كل ما يجري من حولك

نوفمبر.. ما بين الجلاء والارتزاق

407

 

مرتضى الجرموزي

ونحنُ نعيشُ ذكرى 30 نوفمبر الذكرى الخالدة الذهبية ليوم الجلاء يومِ خروج المستعمر البريطاني من جنوب الوطن اليمني، يومِ طرد آخر جندي بريطاني يجرُّ أذيالَ الخزي والعار من أرض اليمن، بعد أَن عاثَ الفسادَ والشرَّ والقتلَ والإرهابَ، وبفضل الله والصادقين الأخيار أحرار اليمن أجدادنا وآبائنا، طُرِدَ الاحتلالُ ومُرّغ أنفُه في كُـلِّ ربوع الوطن اليمني.

وها نحنُ اليومَ نحتفلُ بيوم الجلاء وخروج المستعمر القديم، نرى من يُحسبون على الجمهورية اليمنية في مواطن الارتزاق والانحطاط يحتفلون ويمجّدون الثلاثين من نوفمبر، بينما هم في أحضان أدوات المستعمر من يحتفلون بخروجه اليوم.

نراهم، قادةً وضباطاً ومشايخَ قبائلٍ وجماعاتٍ ورئيساً ليس له من السلطة سوى صلعته، وهو ذلك الأجيرُ مع حفنة ممن يسمون أنفسهم حكومة، يتخذون من فنادق الرياض والقاهرة وأبو ضبي مقرًّا لها.

والحديثُ عن بريطانيا وافرٌ، فقد كانت إمبراطوريةً لا تغيب عنها الشمسُ فأخرجها الثوارُ وجعلوها تعيشُ في ظلامٍ دامس لعقودٍ من الزمن، وبعد خروج آخر جنودها نتاجَ تضحيات جسام قام بأدوارها كوكبةٌ من مناضلي ثورتي سبتمبر وأكتوبر وجموع من أبناء اليمن.

وها هي اليوم وبفعل دناءة زعامات عربية وأدوات من الداخل اليمني، نجحت في إيجَاد كيان تستفيد منه لتحقيق مآربها الشيطانية بقتلِ الشعوب العربية الرافضة للذلِّ والهيمنة، واتّخذت من السعوديّة أداةً تقمع بها الشعوبَ وبقرةً حلوباً تدرّ عليها بالنفط والمال، وارتمى لفتاتها خونةُ الداخل اليمني وارتزقوا لفضلاتها وأعلنوها حرباً جديدةً بمطامعَ قديمةٍ بأدوات جديدة، هي سعوديّة نجد وإمارات الشر.

وهو ما نراه اليوم بوضوح ممن يسمّون أنفسهم حكومةً ودولةً، تبيتُ في حوانيت الخليج ويتغنون بيوم الجلاء، فأيُّ جلاءٍ هذا الذي يحتفلون به وأيُّ حريةٍ الذي ينادون بها وأيُّ استقلال وسيادة وهم من جعلوا أنفسَهم مطايا وأزقةً وطرقاً مختصرةً توصل المعتدين سريعاً إلى السيطرة على كامل الأرض والإنسان اليمني؟!، الذي يُحتِّم عليه الواجبُ الدينيُّ والوطنيُّ النفيرَ العام والمستمرَّ بمواصلة الثورة ومقارعة الأدوات والأذناب وطردهم ذلًّا وعاراً.

أيُّ دناءة أن يحتفلَ المرتزِقةُ بعيد الجلاء وخروج المستعمر، وفي نفس الوقت يرتمي تحت أقدام المستعمر الجديد، مستعمرٌ هو أحقرُ وأوضعُ من السابق؟!.

السعوديّة أحطُّ عداءً ونفاقاً وخُبثاً ربيبة أمريكا وجليسة إسرائيل وقرينة الشيطان، وإلى جانبها الدولة اللقيطة من تتخذ من ساحل دولة أسمت نفسها إمارات لم نرَ منذُ تأسيسها إلّا الشرَّ المطلقَ.

وللمرتزِقة كفاكم ضحكاً على أنفسكم، فأنتم أدرى أنكم المفسدون وأنتم ممن ختم اللهُ قلوبَكم وسمعَكم وأبصارَكم بغشاوة، وستنالون أعظمَ الجزاء في الدنيا والآخرة.

فالاحتفالُ بيوم الجلاء والاستقلال يأتي من صنعاء ومن عدن ومن محافظات اليمن وليس من فنادق الرياض، ولكم أَن تدركوا الخيبةَ التي أوقعتم أنفسَكم فيها، وهي لن تُمحى ما لم تكفروا عن ذنوب التحالف مع العدوان، وسيعلم المنافقون والمرتزِقة لمن عُقبى الانتصار، وإنَّ غداً لناظرِه قريبٌ.

You might also like