كل ما يجري من حولك

الإنتماء لليمن يتزايد في سقطرى رغم ممارسات النظام الإماراتي

الإنتماء لليمن يتزايد في سقطرى رغم ممارسات النظام الإماراتي

635

متابعات:

قالت مؤسسة جيمس تاون الأمريكية إن النظام الإماراتي المشارك ضمن التحالف العسكري باليمن يدعم تشكيل مليشيات محلية في جزيرة أرخبيل سقطرى تعمل ضد حكومة هادي وذكرت المؤسسة في تقرير لها أعده الباحث والكاتب رافد الجبوري أنه على الرغم من الإنكار الرسمي فإن النظام الإماراتي يدعم تشكيل ميليشيات محلية في سقطرى وأن المليشيات المحلية تشكلت في محافظات جنوب اليمن الأخرى من قبل الإنفصاليين اليمنيين الجنوبيين المدعومين من النظام الإماراتي والتي اكتسبت مزيداً من القوة خلال الحرب.

واضاف التقرير: “دعمت الإمارات أيضاً المجموعة السياسية الإنفصالية الأكثر تنظيماً والمدعوة باسم المجلس الإنتقالي الجنوبي على الرغم من أن سقطرى لم تشهد قتالًا خلال حرب اليمن إلا أنها كانت في صراع آخر على السلطة وفي إبريل الماضي أعلن محافظ محافظة سقطرى رمزي محروس رفضه الشديد لتشكيل أي ميليشيات في سقطرى. وتعهد بالعمل ضد أي خطوة من هذا القبيل مشيراً إلى أنها ستخلق إنقسامات والمزيد من الصراع بين اليمنيين.

وفقا للتقرير يشير إعلان المحافظ محروس إلى أحدث صراع شعبي بين المسؤولين اليمنيين والإمارات وحلفائها اليمنيين على سقطرى واشار تقرير جيمس تاون إلى أن الكثير من أعضاء الحكومة والجمهور اليمني قد استاءوا من سياسات الإمارات التي تهدف إلى السيطرة على جنوب اليمن على وجه الخصوص وفي مايو 2017م صرح هادي أن الإمارات تتصرف كقوة إحتلال في اليمن.

يقول التقرير: “كثيراً ما يثير اليمنيون مخاوف من أن الإمارات تريد السيطرة على طرق الشحن عن طريق السيطرة على عدن ومضيق باب المندب”. مشيرا أنه في عام 2012م ألغت اليمن صفقة لشركة موانئ دبي العالمية لتشغيل الموانئ في ميناء عدن. وتم تقديم الفساد كسبب لكن الكثيرين في اليمن يعتقدون أن الإمارات أرادت تقويض عدن من أجل منع المدينة من الظهور كمنافس لدبي.

واوضحت مؤسسة جيمس تاون أنه مع تطور حرب اليمن وعلاقات الإمارات القوية مع الإنفصاليين الجنوبيين أصبحت مدينة وميناء عدن تحت السيطرة الفعلية لدولة الإمارات. يضيف التقرير “السيطرة على سقطرى وهي أرخبيل من أربع جزر تقع على بعد 240 ميلاً من الساحل الجنوبي لليمن و 150 ميلاً قبالة الصومال والقرن الأفريقي، ستوفر المزيد من التفوق البحري لدولة الإمارات العربية المتحدة”.

كانت نقطة الإنطلاق الرئيسية في سياق الصراع اليمني الإماراتي في سقطرى في أبريل 2018م خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء آنذاك أحمد عبيد بن داغر هبطت العشرات من القوات الإماراتية في المطار المحلي في حديبو عاصمة سقطرى. أدان بن داغر هذه الخطوة ودعا إلى معارضة شعبية، مما أسفر عن مسيرات شددت على أن سقطرى كانت جزءاً من اليمن في مواجهة الجهود الإماراتية المتصورة لضم الأرخبيل. أحالت الحكومة اليمنية القضية إلى مجلس الأمن الدولي. كان على الإمارات أن تتراجع وأعلنت أنها تعترف بسيادة اليمن في سقطرى. تم جلب القوات السعودية من خلال تسوية غامضة شهدت نهاية إنتشار الإمارات.

وقال التقرير إن القوات الإماراتية لا تزال في سقطرى لكنها تعمل بشكل أقل وضوحاً تحت مظلة التحالف. ويُعتقد أن خلفان المزروعي ممثل النظام الإماراتي في سقطرى يسيطر على المطار والميناء الرئيسي والعديد من المواقع الأخرى في سقطرى.

واردف : “الرئيس هادي يسير على خط رفيع في علاقاته مع الإمارات كان لدى هادي علاقات صاخبة مع المحافظين السابقين في سقطرى والذين كانوا على استعداد للدخول في شراكة مع الإمارات. في يونيو 2017، قام بإقالة محافظ سقطرى إلى جانب محافظين آخرين في خطوة تهدف إلى تقليص التأثير الإماراتي على القادة المحليين في جنوب اليمن.

وتابع: “في حين أن إستراتيجيته في عدن وحضرموت فشلت إلى حد كبير – حيث تم تمكين الأشخاص الذين أقالهم وأصبحوا أكثر إرتباطًا بالإمارات – إلا أنه يبدو في وضع أفضل في سقطرى مع المحافظ محروس إلى جانبه. على عكس أجزاء كثيرة من جنوب اليمن حيث تسيطر الجماعات الإنفصالية وأعلام الإنفصال أكثر وضوحًا من العلم اليمني، في سقطرى هادي يبدو أنه يعزز موقفه كرمز وطني موحد”.

“لم يكن التصريح الأخير للمحافظ محروس ضد الجماعات المدعومة من الإمارات هو أول مرة يتعامل فيها مع القضية. في العام الماضي قام بسلسلة من الإجراءات لإجهاض محاولة إنقلاب تدعمها الإمارات. ومع ذلك كانت هناك توقعات بأن تتحسن العلاقات عندما يقوم بزيارة دولة الإمارات لمدة أسبوعين ولكن يبدو أن هذا قد تلاشى” وفق للتقرير.

واستطرت المؤسسة الأمريكية في تقريرها “تجدد الجدل حول أهداف الإمارات في سقطرى في وقت سابق من هذا العام. وأنتشر الفيديو الخاص بالمؤرخ الإماراتي البارز حمد المطروشي والذي يعد بأن السقطريين سوف تمنح لهم الجنسية الإماراتية بسبب علاقاتهم التاريخية مع الإمارات ” مشيرة إلى أن عائلات قادة الجماعات اليمنية التي تدعمها الإمارات تعيش في الإمارات بعيداً عن الحياة الصعبة في اليمن. لافتة إلى أنه سيكون شراء ولاء جميع السكان المحليين في سقطرى وسيلة صعبة وغير واقعية إلى حد كبير لضم سقطرى.

وقالت “لا تواجه سياسة الإمارات المتمثلة في ممارسة التأثير المطلقعلى سقطرى الصعوبات التي يواجهها المحافظ محروس”. مؤكدة أن دولة الإمارات فشلت أيضًا في كسب زعماء القبائل الرئيسيين مثل الشيخ عبدالله بن عفرار الذي حكمت أسرته سلطنة المهرة وسقطرى لمئات السنين قبل تشكيل جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

واضافت: “لقد كان صوته متزايدًا في معارضته لسياسة الإمارات في سقطرى. لم يعد بن عفرار وعائلته حكام سقطرى لكن تأثيره على السكان لا يزال مهمًا ولا سيما عندما يتعلق الأمر بتحديد المسألة الأساسية المتمثلة في بقاء جزء من اليمن أو الإنفصال عنه”.

يشير التقرير أن سقطرى أبعد ما تكون عن لب الصراع اليمني لكن صراع السلطة المتميز قد ظهر هناك، تزايد الشعور القومي اليمني في الجزيرة في مواجهة تحركات النظام الإماراتي ومع ذلك – حسب التقرير- إذا استمر الوضع في اليمن في التدهور وتفتت المقاطعة أكثر فقد يفضل بعض السقطريين في نهاية المطاف الإنضمام إلى الإمارات”. مشيرة إلى أن هذا السيناريو  ينطوي على إمكانية بدء فصل جديد في حرب اليمن وهذه المرة بين القوميين والجماعات المؤيدة للإمارات بينما يتسبب في مزيد من النزاعات الإقليمية حول توسع الإمارات.

يمضي التقرير: إن “الصراع على السلطة في سقطرى سيستمر مع إمكانية التصعيد ويبدو أن الإمارات قد تخلت عن نهج الإنتشار العسكري المباشر لصالح تشكيل ميليشيات محلية متحالفة”. مشيرا إلى أن الامارات ستواصل العمل من أجل تمكين حلفائها في الجزيرة.

واستدرك “إذا اندلع فصل منفصل من الحرب الأهلية بين الجماعات المؤيدة والمناهضة لدولة الإمارات  فإن الصراع اليمني سوف يزداد تعقيدًا ومن المرجح أن يستفيد منه الحوثيين .

وفي ذات السياق أكد مصدر مسؤول في حكومة هادي وصول قوات تتبع ما يسمى بـ “الحزام الأمني” إلى جزيرة سقطرى دون تنسيق مسبق مع حكومة هادي وقال المصدر “إن أكثر من مئة مقاتل يتبعون ما يسمى بالحزام الأمني (قوات جنوبية تم تشكيلها من دولة الإمارات) وصلت إلى الجزيرة بحجة حمايتها” معتبراً ذلك “أمرا غير مقبول”.

وأوضح أن تلك القوات وصلت الاثنين الماضي على متن سفينة إمارتية حاملة علم الجنوب الانفصالي مؤكداً أن وصولها إلى الجزيرة جاء دون تنسيق مع حكومة هادي، والمجلس المحلي في سقطرى.

من جانبه قال مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي إن “مليشيات مسلحة وصلت إلى جزيرة سقطرى بعد أن تلقت تدريبات عسكرية في مدينة عدن(جنوب اليمن)” وأضاف الرحبي أن هذه المليشيات وغيرها يتم دعمها وتدريبها وتسليحها من قبل دولة الإمارات “التي تدعي أنها دخلت اليمن لدعم الحكومة وما يحدث عكس ذلك وهو محاولة تدمير الشرعية”.

وجاء وصول هذه القوات بعد أيام من تحذير أطلقه رمزي محروس رئيس المجلس المحلي في سقطرى خلال مؤتمر صحفي. وحذر محروس من استقدام قوات ما يسمى بالحزام الأمني، معتبرا أنها “بؤرة للصراع في هذه المحافظة”.

وأكد محروس أن اي تشكيل من التشكيلات الخاضعة للشرعية هم من أبناء سقطرى ؛ قائلا :”لا نريد تشكيلا أو قوات خارج نطاق السلطة وعن إجراءات الشرعية لأنها تعمل على التفرقة وجلب الصراعات ، ونحن لا نريد أن تكون سقطرى ساحة نزاع”.

من جانبه نفى أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية للإمارات صحة الانباء التي ذكرت استقدام مئة جندي انفصالي إلى جزيرة سقطرى هذا الأسبوع واصفاً إياها بالأخبار “الكاذبة”.

—————————————

* مؤسسة جيمس تاون تعمل على إطلاع وتثقيف صانعي السياسة والمجتمع الأوسع حول الأحداث والاتجاهات في تلك المجتمعات التي تعد ذات أهمية إستراتيجية أو تكتيكية بالنسبة للولايات المتحدة والتي يصعب الوصول إلى هذه المعلومات بشكل متكرر

You might also like