كل ما يجري من حولك

شاهد: ليلة فرار نتنياهو خوفاً من صواريخ المُقاومة وهروبه أمام الكاميرات والجماهير

674
 

نزلت إقالة المُتشدّد والمُتطرّف، جون بولتون، مستشار الأمن القوميّ في إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، كالصاعقة على قادة كيان الاحتلال الإسرائيليّ، حيثُ نقل مُراسِل القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، باراك رافيد، عن مصادر رفيعة المُستوى في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، نقل عنها قولها إنّ بولتون كان نتنياهو أكثر من نتنياهو في جميع المواقف السياسيّة الإقليميّة والدوليّة، وتحديدًا في كلّ ما يتعلّق بزيادة العقوبات والضغط على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بهدف تركيعها، على حدّ وصف المصادر عينها.

نتنياهو، الذي بدأ يومه السياسيّ أمس بمؤتمرٍ صحافيٍّ مليءٍ بالوعود الانتخابيّة التي لا يقدِر على تنفيذها، وخصوصًا فيما يتعلّق بضمّ الأغوار والمُستوطنات الإسرائيليّة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة، أنهى يومه بمشهدٍ وكأنّه تمّ أخذه من أحد أفلام هوليوود في أمريكا: المُقاومة الفلسطينيّة، التي علِمت مُسبقًا، على ما يبدو، أنّ نتنياهو، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، سيُشارِك في مؤتمرٍ لمؤيّديه وناخبيه في الساعة الثامنة من مساء أمس في مدينة أسدود بجنوب فلسطين المحتلة ، المُقاومة عينها، استعدّت لاستقبال نتنياهو كما رأت أنّه يجب استقباله، وفي الطريق تمرير رسالة حادةٍ كالموس له وللمؤسسة الأمنيّة والسياسيّة في كيان الاحتلال: قواعد اللعبة والاشتباك لم تتغيّر فقط في الشمال من قبل حزب الله وزعيمه سيّد المُقاومة الشيخ حسن نصر الله، بل التغيير وصل إلى الجنوب.

وهكذا قامت المُقاومة في الساعة الثامنة ليلاً بالتوقيت المحليّ لفلسطين، بإطلاق عدّة صواريخ باتجاه أسدود حيث كان نتنياهو يُعربِد ويرغي ويزبد، الأمر الذي دفع حراسه من جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ) إلى تهريبه ذليلاً وصاغِرًا من القاعة، ولم يقتصِر الأمر على نتنياهو، بل أنّه، كما أفادت وسائل الإعلام العبريّة، كان في الوقت نفسه الجنرال في الاحتياط غابي أشكنازي، القائد الأسبق لهيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، يُلقي خطابًا في عسقلان، عندما أُسمعت صفّارات الإنذار، الأمر الذي ألزم مرافقيه وحُراسّه من الشاباك الإسرائيليّ بتهريبه بسرعةٍ من المكان، إلّا أنّ الحظّ حالفه، لأنّ وسائل الإعلام لم تحصل على تصوير فيلم فيديو، للفرار والتهريب من القاعة، كما جرى مع رئيس الوزراء، الذي يُسّمي نفسه سيّد الأمن في إسرائيل (!).

عُلاوةً على ذلك، شدّدّ مُحلِّل الشؤون السياسيّة في القناة 13 بالتلفزيون العبريّ على أنّه خلافًا لتوقعات نتنياهو فإنّ البيت الأبيض أصدر بيانًا ردّ فيه على تصريحات نتنياهو بضمّ الضفّة الغربيّة أوْ أجزاء منها للسيادة الإسرائيليّة، مُشدّدًا على أنّ الرد كان باهتًا وباردًا جدًا، على الرغم من أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ كان قد أخبر الإدارة الأمريكيّة بخطوته المذكورة، ولكنّه، بحسب المصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب، لم يحصل على ضوءٍ أخضرٍ، كما أنّه تلقّى ضربةً سياسيّةً أخرى، بحسب المصادر عينها، إذْ أنّه خلافًا لتوقعاته وتوقعات مُقرّبيه، لم ينجح في جرّ الرئيس الأمريكيّ ترامب إلى منحه هدية انتخابات جديدة بعد القدس والجولان، كما قالت المصادر الرفيعة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ للتلفزيون العبريّ.

على صلةٍ بما سلف، قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ موشيه يعلون، في فترة ولايته كوزيرٍ للأمن، والذي اصطدم في الغالب مع إدارة أوباما، هاجم أمس في لقاءٍ في معهد السياسات ضدّ الإرهاب في معهد هرتسليا، سياسة ترامب الجديدة، ونقل عنه قوله: يجب أنْ يكون هناك تصميم أمريكيّ على كلّ الملعب ومواصلة الضغط على ايران بدون تنازلٍ.

وأضاف: المشكلة هي عدم استعداد أمريكا للمواجهة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه عندما لا تكون مستعدًا للمواجهة فأنتَ تبث الضعف، ولو كنت في مكان (آية الله) خامنئي (قائد الثورة الاسلامية الإيرانيّة) لرضيت: لقد أسقطت طائرةً بدون طيّارٍ ولم يردوا، وهاجمت ناقلات نفط ولم يردوا. الأمريكيون يبثون عدم رغبة في المواجهة، وهنا هي المشكلة، على حدّ تعبير وزير الأمن الإسرائيليّ السابق.

بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر الإسرائيليّة واسعة الاطلاع للصحيفة العبريّة إنّه كلمّا اقترب موعد الانتخابات يقترب نتنياهو من حافة الجرف، ويصعب التمييز بين الاعتبارات السياسية والإستراتيجية والعملياتية، مُشدّدّةً على أنّ الجدول الزمنيّ للحملة ينزلِق داخل الجدول الأمني لرئيس الوزراء ووزير الأمن، وفي الخلفية، ثمة سؤال: هل يطمس نتنياهو الذي أدار بحذر ومسؤولية الجبهة الشماليّة، خطوط الفصل في إطار حرب بقائه على قيد الحياة؟

زهير أندراوس – رأي اليوم

You might also like