كل ما يجري من حولك

14 أكتوبر.. ثورةٌ مستمرةٌ ضد المحتل ذاته

346

 

أفنان محمد السلطان

ثورةُ الـ 14 من أكتوبر ثورةٌ أطاحت بالإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تضع في حسبانها أن تَخرُجَ من اليمن بأذيال الهزيمة التي تجرّعتها على يد أحرار هذا البلد الغالي، الذين ذادوا عن حياض هذا الوطن بكل غالٍ ونفيس، فما تجرّعته في اليمن ليس ببسيطٍ على إمبراطورية كهذه، تملك ترسانةً عسكريةً ضخمةً أمام بلدٍ لم يكن يملك سوى إمْكَانيات بسيطة جِـدًّا، فما حقّقه الأحرارُ في الرابع عشر من أكتوبر لم يكن بمحض الصدفة، بل كان بقوة وبأس وإرادة الشعب الذي يأبى الاستعبادَ ويرفض الوصايةَ والخنوعَ ويتجرّد من الاستسلام.

وعندما نقارن واقعَ أبناء الجنوب بالأمس، وواقعهم اليوم فيما يعيشونه من خنوع واستسلام لأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وأدواتها، فالسؤال هنا يطرح نفسه؟! أما آن الأوان بأن تستفيقوا من هذا السبات المطبق، وتخلعوا ثيابَ الاستعباد والذل وترمونه جانباً، وترتدون ثيابَ أجدادكم الأوائل التي فُصِّلَت من العزة والكرامة وعدم الخنوع لأي محتلّ مهما كانت قوته.

فالذي استطاع بالأمس إخراجَ محتلي الامبراطورية البريطانية وهم صاغرون في 14 أكتوبر، باستطاعته أن يخرجَ محتلّي اليوم.. لكن متى؟!

عندما يضعُ ابن المحافظات الجنوبية كفَّه بكفِّ أخيه في كل الوطن، وَيوحّدون ضربتهم ضدَّ المحتلّ، ويكونون صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص في الدفاع عن بلدهم، وينبغي عليه كذلك أن يحملَ الولاءَ لله ثم لهذا الوطن الغالي.

فالذي نصرنا بالأمس على إمبراطوريات لم تبقَ منها سوى حبر على ورق، قادرٌ على أن ينصرنا أمامَ أعدائنا اليوم، فالتاريخُ وثّق من هي اليمن وما حال من يجرؤ على احتلالها، وإنَّ غداً لناظره قريبٌ.

You might also like