كل ما يجري من حولك

نواب فرنسيون يطالبون بإنهاء الإستبداد في “السعودية”

نواب فرنسيون يطالبون بإنهاء الإستبداد في “السعودية”

606

متابعات:

أدان عدد من النواب الفرنسيين مستوى القمع الذي يأخذ بالإرتفاع في “السعودية” مع مجيء ولي العهد الحالي محمد بن سلمان الذي يحكم قبضته على الحكم في الوقت الذي يقصي فيه دور الفئات الشابة التي تمثّل أكثر من ثلثي البلاد كما ينحّي دور نشطاء حقوق الإنسان والعلماء، وهو الأمر الذي يضرب صورة “الإصلاح” التي يحاول تثبيتها في أذهان الشعوب، بحسب النواب.

النواب أقرّوا بأهمية “السعودية” على المستويين الإقتصادي والإسلامي، في بيان نُشر بموقع “ميديابارت” الفرنسي، ذلك أن “السعودية” تضم أماكن إسلامية مقدسة، وتعد اللاعب الرئيسي في خريطة النفط العالمية، ونتيجة لهذا أصبح استقرار هذا البلد أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل المسلمين في جميع أنحاء العالم ولصحة الإقتصاد العالمي.

وعلى عكس المتوقع، تتجه الرياض نحو المزيد من الإستبداد مع ظهور ولي العهد محمد بن سلمان، الذي دفعه طموحه الملتهب ورغبته الجامحة في الإستحواذ على كل مفاصل القوّة إلى إسكات جميع الآراء المخالفة له، من خلال إقدامه على حملة تخويف واسعة النطاق شملت القبض على أفراد بارزين من عائلته بشكل غير لائق حتى فرض قبضته الحديدية على البلاد بعدما كان الربيع العربي قد تسبّب في تحطيم الخوف لفترة طويلة.

انتقد النواب أيضاً إستراتيجية “الإصلاح” التي جاء بها محمد بن سلمان، معتبرين أنها ستنتهي بالفشل المحتوم نتيجة عوامل عديدية، وأولها خنق الحريات واضطهاد المواطنين، في المقابل رغبة الشعب “السعودي” بالحرية والرغبة في المشاركة في تحقيق مشروع بلدهم الوطني، وهو ما لن يتخلوا عنه، “ففي مجتمع يمثل فيه الشباب ممن هم أقل من ثلاثين عاما أكثر من الثلثين وتعتبر نسبة تغلغل الشبكات الاجتماعية فيه من أعلى المعدلات في العالم واهم من يعتقد أن هذا المجتمع -والحالة هذه- سيبقى على هامش بناء المصير المشترك لبلده”.

بالإضافة إلى أن إستراتيجية الترويج تهدف إلى تقديم محمد بن سلمان بوصفه الرجل القوي المصلح الليبرالي قد وصلت إلى طريق مسدود منذ انتشار خبر اغتيال الصحافي جمال خاشقجي والانتهاكات التي لحقت بالناشطات، بمن فيهن لجين الهذلول، مواطنة الشرف لمدينة باريس (التي ما زالت وراء القضبان حتى الآن).

لقد تدهورت صورة محمد بن سلمان بحسب النواب الفرنسيين على الساحة العالمية بشكل حاد، وذلك منذ أن بدأ يشن حملات اعتقال عشوائية وغير مبررة ضد نشطاء وعلماء ومفكرين أمثال الشيخ سلمان العودة الذي لا يزال يقبع في السجن إلى جانب عشرات السجناء السياسيين الآخرين فيما ينتظر بعضهم تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت بحقهم.

وأما في ما يخص استراتيجية السياسات الخارجية، فلم يكن دور الرياض أقل سوءاً مما سبق، إذ عمدن للتدخل في الشأن اللبناني، وضربت حصاراً على قطر، كما انتهجت أسلوباً هجومياً تجاه إيران، كل هذه الأمور تدفع إلى الاعتقاد بأن “السعودية” كجهة إقليمية فاعلة هي متقلبة وسريعة الغضب بل ربما حتى غير مسؤولة، بحسب البيان.

كما أشار النواب إلى الحرب التي تشنها الرياض على اليمن وما يصاحبها من جرائم ضد الإنسانية، ليؤكدوا أن هذه الحرب التي تشنها “السعودية” بالتعاون مع الإمارات يجب أن تتوقف دون تأخير، لأن عواقبها الإنسانية فظيعة وقد تزعزع استقرار منطقة من العالم هي بالفعل في عين العاصفة.

وفي الختام أورد النواب “حان الوقت للمملكة العربية السعودية للعودة إلى سياسة محسوبة تحترم حقوق الإنسان الأساسية، وعلى الدول الغربية -بما فيها فرنسا- تحمل مسؤولياتها في عدم التغاضي عن تجاوزات النظام السعودي الحالي المترنح، وإلا سيكون من الضروري الاعتماد على حشد المجتمع المدني العالمي الذي يظهر أكثر فأكثر من بريطانيا إلى النرويج أنه لا يمكن التضحية بالمثل العليا العالمية للعدالة والقانون والحرية من أجل العقود التجارية مهما كانت مربحة”.

You might also like