كل ما يجري من حولك

من مدرسة الحسين

321

 

عبدُالرحمن محمد حميد الدين

عندما نتحدث عن الحسين بن علي عليه السلام فأول ما يتبادر في ذهن الإنسان هو تلك الملاحمُ الأسطوريةُ التي قلَّ نظيرها، إنها ملاحم في الإيمان والثقة بالله واليقين بالحق، والتضحية بالنفس والوِلدان والمال في سبيل الله، إنها ملاحمُ في الإنسانية والقيادة والشجاعة والإباء، إنها ملاحم في المبادئ والقيم والامتداد الأصيل للإسلام.

الغريب في الأمر أن هناك الكثير من أبناء الأمة يتزهدون في هذه المدرسة العظيمة التي حفظت لهم قيم الإسلام ومبادئه من ألفها إلى يائها؛ وتزهدهم ذلك هو نتاج للانحراف والتحريف الأموي الذي حافظوا عليه وتشبثوا به بالرغم من اعترافهم بأحقية ثورة الحسين بن علي.

لذلك نرى أن أولئك البعيدين عن أبجديات المدرسة الحسينية يفتقدون إلى الكثير من المبادئ والعناوين، ويعيشون حياتهم بلا قضية أَو مشروع، وإن كان لهم مشروع فيكون مشروعهم سطحيا بسطحية مبادئهم، وبسطحية قدواتهم ورموزهم.

حتى وهم يواجهون الظلم الواقع عليهم تراهم يبحثون عن رموزٍ نضالية من الهندوس أَو الشيوعية حتى يتمكنوا من إقناع أنفسهم وجماهيرهم بجداوئية التغيير ورمزية الثورات، ويتناسون أن ابن بنت نبيهم الذي حفظ للإسلام مبادئه وقيمه وأثبت أن الثورة على الانحراف والتحريف ضرورة لا تستقيم الحياة بدونها، أولئك تناسوا أن الحسين هو رمز للقرآن والإسلام ورمز للإنسان الحرّ الكريم الأبي، وهو الامتداد الطبيعي للنبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو الأجدر بالاقتداء والسير على خطاه في هذا الطريق..

أما نحن كأتباعٍ للمدرسة الحسينية فنعتز ونتشرف ونحمد الله أن جعلنا في هذا الخط المحمدي الحسيني الأصيل، ونزداد يقيناً وإيماناً وقناعة من خلال الأحداث من حولنا أن هذه المدرسة هي المنهجية الوحيدة المنسجمة مع المشروع الإلهي، وهي المسار الذي لا تستقيم حياة البشرية ولا حضارات الأمم من دونه أَو في الحيد عنه.

ولولا هذه المدرسة العظيمة لما صمد اليمنيون في مواجهة دول الاستكبار العالمي ومثلث الشر (أمريكا وإسرائيل والسعودية).

وبقدر ما تعلمناه من هذه المدرسة ندرك فداحة وخسارة من يرون أنفسهم غير معنيين ولا محسوبين على هذه المدرسة، بل يرون أنفسهم أقربَ منه إلى الخط اليزيدي والأموي، ويحاولون أن لا يصبغوا هذه المدرسة بالصبغة النهضوية حتى لا يضطروا للنيل من رموزهم.

من مدرسة الحسين تعلمنا أنّ الإيمان بالله هو إيمانٌ عملي ينعكس في ميادين الحياة.

من مدرسة الحسين تعلمنا أنّ الاستشهاد في سبيل الله هو أعظمُ درسٍ يلقيه الإنسان.

من مدرسة الحسين تعلمنا أنّ مصافحة الظالم اعتراف وأن الموقف سلاح..

من مدرسة الحسين تعلمنا أنّ الإيمان بالقضية كفيلٌ بانتصارها..

من مدرسة الحسين تعلمنا أنّ الإسلام لا يقبل الهزيمة..

من مدرسة الحسين تعلمنا الكثير من القيم الواسعة بسعة هذه الحياة، والتي تجعل من الإنسان لَبِنةً في بناء الإسلام الشامخ وتعطي له قيمته في هذه الحياة.

You might also like