كل ما يجري من حولك

على حبِّك يا رسولَ الله اجتمعنا وبك انتصرنا

674

 

دينا الرميمة

كعادتهم في كُـلِّ عامٍ وبيوم المولدِ النبويِّ يتفرّد اليمنيون بالحبِّ المحمديِّ الأكبر، ويتبوَّؤون الصدارةَ بالاحتفالِ فيه وبه، هذا العامُ خرجوا في أكبرِ تجمّعٍ شهدته البشريةُ في سبعين العاصمة وعشر ساحات أُخرى في بقيّة المدنِ اليمنيّةِ، مُعبّرين عن حبِّهم لرسولِ الله، وَمعلنين تمسّكَهم بهُويتهم الإيمانية، ومُجدّدين ولاءَهم لسيّد البشرية في وقتٍ تخلّتُ الأُمَّـةُ الإسلاميةُ عن هُويتها الإيمانية، وانجرّت وراءَ تلك الحربِ العدائية التي يشنُّها أعداءُ رسول الله عليه وعلى الدين الإسلامي، وجعلوا من أنفسهم مُجَـرَّدَ أدواتٍ يُمرِّرُ عبرَهم أعداءُ الله ورسوله أجنداتِهم الهدّامة للدين ولأمَّةِ محمد، التي تخلّت عن أُسوتها بنبيِّها وتأسّت بالغربِ واليهودِ.

فبالرغم من أنَّ اليمنيين قبلَ أن تُشنَّ عليهم الحربُ العسكريّةُ العدوانيةُ، شُنَّت حربٌ على هُويتهم اليمنية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحبيب المصطفى، فمنذُ العام ١٩٧٢م عمدت الوهّابيّةُ على إدخال الدين الوهّابيّ إلى اليمن؛ ولأجل ذلك ضخت الأموالَ، وللأسف انجرَّ وراءَها ضعفاءُ النفوس اللاهثون وراء زبدٍ زائلٍ، وعبرهم حاولوا انتزاعَ الحبِّ المحمديِّ من قلوب اليمنيين وقتل هُويتهم الدينية الحقيقة التي توارثوها من أجدادهم الأوس والخزرج الذين ناصروا رسولَ الله وبهم انتصر على كُـلِّ قوى الشرك والضلال، واختاروه قسماً ونصيباً؛ ولذلك سمّاهم بالأنصار وَاستحقوا هذا الاسم بجدارةٍ.

وها هم اليمنيون اليومَ خرجوا مؤكّـدين انتصارَهم على كُـلِّ المخطّطات، متمسّكين بأُسوتهم الحسنة، ومحتفلين بانتصارهم عسكريًّا في الحربِ التي شُنّت عليهم، التي بقدرِ ما آلمتهم بقدرِ ما جعلتهم رقماً صعباً وقوّةً لا يُستهان بها، وزادت من تعاظمها وتطويرها طول فترة هذا العدوان، واستطاعوا أن يُذيقوا العدوَّ أنكى الهزائم وأذاقوهم أشدَّ الضربات الموجعة التي لم يكن العدوُّ يتوقّعها، وأصبح رئيسُ وزراءِ الكيان الصهيوني متخوّفاً منها ويصفها بالدقيقة.

خرج اليمنيون يجمعُهم حبُّ الرسول الأعظم على اختلاف مذاهبِهم وانتماءَاتِهم السياسيّة، لكنهم توحّدوا في حبِّهم لنبيِّهم ويجمعهم حبُّ اليمن، ويحملون العداءَ نفسه لكلِّ أعداء اليمن، وعبر تلك الحشود المليونية التي خرجت في الساحات، أرسلوا رسالةَ سلامٍ لكلِّ من يمدُّ يدَه للسلام، وبالجاهزية التامّة تجهّزوا لكلِّ من يعاديهم أَو يُحاول المساسَ بإيمانهم أَو بكرامتهم أَو بلدهم.

وجاء السيّدُ القائدُ مؤكّـداً ذلك بخطابه الذي حذّر فيه العدوانَ السعوديَّ من مغبّة الاستمرارِ في عدوانهم على اليمن، وأن استمرارَهم في العدوان لن يجعلَهم في مأمنٍ من قوّة اليمنيين التي تعاظمت، وستستمرُّ تعاظماً كلما طالَ أمدُ العدوان، وأكّـد السيّدُ القائد التزامَ اليمنيين بموقفهم الديني من اليهود، وحذّر الكيانَ الصهيونيَّ من ارتكاب أية حماقات ضدَّ الشعب اليمني الذي لن يتوانى في إعلان الجهاد ضدّه وضرب المواقع الحسّاسة لهذا الكيان، وأمامَ هذا التهديدِ المزلزل ارتعب الإعلامُ العبريُّ الذي تابعه بدقة، وترجمه بلغته، واصفاً له بالتهديد الأول المباشر لكيانهم، وطالبوا حكومتَهم بأخذه بجدّية.

نعم، هذه السيولُ البشريّةُ التي أشرقت بنور ربِّها على تلك الجغرافيا التي غطّتها بمشهدٍ إبداعيٍّ تعجزُ المفرداتُ عن وصفه، جاءت لتقولَ: لبيك يا رسولَ الله، وكما ناصر الأنصارُ رسولَ الله -صلواتُ ربي عليه وعلى آله- ذات يوم، ها هم اليوم أحفادُ الأنصار ينتصرون برسولِ الله وبحبِّه الذي استوطن قلوبَهم، وبآل بيته الذين تجمّعوا حولَهم وأعادوهم إلى سابقِ عهدهم برسولِ الله، وهيهاتَ لهذا الحبِّ أن يزولَ أَو يُمحى.

You might also like