كل ما يجري من حولك

تهافُــتُ أبواق الوهّــابية

359

محمد أمين عزالدين الحميري

بعدَ أربعةِ أعوام يتداعَى أبواقُ الوهَّــابية من أبناء بلادنا ممن يعيشون في الخارج أَو أوساطنا بطريقتهم الخاصة، يتداعى الجميعُ لإنقاذ ما يمكنُ إنقاذُه من رُكام الأفكارِ الزائفة الماضوية التدميرية والعملِ على الحِفاظ عليها والدعوة؛ للعض عليها بالنواجذ، تارةً بتشويه كُـــلّ صوت وطني حُرٍّ من داخل الجماعات التي عبث فيها الفكرُ الوهَّــابي طيلةَ عقود، محاولين إسكاتَه، وصرفَه عن سبيل الحَــقّ والرشاد الذي اهتدى إليه فيما تتعرضُ له بلادُه من عدوان وحصار، وَمعرفة ما الذي يجبُ عليه، وتارةً بإعلان النفير العام؛ للدفاع عما يقولون عنه دينَ الله، وهو في حقيقته دينٌ يهدفُ لتطويع عباد الله المسلمين للظلَمَة والمجرمين الفاسدين المفسدين في الأرض، دينٌ يتماشى مع رغباتهم وأهوائهم في التطرُّف والغلو أَو في الانحلال والعربدة أَو ما شابه ذلك؛ نزولاً عند رغبة الحاكم الذي يوجههم من حين إلى آخر، يمين يمين شمال شمال، دينٌ تمليه عليهم سياسةُ الممول وهو نتاجٌ لتصورات وأفهام وقناعاتٍ تتصادمُ مع الفِطَـــرِ السوية، فضلاً عن حقائق الدين الحَــقِّ الذي ارتضاه اللهُ لعباده (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) الإسْـــلَام بشموليته وأصالته ومرتكزاته التي من خلالها وعلى ضوئها تصنع الحياة ويكونُ الاستخلافُ في الأرض على أكملِ وجهٍ.

هؤلاءِ الناعقون المبتورون لم ولن يفقهوا أن اللهَ لا يصلحُ عملَ المفسدين وأن أعظمَ فساد هو التزييفُ للحقائق والتضليل على الأُمَّــة؛ بهَدفِ إذكاء الصراعات البينية بين أبنائها على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي وغيره، لم يوقنوا بعدُ أن الوهَّــابيةَ وكلَّ مذهب أَو فكر منحرف إلى زوال، وأن اللهَ يأبى إلا أن يُتِمَّ نورَه، ونورُ الله فيه فحسب الهدى والخيرُ والفوزُ والفلاحُ في الدارَين.

لذا: على المتجردين الواعين الأحرار في كُـــلّ التوجّــهات أن لا يلتفتوا إلى مثلِ هذه العيّنات المنحطة التي تستميتُ في إبقاء حالةِ المغالطة والخداع في ظل أوضاعٍ تكشّفت فيها الحَــقّائقُ؛ وذلك حرصاً على مصالحها ومطامعها، أَو أنها بالفعل أسيرةٌ لأحقادٍ وضغائنَ تمنعُها من الاستيعابِ والبصيرة، وبالتالي فلا أحد ملزم بالسير في طريقِها هذا المشؤوم، بل عليه أن يحمَدَ اللهَ أن عافاه مما ابتلاهم به، وإلى الأمام فليكُنِ التأمُّلُ والنظرُ مستعيناً بالله واثقاً به، راجياً ما عنده، فما عنده خيرٌ وأبقى.

You might also like