كل ما يجري من حولك

السعودية تتجه نحو الصين.. هل بدأت الركيزة الثانية لهيمنة واشنطن في المنطقة بالانهيار؟

السعودية تتجه نحو الصين.. هل بدأت الركيزة الثانية لهيمنة واشنطن في المنطقة بالانهيار؟

679

متابعات:

في الـ20 مايو عام 2017، قام الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأول رحلة خارجية له إلى السعودية ولقد جاءت تلك الزيارة بعد نحو أربعة أشهر من وصوله إلى البيت الأبيض وكان من المعروف أن هدف تلك الزيارة يتمثل في الفوز بقلب الرياض لحلبها المزيد من المليارات، ولكن هل كان هناك يد أخرى إلى جانب أمريكا تحاول كسب الوّد السعودي؟ وهنا يمكن القول بأن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، لماذا لم يعد بمقدور واشنطن حلب البقرة السعودية؟ وبدلاً من أمريكا إلى أين ستذهب الرياض؟

لماذا لم يعد بمقدور أمريكا حلب البقرة السعودية المزيد من الاموال؟

تشير جميع الأدلة إلى أنه بعد مرور أربعة عقود على انهيار الهيمنة الأمريكية على إيران، حان الوقت لانهيار الركيزة الثانية لهيمنة واشنطن في المنطقة.

يذكر أن أبناء الشعب الإيراني تمكّنوا بعدما انهار نظام الشاه السابق من طرد الخبراء والقادة العسكريين الأمريكيين الذين كانوا يديرون شؤون الحكم في طهران في ذلك الوقت.

وفي وقتنا الحالي تشير العديد من الأحداث الميدانية إلى أن ضعف أمريكا يرجع إلى حمايتها للسعودية التي قامت بالكثير من المجازر وخلقت العديد من الأزمات في المنطقة ولهذا فإن البيت الأبيض لا يريد أن تستمر الرياض في خلق الكثير من الفوضى في المنطقة.

وفي فترة رئاستي “أوباما” و”ترامب” ظهرت بعض الأدلة الواضحة التي تؤكد بأن سياسة واشنطن تجاه الرياض تغيّرت، فعلى الرغم من أن الرياض وواشنطن كانتا في السابق متفقتان حول العديد من القضايا الكبرى والحساسة التي تتعلق بالمنطقة، إلا أنهما خلال الفترة الأخيرة دخلتا في صراع حول بعض القضايا التي تهم المنطقة، وتعدّ قضية الاتفاق النووي مع إيران إحدى القضايا التي خلقت فجوة بين واشنطن والرياض.

في الواقع، لقد كانت السعودية تأمل في أن تستمر واشنطن في حماية مصالحها التي حددتها لنفسها في المنطقة، لكن واشنطن تخلّت عنها.

وإذا كان الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” رمزاً لعدم الرغبة، فإن الرئيس الحالي “دونالد ترامب” رمز لعدم القدرة.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن واشنطن خلال عهد “ترامب”، فشلت في التستر على جريمة القتل التي قام بها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” بحق الصحفي السعودي المعارض “جمال خاشقجي” في القنصلية السعودية في إسطنبول، ولم تتمكن واشنطن أيضاً من انتشال الرياض من مستنقع اليمن أو تمويل الرياض للدخول في حرب أخرى في المنطقة.

ولهذا السبب، حثّ الرئيس الأمريكي “ترامب” الرياض مراراً وتكراراً على أنه إذا أرادت الرياض من أمريكا أن تدعمها في حرب أخرى، فسيتعيّن عليها دفع جميع تكاليفها.

يذكر أن لجنة الخبراء أشارت يوم الاثنين الماضي مرة أخرى في تقريرها الذي أرسلته إلى مجلس الأمن للجرائم التي ارتكبتها قوات تحالف العدوان السعودي في اليمن.

للحفاظ على بقاء السعودية تحت مظلة أمريكا، وضع “ترامب” استراتيجية جديدة لتشجيع الرياض على الاستمرار في تنفيذ جميع المطالب الأمريكية في منطقة غرب آسيا، لكن تلك الاستراتيجية لم تنجح حتى الآن.

يذكر أن الرئيس “ترامب” بذل الكثير من الجهود أيضاً لتعزيز العلاقات الودّية بين صهره، “جاريد كوشنر” و”ابن سلمان”، حتى لا يفقد ثقة الرياض، لكن الآن وبعد الحرب في سوريا، أصبحت الحرب في اليمن أيضاً انعكاساً ثانياً لفشل مشاريعهم المشتركة ومن المرجّح أن تكون “صفقة القرن” هي الانعكاس الثالث لفشل مشاريعهم المشتركة في المنطقة.

إلى أين ستذهب الأموال السعودية؟

إن الصين هي المرشح الأكثر أهمية لزيادة التعاون الاقتصادي مع السعودية.

في الأساس، لقد أدّى توسع القوة الصينية والروسية في المنطقة إلى تسريع عملية خروج السعودية من تحت المظلة الأمريكية، وهنا تشير العديد من الأحداث إلى أن السعودية تميل إلى توسيع التعاون الاقتصادي مع الصين بدلاً من الانخراط في عواقب مؤلمة نتيجة للتعاون السياسي مع أمريكا.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأنه في التاسع من مارس عام 2017، قال “شي جين بينغ” بعد لقائه العاهل السعودي وولي العهد السعودي إن نتائج المحادثات “تجاوزت توقعاتنا”.

وفي فبراير من هذا العام، تم التوقيع على اتفاقية اقتصادية وتجارية بقيمة 28 مليار دولار بين البلدين وتم الاتفاق أيضاً على زيادة صادرات السعودية النفطية إلى الصين، والتي سيتم تكريرها في المصفاة الصينية المزمع إنشاؤها خلال الأشهر القليلة القادمة، وهذا الأمر ذو أهمية كبيرة وذلك لأن مبيعات النفط إلى أمريكا كانت عاملاً رئيساً في توثيق العلاقات بين البلدين، لكن الإحصاءات تشير إلى أن أمريكا اشترت كميات أقل من النفط في عام 2018 مما كانت عليه في خلال السنوات الماضية.

الخلاصة

إن كل هذا لا يعني أنه سيكون هناك انهيار قريباً للعلاقات السياسية أو الاقتصادية بين أمريكا والسعودية، أو أن السعودية، التي تعتمد بشكل حصري على أمريكا، ستصبح مستعمرة صينية! ولكن النقاش هنا يدور حول انخفاض مستوى اعتماد السعودية الاقتصادي على أمريكا، الأمر الذي سوف يؤدي إلى تغيير ظروف تعاونها السياسي في المنطقة وهنا يمكن القول بأنه لدى السعودية خيارات أخرى لتوسيع علاقاتها الاقتصادية، بما في ذلك مع روسيا والهند. 

وفي وقتنا الحالي تعيش أمريكا في مأزق ومع تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين، يخص “ترامب” بشكل متزايد حلفاء واشنطن في المنطقة على وقف تسريع تعاونهم الاقتصادي مع الصين وذلك لأنه يخشى من تراجع قوة أمريكا في المنطقة وذهاب شركاء واشنطن الاقتصاديين إقليميين نحو الصين.

المصدر: الوقت

You might also like