كل ما يجري من حولك

ما بعد اتفاق الرياض : نارُ الخلافات السعوإماراتية المخبّأة تحت الرماد في عدن

586

 

ما بعد اتفاق الرياض : نار الخلافات السعوإماراتية المخبّأة تحت الرماد في عدن

في اطار مسرحية اعلامية جرى التمهيد لها مسبقا، قام كل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بجمع عبد ربه منصور هادي  وعيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي الواقع رجل الامارات في جنوب اليمن، قاما بجمعهما في الرياض والتوقيع على اتفاقية للتعاون والوحدة.

-رغم المساعي المبذولة عبر هذا الاتفاق لتسوية الخلافات السعواماراتية، التي ادت فيما سبق الى صراعات دموية لاسيما خلال الاشهر الاخيرة، بشكل هادف ووفق مخطط مدروس، ولكن ما لا يجب الغفلة عنه هو ان ازدواجية الاهداف والمصالح السعواماراتية في جنوب اليمن، لازالت تهدد اتفاق رياض الهش بشكل جدي.

– يصعب التصديق بان الامارات التي كانت السبب في الاحتلال والقيام باغتيالات غير مسبوقة وبالتالي خاضت نزاعات مكلفة مع قوات ومرتزقة هادي في جنوب اليمن ولم تكن مستعدة لمغادرة هذه المنطقة بأي شكل من الشكال، هي مستعدة الان للانسحاب منها والتنازل عن عدن وتجاهل مصالحها بناء على اتفاق هش لا ضمانة لتطبيقه. فضلا عن ذلك ان الامارات ومن خلال خطوتها هذه وتحت يافطة الانسحاب فإنها من جهة أبعدت قواتها من مرمى نيران انصار الله، ومن جهة اخرى من خلال تفويض صلاحياتها الى عيدروس الزبيدي ستحافظ على مصالحها في اليمن من خلال عميلها التي تثق به.

– تم التاكيد في اتفاق الرياض على تقسيم المناصب والوزارات مناصفة، دون التطرق الى كيفية واسلوب هذا التقسيم. هذا الغموض في الاتفاق بالذات يكشف بوضوح انه لازالت هناك موضوعات خلافية يمكنها تأجيج العداء السابق، ولن يمضي وقت طويل حتى تظهر الخلافات السابقة الى العلن.

-مع عودة هادي الى عدن بعد اسبوع، وبدء عمل رئيس وزرائه وبالتالي تعيين وتنصيب حكام المحافظات المحتلة، وفي حين اثبت عیدروس الزبیدی والجنوبیون فاعليتهم وقدرتهم على ابعاد هادي وعناصره من عدن على الصعيد الميداني، فان الاحتمال الذي يقوى في هذا البين هو، رغم ان الخلافات القائمة بين هادي وعيدروس ستخبو لفترة من الزمن الا انها وعلى الامد البعيد ستتأجج ثانية وتظهر للعلن، ما لم يصل خلال هذه الفترة القصير كل من بن سلمان وبن زايد الى قناة بان يسحبا أنفسهما من ازمة اليمن.

-تجاهل اتفاق الرياض لقوات انصار الله وعدم الاشارة اليها هو سبب كاف لهشاشة هذا الاتفاق. لو افترضنا جدلا بان العلاقات التي تم التاكيد عليها في الاتفاق بين هادي والجنوبيين سيتم تطبيقها بحذافيرها، فان عقبة انصار الله وعدم شرعية هذا الاتفاق من منظارها سيكون اكبر خطر يهدد الخبطة التي جهزها كل من بن سلمان وبن زايد في الرياض. يشار الى ان حركة انصار الله وردا على هذا الاتفاق اعلنت رسميا بان اتفاق الرياض لم يكن بين ابناء الشعب اليمني بل اتفاق بين عملاء السعودية والامارات.

-بناء على كل ما ذكر آنفا واحداث تجربة ارامكو، عمليات نصر من الله والهجوم على الموانيء والسفن والقواعد العسكرية والمطارات السعودية والتهديدات الجادة الموجهة للامارات من قبل انصار الله، يبدو أن كلا من ابن سلمان وابن زايد توصلا الى نتيجة مفادها اما الانسحاب من ساحة القتال والمواجهة مع انصار الله التي لم يكسبوا منها سوى الهزائم المتتالية واناطة هذه المهمة الى جبهة موحدة من عناصر ومرتزقة هادي والجنوبيين، او في ضوء التغييرات التي جرت على صعيد السلك الدبلوماسي السعودي والشعارات التي رفعتها الامارات فيما يخص الانسحاب من عدن، الاستنجاد بالاوساط الدولية، عسى ولعل ان تتمكن هذه الجهات الدولية من حفظ ماء وجهها واخراجها من المستنقع اليمني والازمة المستمرة منذ حوالي خمسة أعوام. الامر البديهي في هذا المجال هو ان الوقت المتاح امام السعودية والامارات ضيق جدا، ومن الممكن ان تتأجج نيران الخلافات المخباة تحت الرماد بناء على اتفاق الرياض ؟.

You might also like