغم نفسها أن تتشحَ الإنصاف والعدالة بدلاً عن خداعها المستفز..

الخطابُ القرآنيُّ الذي هو تقريع للحال الذي يتهرّب الجميعُ من مسؤوليتهم التي لا عذرَ للجميع حيالها، لا نجد غيره تذكيراً ومناشدةً بلسان حال أم سميرة المكلومة وجعاً على ابنتها والمصدومة قهراً من ما لم تتوقعه يوماً من الأيّام: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْـمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِـمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا).

You might also like