كل ما يجري من حولك

الناجية من مجزرة هران بحجة وإنسانية الشهيد الصمّاد

411

 

وائل شاري

لم يكُنِ الرئيسُ الشهيدُ صالح الصمَّاد بعيداً عن شعبه، بل كان يتلمَّسُ همومَهم ويتفقدُ أحوالَهم عن كَثَبٍ، إنْسَانيةُ الرئيس الصمَّاد تتجلّى في نجدته للملهوف والمضطر، ومن يتذكر مجزرة العدوان بحق أُسرة الجماعي في مديرية أفلح اليمن محافظة حجة في أكتوبر 2017 والتي راح ضحيتَها العديدُ من الشهداء والجرحى، وإبادة أسرة حمدي الجماعي بكاملها، عدا الطفلة رنا الجماعي، حينها بدأت دولُ العدوان تبرّرُ استهدافَها أسرةَ الجماعي بأن الرئيس الشهيد الصمَّاد كان في المنزل خلال اجتماع مع بعض القيادات.

ومع الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس الصمَّاد كانت لي قصةٌ مع إنْسَانيته ورحمته ورأفته وتفقُّده لأحوالِ شعبِه، أرويها بهذه المناسبة.

عقبَ المجزرة كُلِّفتُ من قبل رئيس تحرير صحيفة المسيرة صبري الدرواني بالنزول الميداني إلى مكان الجريمة؛ لتوثيقها، وبمجرد أن وصلت إلى هناك التقيتُ بالطفلة رنا الجماعي الناجية الوحيدة من أُسرتها برفقة جَدِّها من أُمِّها.

وبعدَ انتهائي من توثيق المجزرة على لسان الطفلة رنا الجماعي، قال لي جَــدُّ الطفلة رنا: “اشتي توصلوا هذه الرسالة لرئيس الجمهورية، قصفوا البيت بحجة إن فيه الصمَّاد وقتلوا خلق الله، والآن احنا في العراء لا معنا بيت نسكن فيه، ولا معنا مال نستأجر، نرجو منكم أن توفروا مسكناً للطفلة رنا ضحية العدوان السعودي الأمريكي الغاشم الذي استهدف منزلها بسبب وهمي وهو تواجدك بالمنزل، ونحن لا نعرف عنك سوى أنك رئيس جمهورية”..

وعند عودتي إلى صنعاء أوصلتُ رسالةَ جد الطفلة رنا إلى رئيس التحرير، وعند سماع رئيس التحرير لنص الرسالة كتبها وأرسلها في ذات الوقت إلى الرئيس الشهيد الصمَّاد.. ولم تمضِ سوى دقائق حتى رَدَّ الشهيدُ الرئيسُ والألمُ يملأُ فؤادَه على المجازر البشعة التي يتعرضُ لها أبناءُ شعبه، وقال إن الدموعَ تقاطرت على خَدِّه من الألم.

وفي نفس اليوم مساءً أبلغني الأُستاذ صبري الدرواني رئيسُ التحرير الذي قام بإيصال رسالة الطفلة رنا الى الرئيس الشهيد، بأن الشهيدَ الصمَّاد قد رَدَّ على طلب جدّ الطفلة رنا وحوّل لهم مبلغاً من المال وكلّفني بإيصال المبلغ إليهم فوراً، ولم يكن المبلغُ المحوّل من مالِ الدولة ولكنه من ماله الخاص، وهذا ما طلب مني أن أبلغَهم.

فتحَــرّكت حينها لأسلم رسالة الرئيس الشهيد، وفور وصولي تفاجأ جد الطفلة رنا وعمها، لأنه لم يكون يتوقع أن تكون استجابتُه بهذه السرعة، وكأنها المرة الأول أن يجيبَ رئيسٌ على رسالة مظلوم من أبناء شعبه.

إنْسَانيةُ الرئيس الصمَّاد تجلّت في كثيرٍ من المواقف مع أبناءِ شعبِه وبلدِه، وما قصتي هذه إلا واحدةٌ من العديد من القصص التي خُلِّــدت في ذاكرة كل أبناء الشعب اليمني، كقائدٍ عظيمٍ يُجَسِّــدُ عظمةَ المشروع القُــرْآني الذي يبني مثلَ هكذا شخصيات تسيرُ على نهج القُــرْآن وتتحَــرّك به وبتعاليمه في الميدان ومع الناس.

You might also like