كل ما يجري من حولك

من رفض الاحتلال قبل ٥٦ عامًا عارٌ عليه أن يرضى به اليوم

422

 

أم الحسن أبوطالب

وتعود ذكرى الرابع عشر من أكتوبر المجيدة لتعيدَ للذكرى كيف أنَّ المستعمرَ المحتلَّ مهما امتلك من القوة والعتاد والجنود المدربين والتقنيات المطورة، يبقى كُـلُّ ذلك دون فائدةٍ أمامَ مقاومة صاحب الأرض، من يدافع ويقاتل ولا يستسلم ولا يهادن ولا يسالم ولا يرضى حتى بالتنازل عن شبر واحد من بلاده.

الجنوبُ المحتلُّ وَقبل قرابة أكثر من ستة وخمسين عاماً، عاد اليوم ليقع في نفس المستنقع، مستنقعَ الاستعمار، ولكن اليوم باسم جديد وقناع آخرَ، وكُـلّ ما مر عليه الوقتُ زاد قُبحاً وتشوّهاً، إنها الشرعيةُ التي جعلت من الجنوب حضناً دافئاً للمحتلّ ومرتعاً واسعاً لكلِّ مرتزِق وخائن باع وطنيته وشرفه وعرضه، لا لشيء سوى فتات من الأموال أَو أوهام يتمسّكون بها وهم يعلمون حقيقة أنها سرابٌ.

قضيةُ الجنوب بدأت كمظلومية طالب الجنوبيون بأنصافهم فيها، وكانت مجابةً ومستحقةً تحت مظلة الوحدة، ولكن ضعافَ النفوس غيّروا منحى قضية الجنوب، وحوّلوها إلى مآربَ أُخرى تفيد أجنداتٍ خارجيةً ومصالحَ شخصيةً لا تمت للجنوبيين بأية صلة ولا تفدْهم بشيء.

اليوم وبعد ما أصبح الجنوبُ في ظل عصابات ومليشيات تتبع أنظمةً تسعى جاهدةً إلى تمزيق الجنوب وإثارة النزاعات فيه؛ ليسهلَ عليها إحكام سيطرتها عليه وامتصاص إمْكَانياته وثرواته، صار حتماً على الجنوبيين أن ينهضوا ويتخلّصوا من كُـلِّ تلك العصابات والمليشيات وإن كلّفهم ذلك الكثير، فالثمنُ الذي سيدفعونه إن استمرَّ الاحتلالُ سيكون أكبر من أي ثمن يُدفع مقابلَ ثورة التحرير، وأيُّ ثمن أعظمُ من كرامتهم وحريتهم وأعراضهم التي لن يكون لهم الحق فيها إن استمر المحتلّ في أرضهم.

You might also like