كل ما يجري من حولك

دموعُ الألم أم دموعُ الحنين؟!

593

 

خولة المقدمي

دموع الفراق أكثر حرارةً من دموع الأوجاع أيتها الطفلة الشامخة، لا تتساءلي عن ذنب أباك وأمك ولم حرمتي منهم، ففي وطني الكثيرُ ممن حَرُمَ من والديه قبل أن يشبع من حنانهما؛ وذلك نتيجة رفضهم للعيش تحت الذل والمهانة والعبودية، فكانت دماؤهم هي ثمنَ الحرية.

لا قلق عزيزتي، فدمعةُ الحنين تلك لن ينساها اللهُ فسيستبدلها بضحكة وسيجرِفُ بها عروشَ الطغاة والمستكبرين.

للمشفقين على تلك الدموع -حليمة- ليست بحاجة شفقة ورأفة، بل تحتاج لصرخات وضربات مدوّية وأخذ بثأرها وثأر كُــلّ من خطف العدوانُ فرحتَه وسلبه والديه.

ما يشفي صدر حليمة هم رجال الرجال في الجبهات والميادين، أما الرأفة من وراء الشاشة والتخاذل فليست بحاجتها، فهناك من هو أكثر رأفةً بها من دموع التماثيل التي لا تحَرّك ضميراً ولا إنسانية في قلوب المتخاذلين.

صغيرتي، هناك من يضحي بنفسه، تارك أولاده وبيته، ملتحف للسماء، مفترش الأرض، ليله تسابيحٌ مع صوت الريح، ونهاره شمسٌ ولهيب، كُــلُّ ذلك من أجلك ولكي لا يرى مصير أطفال اليمن كمصيرك.

دمعتك يا صغيرتي هي ثمنٌ للحرية والشموخ، فلتنهضي من جديد؛ لتعلميهم درساً بأن أطفالَ اليمن لا تضعف ولا تستلم كجبالها ورجالها، وأنهم طوفان قادم إليكم ليجرفَكم للجحيم، وَنهايتُكم قريبةٌ لا محالة.

You might also like