كل ما يجري من حولك

الحرب التجارية الأمريكية الصينية إلى أين؟

الحرب التجارية الأمريكية الصينية إلى أين؟

361

متابعات:

بدأت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان ترامب في 22 آذار/مارس 2018، عن وجود نية لفرص رسوم جمركية على سلع تبلغ 50 مليار دولار على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وردت الصين في 2 نيسان/ابريل 2018 بفرض رسوم جمركية على اكثر من 128 منتج أمريكي.

وأصبحت الرسوم الأمريكية على ما قيمته 34 مليار دولار من البضائع الصينية فعالة في 6 تموز/يوليو 2018، وقامت الصين بفعل المثل على نفس القيمة. هذه الرسوم تمثل ما قيمته 0.1% من إجمالي الناتج المحلي.

وفي اليوم التالي نشر الممثل التجاري الأمريكي قائمة بأكثر من 1300 منتوج من الواردات الصينية فُرضت عليه رسوم بقيمة 50 مليار دولار بما في ذلك قطع غيار الطائرات، البطاريات، التلفزيونات المسطحة والأجهزة الطبية ثم الأقمار الصناعية والأسلحة. ردا على إعلان الصين فرضت الولايات المتحدة رسوم إضافية بنسبة 25% على كل من الطائرات، والسيارات ثم فول الصويا. وفي 5 نيسان/أبريل وجه ترامب الممثل التجاري الأمريكي للنظر في فرض 100 مليار دولار إضافية من الرسوم الجمركية على الجمهورية الصينية.

وبعد إعلانات تصعيد الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة والصين، قالت الصين إنها تأسف لزيادة التعريفات، وإنها مضطرة لاتخاذ اجراءات مضادة للرد على الخطوة الأمريكية، وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الصينية، قالت الصين إنها “تتمنى أن يلتقي البلدان في منتصف الطريق، وأن يبذلا جهداً مشتركاً لحل المشكلات الحالية”.

وقال المفاوض الصيني إن التعثر الأخير “هو مجرد مطب على طريق المفاوضات”، مضيفاً أن الصين متفائلة بحذر بشأن المباحثات القادمة.

وحتى الآن جاء الرد الصيني بقرارها فرض الرسوم الجمركية على واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة من 10 الى 25 بالمائة، ما يعد ما يعد تحولا كارثيا لصناعة الغاز المسال في أمريكا.

وتعد سوق الغاز الطبيعي المسال في الصين الأكبر والأسرع نموا في العالم، ووفقا لتوريس دياز رئيس قسم أبحاث سوق الغاز في شركة RystadEnergy فإن هذه السوق ستنمو خلال العام الجاري بنحو الربع.

وبناء على هذه المعطيات فقد تقرر إطلاق معظم مشاريع بناء محطات تسييل الغاز في الولايات المتحدة، حيث تم افتتاح مؤخرا مصنع للغاز في ولاية لويزيانا، يتضمن 3 خطوط لتسييل الغاز بطاقة إجمالية تبلغ 13.5 مليون طن سنويا.

وفي خضم هذه التطورات تظهر فرصة ذهبية لدى شركات الغاز الروسية بزيادة حصتها في سوق الغاز الصينية على حساب الحصة الأمريكية، وخاصة مع قرب بدء تشغيل خط أنابيب جديد بطاقة 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا يدعى “قوة سيبيريا” لضخ الغاز من روسيا إلى الصين.

ويبدو ان الداخل الأمريكي هو الذي يتضرر من هذه الحرب التجارية اكثر من غيره، فمن جهة رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، يرفع اسعار هذه السلع في اميركا، مع صعوبة امكانية توفير البديل في الوقت الحاضر، او هناك احتمال كبير بوجوده بأسعار اعلى، وأيضا رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية التي تستوردها الصين، من قبيل الغاز المسال، مع خفض الاستيراد ومع وجود البديل المتاح، يتسبب بأضرار كبيرة للقطاعات الصناعية الأمريكية.

وقد عبر العديد من ممثلي كبرى شركات الصناعة في الولايات المتحدة عن مخاوفهم من الآثار المترتبة على أعمالهم. كما عبر العديد من رؤساء البلديات التي تمثل المدن المُعتمدة بشكل كبير على قطاع الصناعات التحويلية عن مخاوفهم أيضاً.

وقد تأثرت أسعار الأسهم في السوق الأمريكية بخسائر كبيرة لمدة أسبوعين بسبب الرسوم، لكن انتعشت الأسعار في 6 تموز/يوليو بعد تقرير إيجابي عن الوظائف. الأسواق الآسيوية أيضاً أنهت اليوم بوضع إيجابي.

وفي الحقيقة ان الحرب التجارية بين العملاقيين الأمريكي والصيني، تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي، باعتبارهما الاقتصادين الاول والثاني عالميا، ومن المتوقع ان تؤول هذه الحرب الى الخسارة الأمريكية، اكثر من خسارة الصين، لأن الثانية تمتلك العديد من الخيارات، وفي مقدمتها بيع سندات الخزانة الأمريكية، التي تمتلك منها الحصة الاكبر من بين الدول الاجنبية، وكذلك تبديل مصدر السلع المستوردة من أمريكا الى مصدر آخر، اضافة الى إيقاف منح ترخيصات جديدة للشركات الأمريكية، ويبدو ان أحد المستفيدين من هذه الحرب هو ايران، التي مكنتها هذه الحرب التجارية نوعا ما من مقاومة الضغوط الأمريكية.

إذ أن الصين لم ترضخ للضغوط الأمريكية بعدم توريد النفط من ايران، ومن المتوقع ان تتحول الصين الى عامل لتسويق النفط الايراني الى جهات ثالثة.

You might also like