فيتو ترامب بشأن اليمن.. ماذا يحمل في طياته؟

ودخلت حرب التحالف السعودي على اليمن في السادس والعشرين من شهر مارس – اذار الماضي عامها الخامس بحيث راى العالم بأسره عجز السعودية والامارات المدعومتين بآلة الحرب الأمريكية والبريطانية والفرنسية عن تحقيق أي نتائج تذكر أو كسر عزيمة الشعب اليمني.

ولقد انطلقت عمليات التحالف السعودي فجر الخميس 26 مارس/آذار 2015 على أمل حسم سريع لم يتحقق حتى اليوم في ظل مقاومة وصمود الشعب اليمني الذي لا يعرف الركوع أمام الظلم والغزاة.

السعودية وبعد أكثر من أربع سنوات من شنها الحرب، دمرت وألحقت أضراراً جسيمة في مختلف مظاهر الحياة في اليمن لكنها لم تستطع بان تحقق تغيّراً حقيقياً في التوازن السياسي والعسكري في اليمن وتقدما ملحوظا في الميدان فحسب بل تواجه حاليا إخفاقات كبيرة.

وأقر السناتور الديموقراطي كريس مورفي بانّ حركة انصار الله (الحوثيين) سيكون لها دور كبير وهام في الحكم المستقبلي لليمن.

ولا يزال 28 مليون يمني يعيشون تحت القصف. ومنذ بداية الحرب، قتل أكثر من ثمانية آلاف مدني (منهم 1283 طفلا)، وفقا للأرقام الصادرة في آذار/مارس الماضي عن “مشروع اليمن للبيانات”، وهي منظمة غير حكومية تقوم بجمع المعلومات حول اعتداءات التحالف بقيادة السعودية .

وتوكد وزارة الخارجية بصنعاء بأن دول العدوان ماتزال تمارس سياسة العقاب الجماعي عبر مختلف الأساليب والأدوات التي تملكها وفي مقدمة هذه الأدوات حكومة المرتزقة.

وبسبب هذه الحرب العبثية وارتكاب التحالف مجازر كثيرة ضد المدنييين الأبرياء وتدمير البني التحتية اليمنية وسط ضغط دولي كبير فان الكونغرس الأمريكي ارغم على المصادقة على مشروع قانون لانهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن لكبح جماح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتمادي في دعمه لابن سلمان وابن زايد دون الاخذ بعين الاعتبار سمعة الولايات المتحدة في العالم ومصالحها.

والدّعم النادر لمشروع القانون هذا في الكونغرس، مردّه الغضب العميق فيه بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تشرين الثاني/أكتوبر 2018.

وفي المقابل أستخدم ترامب حق النقض ضد قرار للكونغرس اذ ادعى ترامب بأن “هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل” دون أن يوضح بأنه كيف يمكن مواصلة الدعم للتحالف السعودي الاماراتي بأن يحمي أرواح الأمريكيين.

وبينما يعتبر ترامب بأن قرار الكونغرس يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة ويؤثر سلبا على منع انتشار الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش في تلك المنطقة فان المراقبين يؤكدون بان استخدام النقض ضد هذا القرار يظهر بان الرئيس الأمريكي لا ياخذ بعين الاعتبار أية مبادئ إنسانية وأخلاقية في تعاطيه مع ملف اليمن بالرغم من كافة مجازر التحالف ولايتهم الا بمصالحه الخاصة في ظل علاقته الوطيدة مع ابن سلمان وابن زايد ونظرته إلى السعودية كبقرة حلوب لبلاده من جهة ومن جهة أخرى يكشف عن معارضة كبيرة لسياسات ترامب داخل أروقة المؤسسات الأمريكية اذ تعتقد هذه المؤسسات بان تصرفات ترامب على الصعيد العالمي أدت إلى عزل الولايات المتحدة والحقت المساس بسمعتها وقدمتها كدولة مارقة تتصرف كما تشاء دون الأخذ بعين الاعتبار القوانين والأعراف الدولية.