كل ما يجري من حولك

قوةُ الردع ومعادلةُ السن بالسن

430

 

سعاد الشامي

بدون مقدمات وبلا مبرّرات وبروحية العداء ونزعة الحقد وغطرسة الكبر وحقارة الإجرام، أعلنت القوى المعتديةُ والآثمةُ عدوانها على الشعب اليمني وباشرت استهدافها لليمنيين كشعب وكـــدولة بكل فئاته وكل مؤسّساته ومرافقه الحيوية، واستباحت حياة المواطن اليمني في شتى جوانب الحياة عبر معادلة القتل والتدمير لفرض الخنوع والاستسلام وفرض الحصار على الموانئ والمطارات والمنافذ البرية والحيلولة دون وصول أية امدادات إنْسَانية أَو احتياجات غذائية أَو صحية تحت سياسة الإبادة الجماعية وقانون التركيع عبر التجويع.

من يستقرئ أحداثَ العدوان طوال هذه الفترة تاركاً لعقله حريةَ التأمل والتدبر سيتعرف على حقيقة العدوان وبأنه مشروع تآمري تدميري تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز هيمنتها وسيطرتها في العالم قاطبة وما تلك الدول التي تحالفت وتحملت وزر العدوان إلا أدوات تنفذ رغبات القوى الإمبريالية التي تسعى لتدمير كُــــلّ البلدان واحتلالها والتي بحسب مُخَطّطها الاستعماري أعطت اليمن الأولوية في الاستهداف الممنهج لأهميّة موقعها الاستراتيجي وغزارة ثرواتها المتعددة وما تميز به أبناؤها من الوعي والحنكة والبأس الشديد.

لذلك ما كان لليمن وهي مقبرة الغزاة ومعارج الإيْمَان أن تسلكَ منحنى الاستسلام والإذعان وليست تلك الفريسةَ السهلة ولا اللقمة السائغة ليأتي هؤلاء الطغاة وهم يرومون ابتلاعها، وليس اليمنيون من يقبلوا على أنفسهم تمريرَ مثل هذه المُخَطّطات التي ترمي إلى إذلالهم وقهرهم، فقد صرح قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه منذ بداية العدوان بأنه لا خضوع ولا استسلام وأسماها معركة النفَس الطويل والتي قد لا تقوى أنفاس الجبناء على مجاراتها وتوعد الأعداء بخيارات استراتيجية قادمة ستدك كُــــلّ معاقلهم ومنشئاتهم الحيوية إن لم يتوقفوا عن استمرارهم في مواصلة مشوار الإجرام وانتهاك حرمة النفس وسيادة الأرض.

لم تحمل جارةُ السوء وحلفاؤها تصريحاتَ التهديد التي كان يوجهها إليهم السيد القائد عبدالملك الحوثي على محمل الجد وحسبوها من المستحيلات فكيف يمكنُ لمثل هذا الشعب الضعيف اقتصادياً وسياسيّاً والمسلوبة منه كُــــلّ مقومات الحياة أن يصل إلى هذا المستوى الذي يصرح به هذا الرجل؟! فركنوا إلى أمريكا في تزويدهم بالسلاح المتطور وحماية أجواء أوطانهم بينما ركن اليمنيون إلى ربهم فزودهم بالعلم والبصيرة وأيدهم بالنصر والغلبة، وبالتوكل على الله ابتدأ مشوارُ التصنيع العسكريّ اليمني كضرورة ملحة لردع هذا العدوان ومن باب المعاملة للمعتدي بالمثل وفقاً لتوجيهات الله.

ومن فضل الله علينا أن شهدَ التصنيعُ العسكريّ في اليمن تطورا ملحوظا وسريعا رغم استمرار العدوان والحصار فكانت البداية بصواريخ الصرخة وتطورت إلى الزلازل إلى القاهر إلى البركان إلى بدر إلى بدرf إلى سلاح الجو الطير المسيّر وطائرات صماد وقاصف، وما زالت الأَيَّــام القادمة كفيلةً بجبر خواطر أبناء اليمن المكلومين وتقديم ما هو أعظم منها لمواجهة أعدائهم ولتطمئن قلوبهم ببشائر النصر وتقر أعينهم بعدالة السماء.

إنها معادلةُ السن بالسن والصاروخ بالصاروخ والأرض بالأرض، اليوم يا طواغيت الإجرام لنا صواريخ طويلات المدى وطائرات مسيرات صافات يقصفن منشآتكم وشركاتكم ومطاراتكم ويهدّدن اقتصادكم ما يمسكهن رادار ولا يعترضهن باتريوت، محلقات في سماء مدنكم لتذيقكم سوءَ ما كسبت أياديكم وتريكم من آيات البأس اليماني والتأييد الإلهي ما يفتي السائل منكم أن نهايتكم اقتربت وبأن رؤوس الشر المتمادية في غيها قد حان قطافها وبأن العاقبة للمتقين والغلبة لليمنيين.

You might also like