كل ما يجري من حولك

مهرُ الكرامة والحرية والاستقلال

403

 

منصور البكالي

مهرُ الكرامة والعزة والحرية والاستقلال الجهادُ في سبيل الله الذي كتب علينا القتالَ كما كتب علينا الصيامَ، فهل وصلنا في عباداتِنا لله إلى هذه المرحلة لنستحقَّ منه النصرَ والتمكين؟!

كم من الراكعين والعاكفين والصائمين في رمضانَ وفي بقية الأيام من شهور السنة تجدُهم اليوم يبرّرون قعودَهم في البيوت وتنصُّلَهم عن هذه الفريضة ومخالفتَهم لتوجيهات الله، وكأن اللهَ لم ينزلْ آيةً في كتابِه الذي يقرأونه ليلَ نهارَ تحُثُّهم على الجهاد والقتال في سبيل الله؟!

أم أن الحالَ وصل بهم إلى مستوى بني إسرائيل الذين كانوا يؤمنون ببعضِ الكتاب ويكفرون ببعض!؟

أيها الناس نحن في زمن زاد فيه حجمُ المنافقين ونَدُرَ فيه المؤمنون بالله وبرسوله وبكتابه الذي بين أظهرنا.

أيها الإخوةُ الأكارم كم من المجاهدين بالأمس باتوا اليوم يلهثون بعد متاعِ الدنيا وزخرفها ومناصبِها، فهذا يبحثُ عن وظيفة هنا أَو هناك، وذاك يوظف أهلَه وأقاربَه وأصدقاءه بعد أن نسي الجبهاتِ وانفرد بالقعود خلف الطاولة التي لو سمح لها بالنطق والشهادة لحدثتنا عن عدم استشعاره للمسئولية وتقصيره في أعماله وواجباته تجاه هذا الشعب الصامد في مواجهة العدوان والحصار.

فكم نحن بحاجةٍ إلى مراجعة أولوياتنا وحساباتنا في هذه المرحلة الخطرة التي كاد نورُ الله وهديُه أن ينطفئ لولا رحمتُه بنا حين بعث لنا الشهيدَ القائدَ حسين بدر الدين الحوثي، في زمنٍ كاد الطغيان أن يستكمل سيطرته علينا، وكاد نور الله أن ينطفئ على أيادي الخونة والعملاء والفاسدين ومعهم الفكر الوهّابي.

فكانت دماءُ الشهيد القائد الثائرة في جسده المستشعرِ لمسئولياته أمام الله، وأمام دينه وأمام أُمَّـــة جده رسول الله، كفيلةً بحفظ هذا النورِ والهدى من الانطفاء، فصار خيرَ قائدٍ وقدوةً لنا وللأجيال المتعاقبة التي ستمضي على دربه وتتثقف بثقافته، الثقافة القُـــرْآنية، فتكونُ أرواحُنا ودماؤنا سَبَّاقةً في اللحاق بروحِه التي قدّمها رخيصةً في سبيل الله، وثمناً ومهراً للكرامة والعزة والحرية والاستقلال.

You might also like