كل ما يجري من حولك

بعد إستقبال سفيرها بحفاوة.. هل تتدخل روسيا في جنوب اليمن؟

بعد إستقبال سفيرها بحفاوة.. هل تتدخل روسيا في جنوب اليمن؟

1٬407

متابعات:

أثارت تحركات روسية مؤخراً لافتة للنظر تتعلق بملف جنوبي اليمن وقضية الانفصال التي ينادي بها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات؛ أثارت تساؤلات وتخوفات يمنية حول الدور الذي ستؤديه روسيا في ملف الصراع باليمن.

هذه التحركات تمثلت في زيارة السفير الروسي إلى عدن واستقباله من قبل المجلس الانتقالي بمراسم وعلم الانفصال، وزيارة رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، المدعوم من الإمارات إلى موسكو، ولقائه بمسؤولين روس، حيث عقد مؤتمراً صحفياً دعا فيه روسيا لأداء دور فعال في الملف اليمني، مشيراً ً إلى أن ذلك سيحقق الاستقرار والأمان في البلاد.

وعلى الرغم من أن سفير روسيا لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين، جدد موقف موسكو المعلن الداعم لأمن واستقرار ووحدة اليمن، بحسب تصريحاته الصحفية، فإنه قال، في سبتمبر الماضي: إن “جنوب اليمن منطقة مهمة في البلاد يجب تمثيلها كما ينبغي في تسوية سلمية محتملة”.
 
هذه التصريحات جاءت في سياق عدم إشراك المجلس الانتقالي في مفاوضات كانت مقررة في جنيف، قبل أن تعقد في السويد أواخر العام الماضي.
 
رسالة وتمهيد
مراسم حرس الشرف والحفاوة، والترحيب الكبير الذي حظى به السفير الروسي من قبل قيادة المجلس الانتقالي، كانت لافتة لمتابعي الشأن اليمني، وتداولوه في مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وبحسب ما ذكر الناشط السياسي آزال الجاوي السقاف، فإن هذا الترحيب “لم يحظَ به أي سفير أو وزير، ومن ضمن ذلك وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ولا السفير الأمريكي ولا حتى السفير السعودي”، مشيراً إلى أن ما حصل “رسالة واضحة من المجلس الانتقالي لتلك الدول أن الانتقالي انتقل إلى معسكر روسيا وحلفائها”.
وأضاف على صفحته الشخصية في “فيسبوك”: إن “اللقاءات التي تمت في موسكو، وخصوصاً لقاء نائب وزير الخارجية الروسي بقيادة المجلس الانتقالي، لا يمكن تفسيرها إلا أنها عملية تمهيد لأداء دور روسي أكبر في الملف اليمني قد يتجاوز الدور الدبلوماسي الذي أدته روسيا خلال الأعوام السابقة من عمر الحرب”.
 
في هذا السياق يقول المحلل السياسي اليمني، ثابت الأحمدي: “لم تعد القضية اليمنية وطنية يمنية؛ فاللاعبون الكبار اليوم هم من يمسكون بالملف اليمني، ولذا طال الصراع لتعدد الأهداف أيضاً؛ لأن الأجندات الخارجية متعددة وأحياناً متضادة”.
الأحمدي اعتبر في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “روسيا لن تتسلل فجأة إلى مربع الصراع”، مشيراً إلى أن “موسكو ستحضر بثقلها السياسي والتاريخي لأخذ حصتها من الكعكة، لا سيما أن لها حضوراً سابقاً في المنطقة، ليس في الجنوب فحسب بل حتى في الشمال وإن أقل”.
 
المحلل السياسي اليمني تطرق إلى لقاء أجرته قناة “روسيا اليوم” مع عيدروس، ويرى أن هذا اللقاء “لا يعدو كونه جسّ نبض لمدى جدية الرجل وقدرته على إدارة مشروعه، وهل من الممكن التعاطي معه كلاعب داخلي أم لا؟ هذه محاور الفكرة الأساسية للقاء”.
 
وتابع يقول: إن “الأمر تسابق لحجز مقعد مستقبلي في حال تم الانفصال، وأيضاً هو ربط علاقة بورقة تجيد المناورة حتى وإن لم يتم الانفصال”، مشدداً بالقول: “حتى الآن المشهد لا يقول غير ذلك”.
 
ملف أمريكي
في المقابل قلل المحلل السياسي اليمني هاشم الأبارة، من دلالات زيارة السفير الروسي؛ مبيناً أن “زيارة السفير الروسي إلى عدن كانت باعتبارها العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، والزيارة هذه هي ضمن المهام الدبلوماسية للسفارة الروسية، التي هي أصلاً يفترض أنها موجودة في عدن لولا أن الوضع الأمني ما زال غير آمن”.
 
وأضاف في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “أي زيارة إلى عدن يجب ألا يُتعامل معها على اعتبار أنها زيارة لمحافظة جنوبية، بل باعتبار أنها مقر الحكومة اليمنية المؤقتة وعاصمتها المؤقتة”.
يتفق مع الأبارة المحلل السياسي اليمني حسين صالح، الذي استبعد وجود تنافس أمريكي روسي في اليمن، واعتبر في منشور له على صفحته الشخصية “فيسبوك” أن الملف اليمني ضمن ملفات الصراع وتقاسم مناطق النفوذ الروسي الأمريكي، مضيفاً: “الملف اليمني ملف أمريكي مثلما الملف السوري ملف روسي”.
 
وأضاف: “اجتماع الرئيس الأمريكي ترامب، بالرئيس الروسي بوتين، في فنلندا، نتج عنه تقاسم حقيقي؛ ملف اليمن لواشنطن وحلفائها وفي المقدمة التحالف العربي كمعني أولي، وليصبح نفوذاً أمريكياً، مقابل ملف سوريا لروسيا وعلى واشنطن أن تساعد موسكو في سوريا وعلى موسكو أن تساعد واشنطن في اليمن”.
 
حضور ومصالح
وبين هذا وذاك يرى المحلل السياسي اليمني عبد الله الخيواني، أن أي حضور روسي في اليمن له مبرراته التاريخية والاستراتيجية.
 
وأوضح في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “روسيا التي انشغلت خلال السنوات الماضية بالأزمة السورية لن يكون حضورها في المشهد اليمني جديداً؛ فقد كانت حاضرة في جنوب اليمن بجلد الاتحاد السوفييتي منذ الستينيات وحتى انهيار الاتحاد، مطلع تسعينيات القرن الماضي، من خلال دعم النظام الاشتراكي الحاكم لجنوب اليمن وقتذاك، ومساعدة القوات المسلحة في جنوب اليمن خلال الحرب الباردة بشكل كبير، وعلى رأسها قاعدة العند الجوية الاستراتيجية التي بناها الروس”.
وأشار الخيواني إلى “عوامل يمكن أن تعزز التدخل الروسي؛ وهي صراع الشرعية مع حلفائها وخصوصاً الإمارات، بالإضافة إلى الاستعداد الذي يبديه المجلس الانتقالي الانفصالي لأي دور ممكن يحقق أجنداته”، في إشارة إلى حديث الزبيدي في موسكو عن أن وجود روسيا سيحقق شراكة مستقبلية مع اليمنيين، وهذا بدوره سيقود إلى تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
 
وتابع: “بالإضافة إلى اقتراب الحرب في سوريا من نقطة النهاية، وأيضاً الأطماع الروسية في إنشاء قاعدة عسكرية في اليمن، فدعم روسيا للجنوبيين قد يحقق لها مكاناً لإنشاء قاعدة عسكرية، وهذه الأطماع قديمة؛ حيث إن موسكو حريصة على الوجود في الممر المائي، خصوصاً البحر الأحمر”.

(الخليج أونلاين)

You might also like