كل ما يجري من حولك

دعونا من جون بولتون.. لنتحدث عن شاربيه!

826

برحيله عن البيت الأبيض شغل جون بولتون وسائل الإعلام كما شغلها بوجوده. التصقت به صفات عدة وأُسبغت عليه النعوت. ليس من السهل نسيان هذه الشخصية الإشكالية في التاريخ الأميركي الحديث. لا يعود ذلك إلى آرائه السياسية وأفكاره المتطرفة فحسب، بل إلى شاربيه!

دعونا من جون بولتون.. لنتحدث عن شاربيه!

دعونا من جون بولتون.. لنتحدث عن شاربيه!

إذا أردتم أن تعاقبوا جون بولتون احلقوا شاربيه. شاربان عزيزان على قلبه، بقي مستشار الأمن القومي السابق متمسكاً بهما، مخاطراً بحرمانه من مناصب قيادية. قصة بولتون مع الشاربين تعود إلى عقود خلت. تمسّك الرجل بهما غير آبه بصورة كاريكاتورية باتت تختزله ولا بنعوت سياسية وصحافية تلاحقه. حين سُئل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيد فوزه بالإنتخابات الرئاسية في العام 2016 عما إذا كان سيعيّن بولتون وزيراً للخارجية قال: “لا أحب شاربيه”.

وبحسب موقع “ذي هيل” فإن الرئيس الأميركي قبل أن يعلن تعيين بولتون في منصب مستشار الأمن القومي بدلاً من هربرت ماكماستر كان متردداً وحسم أخيراً امتعاضه من شاربي الرجل “الحربجي”.

وكما مثّل الرجل، الذي يعدّ أحد صقور الحرب في واشنطن، علامة فارقة في السياسة، لازمه شارباه كعلامة فارقة رفض التخلّي عنها حتى أُقحما في السياسة.

لم يسلم بولتون من تعليقات الصحف والدوريات الأجنبية التي باتت تختصره بـ”شوارب الحرب”. حتى أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لفتته هذه المسألة. سمّاه في إحدى خطبه “أبو شوارب”، وقال في خطبة أخرى إنه حاول أن يتذكر أين رآه ليخلص إلى القول إنه شاهده في الرسوم المتحركة، قاصداً النجار العجوز الذي صنع الدمية الخشبية الشهيرة “بينوكيو”.

مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني حسام الدين آشنا توجّه بدوره إلى ترامب عبر “تويتر” بالقول: “أردت عقد صفقة أفضل مع إيران، ويبدو أنك ستخوض حرباً بدلاً من ذلك، هذا ما يحدث عندما تستمع إلى الشوارب.. حظا سعيدا عام 2020!”.


“نار وغضب” وشاربان للتدفئة

شاربا بولتون أثّرا على قرار ترامب بعدم تعيينه وزيراً للخارجية

شاربا بولتون أثّرا على قرار ترامب بعدم تعيينه وزيراً للخارجية

يرد شاربا بولتون في كتاب “نار وغضب” الذي صدر على أعتاب العام الأول من ولاية دونالد ترامب. ينقل الكاتب مايكل وولف عن ستيف بانون الذي شغل منصب كبير استراتيجييه قبل إقالته، أن الأخير دفع باتجاه تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وكان الأخير الشخصية المفضلة أيضاً لدى روجر ايلز المدير السابق لقناة “فوكس نيوز” وأحد المقربين من ترامب.

توجه إيلز إلى بانون بالقول إنك تحتاجه، على اعتبار أن لا أحد مثل المندوب الأميركي السابق في الأمم المتحدة جيد لإسرائيل بقدره. فما كان من بانون أن قال إن شارب بولتون سيكون مشكلة لأن ترامب لا يحبّ الشوارب، قبل أن يعدل عن رأيه حين عرف بأن بولتون تسبب بمشكلة في أحد الفنادق بعد مطاردته إحدى النساء. ردّ بانون “إذا أخبرت ترامب بذلك قد يحصل على الوظيفة”.

الرئيس اللاذع الذي عُرف بالسخرية لم يتردد في التهكم على موظفّه الرفيع. وينقل موقع the japan times أنه خلال إضاءة شجرة الميلاد في إحدى الليالي شديدة البرودة، قال ترامب إنه لو كان بولتون معهم، لتمكنوا من استخدام شواربه للتدفئة.

وأكّد أكثر من مصدر ووسيلة إعلامية وجود مشكلة تتعلق بشاربي بولتون عند ترامب. صحيفة  “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادرها، بأن الرئيس الأميركي يمتعض من شارب مستشاره لشؤون الأمن القومي. وبحسب الصحيفة فقد كان شاربا بولتون الكبيران أحد أسباب تردد الرئيس لدى نظره في تعيين مندوب واشنطن السابق لدى الأمم المتحدة بمنصبه الجديد.

بدورها أوردت صحيفة “الواشنطن بوست” أن شاربي بولتون أثّرا على قرار ترامب بعدم تعيينه وزيراً للخارجية. ونقلت عن أحد المقربين من ترامب قوله إن الأخير “لم يكن ليعجبه ذلك الشارب على وجه بولتون”. وقال الشخص الذي لم تذكر الصحيفة اسمه “لا أعتقد أبداً أن هناك شخصاً في الدائرة المحيطة بترامب لديه لحية يمكن أن يروق للرئيس”.

وأكدت “نيويورك تايمز” أنّ “السيد بولتون قام لفترة طويلة بحملة من أجل الحصول على الوظيفة، حتى بعد أن أبلغه ترامب رفضه، بشكل جزئي، لانه لم يكن يحب هذا الشارب الكبير”.

قناة “سي إن إن” أكدّت من جهتها نقلاً عن مصادر موثوقة أن ترامب لطالما رغب في تعيين بولتون عضوا في فريقه المسؤول عن السياسة الخارجية لإدارته، لكنه اعتبر أن شاربيه الكبيرين جداً “غير مناسبين” لمسؤول سياسي رفيع المستوى.

رغم ذلك بقي بولتون متمسكاً بعلامته الفارقة وصرّح أنه لن يحلق شاربيه على الرغم من الانتقادات التي يواجهها بسببهما في وسائل الإعلام. وفي عام 2016 ، وسط أول حديث عن تعيينه لمنصب في البيت الأبيض، غرّد على تويتر قائلاً ” أقدر النصيحة المقدمة من وسائل الإعلام الرئيسية غير المتحيزة تماماً، لكنني لن أحلق شاربي”.


لماذا اللحى والشوارب غير مرغوبة عند الأميركيين؟

في إحدى المقابلات التلفزيونية يجيب بولتون عن الوقت الذي استغرقه لتربية شاربيه بالقول “ليس كثيراً”. ويردف “قال الكثير من الناس إنه يجب التخلص منه، ولكن لدي هذا الشارب منذ وقت طويل، وأنا محافظ، لن أفعل ذلك”.

 

ويعد شعر الوجه لدى الساسة الأميركيين أمراً غير مستحب سواء كان لحية أو شارب لأنه يرتبط بأذهان الناخب الأميركي بمواقف ذكورية معارضة لحقوق المرأة بحسب ما تلفت دراسة أكاديمية في جامعة أوكلاهوما، حول انحسار الشارب واللحية لدى الساسة الأميركيين بسبب ارتباطهما بنزعة السيطرة وميول للعنف أو الضراوة.

وفي دراسة بعنوان “لماذا اللحى والشوارب صارت نادرة في السياسيين المعاصرين؟” نشرها موقع “بوليتيكو” تعتبر أستاذة العلوم السياسية بجامعة أوكلاهوما ريبيكا هيريك إن مظهر السياسي قد يؤثر على مستوى الاعتقاد في لياقته للانضمام إلى فريق عمل سياسي مختار، وتعتمد هيريك على أبحاث تؤكد أن الناخبين الأميركيين قد يتبنون نظرة نمطية إلى الرجال الذين لديهم شارب أو لحية.

وتقول هيريك “هناك في اللحية والشارب ما قد يساعد إدارة ترامب على بناء سمعتها الوليدة”، إذ تعتقد أن الصورة النمطية لذوي اللحى قد تؤدي إلى تحسين الصورة العامة في ما يتعلق بالتغير المناخي، إذ إن بعض نشطاء البيئة بحسب رأيها هم من محبي اللحى.

لكن بنظرها فإن سلبيات هذا الأمر تفوق إيجابياته إذ أن هناك نظرة نمطية لدى الناس تربط بين ذوي اللحى والشوارب والمغامرة، لافتة إلى الاعتقاد المتزايد خلال العقود الماضية بارتباط اللحى بالنزعات المتطرفة.

وتضيف هيريك “هناك أيضاً الاعتقاد بأن الرجال ذوي اللحى يحاولون إخفاء شيء”، لتخلص إلى القول إن من الحكمة استبعاد بولتون وربما آخرين من أصحاب الشوارب أو اللحى “فأمر منطقي أن يشعر ترامب بالقلق تجاههم وبخاصة في ظل مشكلته مع الفوز بأصوات المرأة”.

You might also like