اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول مرة، وبشكل غير مسبوق، بأن بلاده خاضت حرباً في الشرق الأوسط، بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، مضيفاً أنها «ذريعة باطلة تم دحضها».

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها على تويتر، الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، دافع فيها عن موقفه الرافض لوجود الأمريكيين في سوريا.

وقال ترامب إنّ القتال بين مختلف الفصائل ماضٍ منذ مئات السنين، وما كان ينبغي على الولايات المتحدة أبداً أن تكون في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه تم إخراج 50 جندياً أمريكياً من المنطقة.

وتابع: «يتعيَّن على تركيا أن تتولى أمر مقاتلي تنظيم داعش المحتجزين، الذين رفضت أوروبا إعادتهم إلى أوطانهم».

ومضى بالقول: «وأما الحروب العبثية التي لا نهاية لها، فإنها بالنسبة لنا في طريقها إلى النهاية».

تدخُّل أمريكا في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار

وأضاف ترامب ممتعضاً: «الولايات المتحدة أنفقت 8 تريليونات دولار على القتال وحفظ الأمن في الشرق الأوسط، وقتل وأصيب إصابات بالغة الآلاف من جنودنا العظماء، فيما قُتل الملايين على الجانب الآخر».

واستطرد قائلاً: «ذهابنا إلى الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ بلادنا».

واختتم بالقول: «لقد خضنا حرباً بذريعة باطلة قد تم دحضها الآن، (وهي ذريعة) أسلحة الدمار الشامل. لم يكن منها أي شيء! والآن نقوم على إعادة جنودنا وجيشنا العظيم ببطء وحذر إلى الوطن».

وتدخلت واشنطن في العراق بشراكة بريطانية ما بين 20 مارس/آذار 2003 و18 ديسمبر/كانون الأول 2011 بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، مما أدى لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، وخسائر بشرية قُدرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال 2006-2007.

تكاليف الحرب الضخمة

وبحسب المجلة الأمريكية، كانت التكاليف المالية والبشرية للحرب فلكية. ويؤكد مشروع «تكاليف الحرب» الذي أجرته جامعة براون على أنَّ الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 800 مليار دولار على المخصصات المباشرة للحرب في العراق حتى عام 2016، مع طلب المزيد من المليارات منذ ذلك الحين. وقُتل حوالي 8 آلاف من الجنود الأمريكيين ومتعاقدي وزارة الدفاع، وجُرح 32 ألفاً آخرين. ولقي عدة مئات آخرين من جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) حتفهم إلى جانب القوات الأمريكية، وسط مئات الآلاف من المدنيين العراقيين وأفراد الأمن الذين لقوا حتفهم في القتال وبأسباب مرتبطة بالحرب. وبشكل إجمالي، فمن المحتمل أن يتجاوز عدد القتلى نصف مليون قتيل.

وعلى الرغم من أنَّ الولايات المتحدة سوف تتعامل مع تبعات قرارها بغزو العراق لعقود قادمة، فلم يفت الأوان بعد لمعالجة أوجه القصور الحالية في سياسة واشنطن الراكدة للشرق الأوسط. ولهذا السبب تواصل موقع the National Interest مع الموقعين على هذا الإعلان الصادر عام 2002 لتقييم موقفهم حول استمرار التورط العسكري الأمريكي في العراق بعد 16عاماً من الحرب، وسوف تنشر إجاباتهم هنا بوصفها جزءاً من حلقة نقاشية نأمل أنها سوف تسلط الضوء على أوجه القصور في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط وتدفع الولايات المتحدة نحو غد أفضل.

الانسحاب الأمريكي من سوريا

وفي وقت سابق، الثلاثاء 8 أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلن ترامب انسحاب 50 جندياً أمريكياً من المنطقة، التي من المحتمل أن تنفذ فيها تركيا عملية عسكرية شمالي سوريا.

يأتي ذلك في ظل استمرار إرسال التعزيزات العسكرية التركية نحو الحدود السورية، بعد إصدار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، توجيهات لإطلاق عملية عسكرية وشيكة ضد الإرهابيين في شرق الفرات شمالي سوريا.

وسبق أن دافع ترامب عن قراره سحب قوات بلاده من سوريا، وقال إن قراره بهذا الشأن «كان صحيحاً».

وتابع في تصريحات للصحفيين: «منذ سنوات ونحن في سوريا، وكان يجب أن تكون مهمتنا العسكرية في هذا البلد قصيرة، كان علينا الدخول إليها والإسراع في الخروج».