كل ما يجري من حولك

ثورة 14 أكتوبر.. من صنعاء وحتى الانفجار في ردفان

349

 

غيداء صدرالدين

تُعَدُّ ثورةُ الرابع عشر من أكتوبر 1963م واحدةً من أهمّ الثورات العربية الناجحة التي غيّرت بقيامها مجرى الأحداث وانتصرت للحرية والكرامة بعد سنوات من النضال الثوري المسلح ضد الاستعمار البريطاني، قدّم فيها اليمنيون أرواحَهم ودماءهم وأموالهم في سبيل تحرير البلاد التي رزحت تحت نار المستعمر لأكثرَ من 130 عاماً تعرض الشعب فيها لشتى صنوف القهر والإذلال والاستنزاف والعبودية.

والحديثُ عن هذه الثورة المباركة يثيرُ الكثير من الحماس والفخر حولها فهي لم تأتِ بمحضِ الصدفة أَو ولّدتها عواملُ مؤقتةٌ، إنما جاءت حصادَ سنوات من النضال المتواصل في مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية من مختلف تيارات المجتمع القومية والإسلامية والقبلية ومن كُـلّ اليمنيين في الشمال والجنوب، وقد أكّـدت هذه الثورة بقيامها واحديةَ الثورة اليمنية ووحدوية اليمنيين عبر التاريخ وهي حقائقُ لا تقبَلُ الشكَّ أَو الجدالَ مهما حاول العدوُّ والبعض ممن لم يعيشوا عصرَ الثورة اليمنية 14 أكتوبر والأحداث التي رافقتها، أن يزرعوا في نفوس الأجيال عواملَ التشطير، ومهما سعوا لإثارة العنصرية والمناطقية المقيتة.

لقد تفجّرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر في جبال ردفان الشامخة بعد نضجها ثورياً وعسكرياً، وقد تفجرت في اليمن ككل وخَاصَّة في صنعاء وتعز وإب والحديدة، حيث مثلت هذه المحافظات ملاذاً آمناً للثوار بعيداً عن مرأى ومسمع المحتل وأعوانه، فاستطاعوا خلالها أن يرسموا مخطّطاتِهم الثورية بدقة بمساعدة رفقائهم الأحرار الذين رفعوا شعارات الموت للبريطاني ومن أسهم في بقائه حتى ذلك الحين في اليمن.

ومن مسلّمات التأريخ أن الأحرار شمالاً وجنوباً تكاتفوا لدعم مبدأ الحرية المتجذر في قرارة نفس كُـلّ يمني غيور وسيظلون كذلك راهناً وفي قادم الأيام مناهضين للمحتلين الجدد لبلدهم.

You might also like