كل ما يجري من حولك

مؤتمر «وارسو» ستار لأعمال عدوانية أمريكية مُبيّتة

مؤتمر «وارسو» ستار لأعمال عدوانية أمريكية مُبيّتة

440

متابعات:

اعتاد العالم السلوك الاستفزازي العدواني الذي تمارسه الولايات المتحدة على معظم دول العالم وخاصة في الشرق الأوسط.. وفي كل مرة تنوي فيها ممارسة اعتداء على دولة ما، تقوم بجمع عملائها وحلفائها في مؤتمر تضع له عنواناً ثم تنفذ مخططها.. وكان مؤتمر «وارسو» أحد هذه المؤتمرات التي لم تكن في عهد ترامب وحده، بل هي نهج أمريكي ثابت لدى كل رؤساء الولايات المتحدة.. وعن ذلك الموضوع نشر موقع الـ«سي إن إن» تحليلاً عن مؤتمر «وارسو» جاء فيه:

بترتيب من الولايات المتحدة عُقد منذ أيام في العاصمة البولندية «وارسو» مؤتمر سمّي «مؤتمر الأمن والسلام» شارك فيه أكثر من 60 بلداً، معظمهم من حلفاء الولايات المتحدة أو من يسيرون في ركاب سياساتها.. ولكن بالرغم من هذا الحشد الكبير، فإن ذلك، لا يعني انتصاراً للسياسة الأمريكية لأن أهم حلفاء أمريكا مثل فرنسا وألمانيا لم يشاركوا إلاّ بمستوى من المسؤولين العاديين.

وخلال المؤتمر طرحت الولايات المتحدة عرضاً دبلوماسياً، حاولت من خلاله حشد الدول المشاركة وراء موقف إدارة ترامب ضد إيران، وبدلاً من التفاف حلفائها حول موقفها لم تستطع الإدارة الأمريكية إلاّ إبراز نقاط الخلاف بينها وبين حلفائها الأوروبيين.كما بيّنت الجلسات الوزارية في «وارسو» ضرورة إعادة هيكلة دبلوماسية أخرى إزاء الشرق الأوسط، لأن الأولويات الإقليمية تغيرت.

يبدو أن بنس لم يكن يوجه كلماته لإيران عندما وجه لها اتهامات معينة، بل كانت كلماته موجهة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا لأن هذه الدول كانت تضع خطة تسمح للاتحاد الأوروبي بالتحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران، إذ وصف بينس هذه الخطة بـ«أنها خطوة غير حكيمة ستقوي إيران فقط وتضعف الاتحاد الأوروبي، وستخلق مزيداً من المسافة بين أوروبا والولايات المتحدة».. وردّ وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش بشكل دبلوماسي محاولاً تضييق الخلاف قائلاً: إن أوروبا والولايات المتحدة تشتركان في التشخيص نفسه للموقف من إيران.

وبينما تشترك كل من الولايات المتحدة وأوروبا في الموقف إزاء إيران، كما قال وزير الخارجية البولندي، فإن الخلاف يكمن في أساليبهما المختلفة في التعاطي معها، ففي الوقت الذي يعتقد فيه الأوروبيون أن الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران هو أفضل طريقة للحد مما يسمى «برنامجها النووي» ترى الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع «إسرائيل» وبعض الدول العربية أنه ينبغي مواجهة إيران بقوة أكبر.. وحسبما ورد في الموقع حاول الأوروبيون قبل المؤتمر ثني الولايات المتحدة عن التركيز فقط على إيران، لافتاً إلى أنه من غير المنطقي عقد اجتماع يبث الانقسامات بين الأوروبيين والأمريكيين، ولكن يبدو أن هذا ما حدث في نهاية المطاف.

وحسب الموقع الأمريكي، إذا كان هناك أحد خرج منتصراً من «وارسو»، فهو بنيامين نتنياهو الذي لاقى حضوره قبولاً من «العرب المشاركين» وكان المؤتمر بمنزلة انتصار لحملته الانتخابية التي ستجري في نيسان المقبل، كما يصب في إطار تعزيز موقع «إسرائيل» من خلال «التطبيع».. وعليه، كانت إيران ظاهرياً موضوع المؤتمر لكن الهدف كان تمرير الكثير من القضايا لمصلحة «إسرائيل».

لقد جاءت مسرحية إدارة ترامب في «وارسو» على أنها نتاج سوء التخطيط الأمريكي في الوقت الذي عمقت فيه الخلاف بينها وبين حلفائها المقربين.. والسؤال الآن هو ما إذا كانت التحولات الدبلوماسية التي كانت معروضة في «وارسو» موجودة لتبقى؟ إذا أعيد انتخاب ترامب في عام 2020، فمن المرجح أن تتطرف أوروبا أكثر من الولايات المتحدة إزاء قضايا الشرق الأوسط.

إن الولايات المتحدة من خلال مؤتمر «وارسو» خططت لإقامة تحالف عسكري على غرار «ناتو» تشارك فيه بعض الدول العربية وخاصة بعض الدول الخليجية منها إلى جانب الولايات المتحدة.. وربما «إسرائيل» مستقبلاً، فهل تنجح في ذلك؟
إن المؤتمرات المشبوهة التي تعقدها الولايات المتحدة مع حلفائها وعملائها ليست سوى ستار لما تنوي أن تقوم به مستقبلاً من أعمال عدوانية تجاه دول العالم.

You might also like