كل ما يجري من حولك

ألمٌ ولا أمل!!

468

 

حميد دلهام

عبارةٌ تُلخِّصُ الوضعَ المتأزّمَ وما يعيشه ويعانيه أهلنُا في المحافظات الجنوبية من التردّي الواضح، وَالمعاناة الصعبة في كُـلِّ مناحي الحياة، جرّاء سياسات الاحتلال، وَألاعيب المعتدين، الذين لا هَـمَّ لهم سوى زرع بذور الفتنة والشقاق، وَخلط كُـلّ الأوراق، حتى ينشغل الشعبُ في صراعاتٍ داخلية وينسى قضيته الكبرى، “تواجد المحتلّ القذر في أجزاء غالية من الوطن الحبيب”.

فمن وسيط غير نزيه وَلاعب من وراء الأكمة، يتحوّل النظامُ السعوديُّ إلى محتلٍّ مباشرٍ، وتصبح له قوات متواجدة على الأرض، في الغالية عدن، بعد توقيع اتّفاق الرياض بين طرفَي العمالة والارتزاق، فيما بدا واضحاً بأنه اتّفاقٌ ضمنيٌّ، بين رأسَي الاحتلال على ترتيب أوضاع جديدة وإعادة الانتشار لقواتهم، أَو بالأحرى تبادل الأدوار وبشكل يخدم أجندتهم المشتركة..

كان هناك شبه إجماع لدى كُـلِّ المحللين والمراقبين، بأنه لا اتّفاق، وَأنَّ ما جرى التوقيعُ عليه ليس إلّا قنبلة موقوتة إلى حين، وأن المستقبلَ القريب كفيلٌ بتفجيرها في أية لحظة، وَهو أمر واقع لا محالة، بل أصبح واقعاً معاشاً، وباتت نذر الحرب شبه مؤكّـدة، في ضوءِ ما يجري من تحشيد ومناوشات وصدامات بين طرفَي مليشيات العمالة والارتزاق..

لم يعدْ سرًّا مدى الدعم الكبير الذي يحظى به الانتقاليُّ عسكريّاً من قبل الإمارات، وسياسيّاً من قبل النظام السعوديّ، الذي حوّله اتّفاقُ الرياض من مُجَــرّدِ لِصٍّ متمرّد إلى طرف سياسيّ معترَف به، ومناصفٍ حقيقي في هيكل ما يُسمّى بحكومة هادي، وكأن الاتّفاقَ لم يكن له إلّا هدف واحد، هو إعطاءُ نظام عيدروس الزبيدي العميل صبغةً سياسيّةً، وَاعترافاً إقليمياً أولاً ودولياً لاحقاً، تبعاً لسياسة فرض الأمر الواقع، واستناداً إلى نتائجَ مستقبلية ومحسومة للمعركة القادمة بين طرفَي الاتّفاق، على ضوء التفوّق العسكريّ الملحوظ للانتقالي..

بالمقابل هناك تعمّدٌ لحقن جرعات وهن وضعف إضافية لجسد ما يُسمّى بالشرعية، تلك الشماعة التي اعتمدها المحتلّون الجدد، في ذرِّ الرماد على العيون؛ لتبرير عدوانهم على اليمن، وتدخّلهم السافر في شؤونه واحتلال أجزاء غالية من أراضيه..

شرعيةٌ لم تُحترم يوماً مِن قِبَلِ مَن ارتمت في أحضانهم، ولم تخرج في نظرهم من إطار الشماعة، فظلت بلا صلاحية، وبلا قرار، بل وتحت الإقامة الجبرية في فنادق الرياض، وعندما حاولت التمرّدَ قُصفت بلا هوادة، وَسقط ضحاياها بالمئات جرّاء القصف والاستهداف..

كلُّ ذلك وأكثرُ يجري على مسمع ومرأى من الكثيرين الذين لا زالوا يقفون في صفِّ العدوان، ويتخندقون في خندقه، رافعين شعار “شكراً سلمان”، وَمُصرِّين على مواصلة خيانتهم لوطنهم وشعبهم وَالأجيال القادمة، فمتى يعقل مثلُ أولئك؟!، ومتى يستشعر أهلُنُا في المحافظات الجنوبية قبلَ غيرهم خطرَ ما يجري؟!، وَيستشعرون تبعات التخاذل وَالتغاضي عن سياسات وتصرفات المحتلّ وأذنابه الهدّامة والخطيرة، على حاضر ومستقبل الشعب والوطن..

You might also like