كل ما يجري من حولك

إلى المرتزقة اخلعوا ثوبَ الذلّ

419

 

مرتضى الجرموزي

هي دعوةٌ من القلبِ إلى القلب، تمتدُّ مسافةً ما بين السماءِ والأرض، دعوة صادقة لا تشوبها شائبة ولا يُعكّر صفاءها غبار، وبالرغم من قساوة الزمان وتفنّن الأهل والصُّحب والأصدقاء قبْلَ الأعداء بإلحاق الضرر باليمن الأرض والإنسان والشجر والحجر والدين والعقيدة والولاء، إلّا أنّنا ومن واجبنا الديني والأخلاقي والتناصح والتواصي بالحقِّ والصبر فيما بيننا نحن أبناءَ الإسلام أبناءَ اليمن الواحد، كان واجبُنا أن نحضرَ من أجل اليمن وشعبه في كُـلِّ الظروف، دعوة أخوية بنيةٍ صادقةٍ لكلِّ المخدوعين (المرتزِقة) بأن يعوا المأزقَ الذي أوقعوا أنفسَهم فيه، بانضمامهم لتحالف عالمي (عربي أمريكي إسرائيلي) تحتَ قيادة أمريكية، كما تبرهنُ الأحداثُ وتبرز الشواهد والصور.

عودوا إلى صفِّ الوطن , عودوا إلى رشدكم وجادّة صوابكم، اجعلوا مصلحةَ اليمن فوقَ كُـلِّ اعتبار، اخلعوا ثوبَ الذل والانحطاط، أزيحوا عن أنفسكم كاهلَ العمالة والارتزاق، كفى قتلاً ودماراً , كفى هتكاً للأعراض واستباحةً للحقوق، كفى سلباً وفساداً ونهباً وخراباً , كفى حرباً وحصاراً , كفى ارتهاناً لأذناب أحفاد القردة والخنازير.

لقد أوقعتم أنفسَكم في مأزقٍ خطيرٍ سيهوي بكم إلى الهلاك والفناء، وأنتم في دهاليز العمالة والارتزاق تُقاتلون بلا أجر إلّا القليل من فتات وفضلات من ابتاع حياته لواشنطن وتل أبيب، وهو ثمنٌ بخس أهنتم به أنفسكم وعرّضتم بلدَكم للقتل والتدمير.

أما آن الأوانُ أن تترجّلوا عن مركب الارتزاق، وتتحملوا همَّ ومسؤوليةَ وطنكم، وتُكفّروا عن ذنوبكم وأخطائكم بحقِّ أبناء شعبكم الذين ينتظرون منكم عودةً صادقةً تغفر لكم ما سبق من ذنوب اصطفافكم مع عدوٍ لا يرقب في يمني إلًّا ولا ذمّة، عدّوٍ يعض عليكم وعلى أمتكم الأناملَ من الغيظ، وهو يسعى ليتخلّص منكم حتى وأنتم تقاتلون تحت إمرته، فهو لا يقدّر خدماتكم وقتالكم (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، وهم من النوعية التي يقول اللهُ فيهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ).

ليس لهم أهداف تخدمكم وتخدم واقعكم، هم مجرّد أدوات تعمل خدمةً للمشروع الإسرائيلي وتحت رغبة الأمريكان الذين هم اللاعبُ الأَسَاس في الحرب على اليمن.

ولهذا دائماً ما نجدّد دعوتكم؛ لتعودوا إلى الحضن الوطني، وتعوا ما يُحاك ضدَّ شعبكم ووطنكم المغلوب على أمره، وينتظر توبتكم عن جريمة مساندتكم لقوى العدوان السعودي الأمريكي.

ولنحمل جميعاً همومَ الشعب الصابر والصامد والثابت في زمن المتغيرات، والمتحمّل تبعات هذه الحرب الذي لا بُدَّ لها من أن تقف في يومٍ سيشهد فيه العالمُ الهزيمةَ المذلّةَ لقوى الاستكبار العالمي وعملائه المنحطين، سواءً بنا أَو بغيرنا، فالحقُّ سينتصر وما عليكم إلّا أن تلتحقوا بركب سفينة النجاة؛ لتحجزوا مقاعدكم في صفوة رجال اليمن المخلصين الذين باتوا يواجهون قوى العدوان ويلقنونهم الهزائمَ في مختلف الجبهات، وهي سنّةُ الله بأن ينتصر لمن ظُلموا (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ).

You might also like